أصبح مصطلح الإحتساب يتردداً كثيراً هذه الأيام , الكل يردده , وجميع من يٌصنف على أنه طالب علم أو داعية أو مجتهد يتبنى ذلك المصطلح فنراه في مواكب الإحتساب المتنقلة من مكان لأخر , إحتساب يحق أن يٌطلق عليه الإحتساب الجديد المختلف عن الإحتساب القديم حسبة بغطاء صحوي حركي منظم ومدروس ! الإحتساب كسلوك وكطريقة وكمنهج إسلامي لاغبار عليه خاصة إذا علمنا أن هناك مؤسسات ترعى ذلك المفهوم وتطبقه وتؤصل له , جهات متعددة تابعة للنظام العام لا ينقصها الغوغائيون والمهرجون من مدعي العلم والغيره , تلك المواكب الإحتسابية الممتلئة بالترهل الفكري والحركية والحزبية المقيتة لا تعدو عن كونها مواكب تضليل للرأي العام وشيطنة لبقية الأراء متغافلين عن حقيقة ما يعتقدون أنه مقدمات تغريبية , فالحقيقة تقول تلك المقدمات التغريبية كما يزعم القائمون على تلك المواكب من المنظرين هي حقوق طبيعية أخذت مساحة واسعة من الشد والجذب ولا ينقصها إلباسها بلباس فقهي بحت , ومتغافلين أيضاً عن كثير من أراء علماء وفقهاء في قضايا فقهية متعددة و تصرفاتهم تلك تدل على أن القائمين والمحتشدين يسعون لفرض الأراء بالقوة والحشد وكأنهم أوصياء الله في أرضة . شخصيات المحتسبين معروفة جداً , ومن دخل مواكب الإحتساب من طلاب العلم كما يٌحب أن يٌطلق عليهم فهو لا يخرج عن أمرين إما جاهل جهل مركب أو حركي تم تجنيده بتلك المواكب السائرة بنفسها وبالمجتمع نحو الظلام وطبقاته المتعددة . المحتسبون لا يرون أحداً متديناً غيرهم و لا يرون ان مواكبهم تلك عبارة عن فوضى اٌقحم فيها الدين بشكل فوضوي والإ لماذا الإحتساب على أمور لا حسبة فيها , ولنفترض وجود مخالفات معينة ذات طابع شرعي الا يكفي وجود جهاز للحسبة رغم أخطاء بض منتسبيه أم أن الوصاية تتطلب العودة مجدداً للواجهة بشكل وطريقة مختلفة . الإحتساب كالجهاد يشوه بمغامرات إرتجالية ذات أهداف فكرية معينة , معتمدين على تصور خاطيء ورأي شخصي بحت , وكما أن الفوضى الفكرية والمغامراتية ضربت مصطلح الجهاد ونالت من الجهاد كفرض وذروة سنام الدين فإن الإحتساب تشوه وخرج من عباءة الخيرية والصلاح والحسنى إلى عباءة فرض الأراء والفوضى والتضليل والتشكيك والسبب الإرتجالية والحركية والحزبية والتصورات الخاطئة للأشياء والواقع . لا يكون الإحتساب إحتساباً الإ في المخالفات الشرعية التي لا خلاف ولا جدال حولها , وفي حالات الظلم كذلك , أما في أمور وشكليات لا خلاف ولا جدل ولا ظلم وقع فيها فإن ذلك ليس بإحتساب بل فوضى ودعوة للوصاية من جديد لو كانت تلك الفئة المحتسبة تسعى للإحتساب الشرعي الصحيح لتركت توزيع التٌهم والتشكيك ودعوات الوصاية وإختلاق القضايا ودعوات الرفض لكل ما هو جديد لا يعارض نص واضح وصريح ولأحتسبت على من غرر بالشباب ونثر أموال الجمعيات الخيرية ومكاتب الدعوة يمنة ويسره وخلق فوضى بالأفكار وزرع أفكار تغريرية دموية بعقول النشء والشباب وهنا يكون الإحتساب الحقيقي يا أهل الإحتساب وما عداه ليس بحسبة بل فوضى ومحاولات فرض وصاية من جديد تحت بند الإحتساب .؟؟؟
التعليقات (0)