مواضيع اليوم

فوضى الثورات وفتنتهـــا !!!

ماهر حسين .

2011-05-11 11:41:38

0

 ماهر حسين.

هلل الجميع للثورات العربية وهلل المؤيدين للثورات والمعارضين لها للثورات المنتصرة في تونس ومصر هذه الثورات التي أسقطت النظام الحاكم وحولت السلطة مؤقتا" لمن يرتضيه الشعب .
يصاحب الثورات عادة فوضى وهو فوضى مفهومه ومن الممكن أن يلي الثورات بعض الفوضى بفعل غياب النظام وبفعل المبالغات بمطالب التغيير .
وفي فلسطين وثورتها درج الأخ الرئيس الرمز أبو عمار على وصف الفوضى بأنها (ديمقراطية غابة البنادق ) والأمريكان تحدثوا عن مفهوم أخر للفوضى وهو (الفوضى الخلاقة) ولسنا بوارد النقاش هنا عن هذا ولكننا سنتحدث عن فوضى الثورات وفتنتها .
في حال الثورة على طريقة تونس ومصر على الدول وشعوبها تجاوز الفوضى عاجلا" ومحاولة استعادة الرتم الطبيعي للحياة لضمـــان الاستمرار في قيام الدولة بدورها اتجاه جماهيرها وقدرتها على الحفاظ على الأمن وهو أساس حياة المواطن والاقتصاد الذي يعد شريان حياة المواطن حيث ان هذا يحافظ على روح الشعب وقدرته على العطــاء لتحقيق المزيد من الانجازات ورأينا كثيرا" من التغييرات المشرفه في مصر وتونس والتي وصلت الى المواطن العادي مع التأكيد على إن ما يلي الثورات هام ومؤثر على مستقبل الدول وعلى طموحها وعلى تأثير ثوراتها على الغير .

فقد نجحت مصر وتونس بتقديم صوره مشرفه للعمل الجماهيري السلمي البعيد عن العنف وهو ما شكل ضمانه للنجاح في تحقيق أهداف الشعب وها هو شعب اليمن يحاول تكرار التجربة بسلمية ومعه شعب سوريا .
ولكن ما تلا الثورات يشكل الآن إشكالية يجب التوقف عندها والتخلي عن التبرير الجاهز لما يحدث باعتباره (ثورة مضادة) و(أذيال) ...فلا يوجد مواطن واحد في كل عالمنا العربي يرغب باستبدال الظلم بفوضى ولا يوجد من يرغب باستبدال القمع والحزب الواحد بالفتنة .

الفوضى عندما تكون نابعة من الفتنه فإنها تشكل فوضى دموية يدفع ثمنها المواطن البسيط والإنسان الفقير الساعي للحصول على لقمة العيش وهي تشكل فرصه لطبقة جديدة من القيادات المتخصصة بإثارة الفتن ولطبقه أخرى لا تقل خطورة عن سياسيين الفتنه وهم أغنياء الفتنه الثورية ممن يتاجروا مع الجميع وبدماء الجميع لتحقيق مصالحهم .

إن الخطر على أي ثورة يكمن من غرور الجماهير وشعورهم بالقدرة المطلقة على تحقيق كل ما يريدون بدون وعي بان أي تغيير يحتاج إلى وقت و بالإضافة إلى غرور الجمهور فان غياب الطليعة وتحولها من طليعة للمواطن إلى فئة منتقاة متخصصة بالتقييم والحكم على كل الأمور بمنطق القائد على طريقة أن شاب شارك بمظاهرة بالتحرير يجيب عن كيفية النهوض باقتصاد مصر فهذه الطليعة الناشئة والثورية ليست طليعة ذات تجربة واعية لنسبية الصح والخطأ والمواقف المتلاحقة فان ما سبق يشكل عاملا أخرا" للقضاء على الثورة وخاصة إذا كانت الجماهير لا تعيش وعي الثورة ووعي التغيير .

أن ما يحصل بمصر من فتنه ملعونة بين الإخوة الأقباط والمسلمين وما يحدث في تونس من أعمال نهب وسرقة وما شاهدناه حتى على مستوى كرة القدم في مصر وتونس لهو تعبير عن حالة الجماهير وعدم قدرتها على وعي المرحلة وعن عدم قدرة الطليعة وقادة الثورة للوصول إلى جمهور بحاجه إلى أن يعي المرحلة ويفهمها ...فما يحدث بمصر وتونس جريمة كبرى وكارثة لكل عربي وكلنا أمل بان لا تصل الجماهير الثائرة ومؤيدوها لأن تقول (زمـــان الوضع أحسن ) و(يا ريت أيامه ترجع ) و(بلا ثورة بلا زفت ) و ولقد بدأنا نسمع هذا الكلام .
هذا تحذير للثوريين ..بان الثورة ليست مظاهرة واعتصام وموقف غير قابل للانتهــاء ...الثورة مسؤولية ووعي ومشاركة لتحقيق هدف ومن ثم متابعة تحقيقه ودعمه عبر الجماهير الحامية الحقيقية له ...
لقد قلنا بان الثورة لها ما يليها وما يليها يشكل الأساس للقادم والآن أقول بان الجميع في خطر التراجع للخلف والارتداد عن التغيير والثورة وعلينا أن نقف على ما يحدث وألا نكتفي بالتحليل الذي يجعل كل ما يحدث بفعل المؤامرة وبفعل الثورة المضادة فكما يبدو بان الثورة المضادة بداخلنا لأننا ومعنا الجماهير لم نعي ونفهم الثورة أصلا" .

نرجو الله العافية لسوريا واليمن ونرجو السلامة من الفتن لمصر وتونس .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !