إذا كانت الفوضى تعنى مزج المتناقضات وخلط المختلفات و دمج المتضادات بغيه إيجاد متكون جديد مبنى على جمع مالا يجمع وضرب مالا يضرب وفق مبدأ الفوضى المنتظمة أو الخلاقة أو المبدعة سمها ما شئت فلا تثريب في ذلك لان كل النظريات المطروحة تجاه ما يمكن إن يكون عليه هذا المخاض المشبوه لا يمكن تفسيرها ولا التنبؤ بالحال الذي سيكون عليه هذا المسخ الغير منتظم الشكل ولا المتوازن المضمون ولا المكتمل الإطراف على أرض الواقع العربي فإن الفوضى الأكثر فوضويه والأكثر دهما وخرما لثوابت المجتمعات والدول والشعوب هى فوضى الفضاء الإعلامي العربي القائم حاليا على تشكيل السلوك الإنساني العربي المأزوم بطبعه والمقلد بضعفه في وجود بيئة إعلامية جديدة أبرز خصائصها التواصل اللحظي المتعدد بعيدا عن الرقابة ألفارضه و الحدود المرسومه والانعتاق من رقابة السلطة والضمير والتساؤل الماثل عن ماهية أهداف التسابق العربي لإقامة المزيد من القنوات الفضائية في ظل الانقسامات العربية بدأً بالأسره الواحدة التي ينتمي كل فرد من إفرادها لتيار مخالف أو لايدولوجيا أو فكر أو فئه مختلفة عن الفرد الآخر من ذات الأسرة أحدهم حمساوى والأخر فتحاوى والثاني قذافي والأخر ضده وقس على ذاك عوني وحريري شمالي وجنوبي شيعي وسني مؤيد ومعارض ليبرالي وديني وأشياء أخرى كثيره مايدعونى للتشاؤم والتساؤل هل الهدف من ذلك تعميق الانقسام وبعثرة مابقى من جسد الأمة العربية المتهالك أو الهدف زيادة ألهوة بين أبناء الدين الواحد لحساب المذهب والفئة والطائفة أم الهدف نشر الوعي العام لدى مجتمع عربي لازال الجهل مركبا في كثير من جماجم أبناءه وبناته وحتى كثير من نخبه لا أعتقد ذلك وان كان فما حجم تلك القنوات التي تمثل ذلك التوجه في مقابل الكم الهادر من القنوات التي تهتم بالاثاره الغريزية الجنسديه : من الجنس والجسد: العارية وتلك القنوات التي تهتم بشان السحر والشعوذة وتفسير الرؤى والأحلام والزيف بالمجان وتلك القنوات الرسميه الخشبية الباهته وقنوات التداوى بالإعشاب ومكبرات الأعضاء وقنوات الأطفال ذات الصبغه والأغانى العقائديه وسواها الكثير
يقول تقرير الاتحاد العام لإذاعات الدول العربية لعام 2009
أن هناك 696 قناة عربية متعددة الأهداف والأصناف تطلق بثها عن طريق القمر النايل سات و300قناة عبر عرب سات منها 97محطه حكوميه صفراء ( الصفراء ليست من مفردات التقرير بل من تقديري المنفرد ) و599محطه خاصه ماصه تقتاد معظمها على رسائل المراهقين والمتعصبين والمتحدين الفارغين والمتعنصرين للمناطقيه والقبليه والطائفيه والهويه أما في السياق المتعلق بالمضمون الجاد الهادف لاحظ الجاد فهناك 115 قناة متخصصة بالموسيقى وأي موسيقى بيتهوفن ياترى أو موزات للأسف الشديد كلكم تعرفون قنوات الموسيقى العربية ، وحوالي 96 قناة تتخصص في الدراما من سينما ومسلسلات وأي دراما تلك بينما يبلغ عدد القنوات الرياضية 56 كما بلغ عدد القنوات الفضائية الإخبارية 34 قناة ، في حين بلغ عدد القنوات الدينية 39 منها قنوات إرهابيه عالميه حسب تصنيف الكونجرس الامريكى المنار ، الأقصى ، الرافدين ، الوزراء أو الرأي لاحقا ومنها إرهابيه مسلمه كتلك القنوات الدينيه الشيعية التي تستعدى كل ما سواها لإثبات هويتها وهوية أصحابها وتستدعى التاريخ لشرخ حاضر ألامه وطعن خاصرتها المطعونة أصلا ومنها الارهابيه المتشددة التي تتخذ من الدين شعارا لتمرير أفكارا متشددة وتستدل بما ينمى تلك الأفكار من آراء مشبوهة ومشوه لحقائق التسامح الدينى ولك عزيزى منذ 2009 إلى مارس 2011كم يمكن أن يكون العدد وقتئذ وتحت أى تصنيف يمكن حصرها رحم الله الفضاء العربي وحمى الله الأرض العربية من حمّى الفوضويات المختلقه والخلاقه.
التعليقات (0)