تتوالى في الآونة الأخيرة تصريحات المسؤولين الأمريكيين وترجيحهم لإمكانية تعرض أمريكا لهجمات إرهابية مُستقبلية ؟!..والله وحده العليم عما يعتمد عليه هؤلاء الخبراء من أجهزة ومقاييس للتبؤ بالهجمات الإرهابية قبل وقوعها ؟ أم أن أمريكا ومسؤوليها طوروا لهم أجهزة - بحكم تقدمهم التكنولوجي - على غرار أجهزة قياس الزلازل ، والحرارة ، و ... و ...!
وآخر التصريحات كانت لرئيس البيت الأبيض والعالم السيد باراك أوباما - الذي نهنئه من حضيضنا المُتواضع على نيله جائزة نوبل للسلام - وأقر فيه عزم بلاده (وهي شرطي العالم) على متابعة عصابات وصعاليك تنظيم القاعدة وقائدهم أسامة بن لادن طبعاً، وأكد أوباما النجيب في الحرب على (الإرهاب) أنه لن يهنأ له بال وذِ كر التنظيم المشبوه وزعيمه يملآن الآفاق .
ونحن معك ياسيد أوباما ، ولكن هل يقتصر الإرهاب العالمي على تنظيم واحد يتخذ من جبال تورا بورا ، وما جاورها من قفار ، وغبار ، منفىً له ؟!
هل حقا يكمن التهديد الوحيد للسلم العالمي في شرذمة من أصحاب اللحى زهدوا في متاع الدنيا وملذاتها ، وابتعدوا عن أوطانهم وعائلاتهم ؟ .. أم أن مذهبهم ذاك هو ما يُمثل تهديدا لحضارتكم المُبجلة ؟!
أستغرب ( بخبرتي المحدودة في الشؤون الإستراتيجية ) أن يظل ضوء العالم مُسلطا على رُكنٍ أغبر ، أشعث من العالم ، على خلفية أنه الجزء الذي ينبعث منه الموت ، والجزء الذي تُصدّرُ منه المُخططات الإجرامية والإرهابية نحو بقية أجزاء العالم أيضاً !
أليس تجّار المخدرات إرهابيون يجب على الإدارة الأمريكية وإدارات العالم مُحاربتهم ؟ .. أليست المافيا والعصابات التي تملأ كل رُكنٍ من ولاياتِ إمريكا تقتل ،وتسلب ، وتنهب ، وتغتصب ، إرهاباً يجب على أمريكا الإعلان عن خطره المُطابق لخطر طالبان ، والقاعدة ، و .. وتنظيمات كثيرة لاتخرج جميعها عن إطار اللباس الأفغاني ولحية بن لادن السلفية ؟!
لكن رغم كل شيء أعود وأهنئ أوباما على جائزة نوبل لمُتابعة مشروع إبادة التنظيمات الإسلامية حتى وإن كانت لاتمت للإرهاب ، وللمخططات الإجرامية بصلة.
تاج الديــــن : 2009
التعليقات (0)