-1-
امريكا .. ترسم قدرنا [هكذا يخيل اليها] .. ترسمه وتمحوه من غير انتباهة ..!
امريكا التي تستلذ بممارسة سياسة الحرمان [بشهوانية] .. تنتبه فجأة وتقرر أن ثمّة [خبز جاف ] يجعل اهل الحكم في السودان يهللون ويسبحون بحمدها صباحا ومساءا .. !!
اوباما .. يصيح مبتسما ..[وجدتها .. وجدتها .. وجدتها.. ] .. وكل الفضاء [ موجات التلفزة واثير الاذاعات] ينقل الحدث الاكبر .. [خلق الانسان اللغة ليخفي خلفها مشاعره ] او هكذا قال يوما اوسكار وايلد ..!!
ضحكت حتى الثمالة واصابني كأس الشربوت بسكرة كتلك التي اصابت [ينّي] .. اوباما يسمح للشركات الامريكية ان تمد السودان باجهزة الحواسيب .. وذلك بعد تعديل وتجريح في لوائح السياسات الامريكية تجاه السودان .. !!
تذكرت حينها المتنبي .. وكافور الاخشيدي .. لماذا ؟ .. لست ادري ..، ربما الصورة التي نقلتها الفضائيات للسيد اوباما وهو يعلن قراره .. ومثلك يؤتى من بلاد بعيدة ليضحك ربات الحدود البواكيا ..!!
ثمّة شئ آخر ربما يتعلق بالخطل الذي تعيشه الدولة الكبرى التي يعرّيها [احيانا] الصمت بين الجمل وهي التي تجيد الملامسات المثيرة والمدروسة وان كان اصبح سيان لديها موت الشعوب [نحرا] .. او بـ [ التلوث] .. البس لكل حالة لبوسها إما نعيمها وإما بؤسها ..!!
-2-
التوقيت له حساباته في سياسة امريكا الخارجية .. والرسالة أبلغ من الخطب والشعارات .. ربما صدفة وإن كنت اجزم أن ليس للصدفة وجود في سياسة همها الاول [الامن القومي ] او هكذا يزعمون ..!!
سنوات خلت وفي ذات الايام من عيد النحر [نحرت ] صدام امام شاشات التلفزة ومباركة العالم .. والكل يعلم [صهيل] الرغبة الذي لا تعترضه حواجز في تقسيم السودان وكانت الهدية حتى تجد قوات الامم المتحدة المناخ المناسب للقيام بمهامها في تيسير عملية استفتاء جنوب السودان [هكذا قال البيان]..!!
قراءة مغايرة للرسالة السياسية المصاحبة للبيان .. السماح بتصدير حواسيب للسودان كأن شعب السودان يقتات الحواسيب حتى تدرك امريكا في ساعة متأخرة انها اجرمت في حق اهل السودان ..!!
-3-
صبيحة القرار الامريكي بالسماح بتصدير حواسيب الى السودان .. [ بعض] الصحافة المحلية ابرزته دون تعليق كما جاء من [المصدر].. وتجاهله [ البعض الآخر] ..!!
ما تحاول امريكا تجاهله ان السودان ليس السوق المناسب لبضائعها لمبررات واقعية كثيرة .. منها بروز منافسين جدد في شرق آسيا والمناطق الحرة في دبي بما تمتاز به من جودة في المنتج واسعار تناسب دخل المواطن السوداني .. بينما تكلفة الشحن من المواني الامريكية للسودان تقارب قيمة الجهاز ويضاف الى ذلك النجاح الكبير الذي حققته دول شرق اسيا في انتاج حواسيب بسرعات عالية لا نظير لها في دول الغرب ..!!
اقرب الظن – ليس كل الظن اثم – ان هذه الحنيّة وراءها ما وراءها .. فهذه الاجهزة التي سُمح بتصديرها للسودان قد تكون اجيال من الحواسيب عفا عنها الدهر وتجاوزتها تكنولوجيات كثيرة .. في الوقت الذي بادرت فيه الدولة – عبر مؤسسات العاملين – تمليك جهاز حاسوب لكل اسرة وبمواصفات حديثة ومتطورة [ لهذا ] قوبل القرار الامريكي ببرود من الشارع السوداني ..!!
-4-
سؤال – لا ننتظر اجابة له – لماذا لم يشمل القرار العتاد والبرمجيات معا؟ ولماذا اكتفى بالعتاد فقط؟ ..!!
اجابة – بعيدا عن السؤال – عندما حرمت امريكا السودان التمتع بافرازات تكنولوجيا الاتصالات اتجهت شرقا بحثا عن العتاد والبرمجيات معا – ووجدت الدولة ضالتها – ويممت شطر البرمجيات مفتوحة المصدر [والامور ماشة]..!!
التعليقات (0)