فوز " الاختلاط " بالدوري الممتاز .. !
تركي سليم الأكلبي
من حسن ( الطالع ) للسيد ( الاختلاط ) أن له جاذبية قوية ، وجماهير متلقية للفتوى ومتلهفة لها ، وأنه وقع كقضية سهلة التناول بين المؤيدوالمعارض .. بين التدليل وأللا دليل .. بين التأصيل واللا أصل شرعي له . وبين سهولة استخدامه كسلاح تكفيري ! وقدرته غير العادية على اقتحام الوسائل الإعلامية سريعة الاشتعال .. عفوا ، سريعة الانتشار " من الفضائيات إلى المواقع على شبكة الانترنت .
فإذا أردت أن تكون أحد أبطال هذه " البينيّات " وأن تبدو ( حجاج ) هذا العصر ، أو كفارس بني ربيعة المغوار الذي قتل مئة غازي كانوا يريدون سلب إبل القبيلة ( بخلفاتها وعشائرها وأبكارها ) واستعاد ما سُلب منها . فما عليك إلا أن تستل سيفك من غمده وتمتطي صهوة أقرب قناة فضائية أو " كيبورد " ذلك الجهاز ( التغريبي !) لتطلقها فتوى مدوية :
" الاختلاط ".. " الاختلاط " .. " الاختلاط "!.
آخر جهابضة " الاختلاط " وجد في اختلاط المسجد الحرام مادة " دسمة " للفتوى .. تارة بهدمه وإعادة بناءه لمنع الاختلاط وتارة بتوسعته لذات الهدف !
فلا تقل : لماذا الاختلاط ؟ فحظه كحظ أبن صاحب كرش وبشت .. !
بل أسأل عما لا يتميز بما تميز به ( الاختلاط ) فالسؤال لم تحرمه فتوى بعد ! وقل :
هل قرأت ، أو علمت ، أو سمعت عن ( فتوى ) تحرم الفقر في بلد الغنى ؟.
أو تحرم البطالة في بلد فرص العمل والقدرة على خلق فرص العمل ؟.
أو تحرم عمل السعوديات كخادمات ؟.
أو تحرم عدم القبول في الجامعات بحجج واهية ومخطط لها سلفا ؟.
أو تحرم المماطلة أو التمنع أو التأخير أو التحجج أو الرفض والامتناع عن توظيف خريجي التربية أو الصحة أو أي جهة متخصصة ؟.
أو تحرم كل بيئة ينمو فيها الفساد ونهب أموال الدولة ؟.
أو تحرم تجميد وعدم تطبيق وتنفيذ قرارات ولي الأمر والتظليل والتزييف بالقول : ( ... تنفيذا لتوجيهاتكم يا طويل العمر ) ؟.
أو تحرم ( الغفلة ) ، أو أللا مبالاة عن وجود نسبة كبيرة من المجتمع هم المعاقون وعن أهم أسباب إعاقتهم وهي حوادث الطرق ، أو الجهل و( هو ضد العلم !) بهم ، وبوجودهم ، أو تجاهلهم والقفز فوق حقوقهم ، وسلب حقوقهم التي أقرها الشرع والمشرع الأعلى في مجلس الوزراء ؟.
أو تحرم العمل بكثير من الأنظمة المعمول بها ولوائحها وإجراءاتها لثبوت فسادها ؟.
أو تحرم نظام ( المنح ) ؟ .
أو تحرم الاحتكار ؟ .
أو تحرم الاستدرار والابتكار في فن حلب المواطن ؟. أو تحرم استدرار المواطن لعطف المسؤول وكل ما يدفعه للاستعطاف و" الاستشفاق " والرجاء وتوسل الحقوق أو الدفع بالتي هي " واسطة وأرشى !" ؟.
أو تحرم كل ما يؤدي أو يدفع إلى تراخي القضاء والأحكام القضائية في قضايا الفساد والحرابة والاختطاف والاغتصاب ؟.
أو تحرم " انتحار الوطن " بدلا عن تحريم انتحار المواطن فهو محرم بالبديهة والشرع والفطرة ؟!
فأن سألتني عن أي من هذه التساؤلات فلن أجيبك بما لا أعلم .. ( لا !)
وسأضيف سؤالا آخرا واعتقد أنه ليس الأخير:
لماذا تتجه دائما بوصلة الوعظ والدعوة والفتوى للمواطن وتتغافل عن المسؤول المكلف بالقيام على خدمة المواطن ، وعلى الأنظمة الموجهة للمواطن وعلى تنفيذ القرارات ؟.
هل مرد ذلك للخيل والبيداء أم للقرطاس والقلم ؟!
Turki2a@yahoo.com
التعليقات (0)