فوائد الحول في عيون البلدية !
تركي الأكلبي
هل يمكن أن يكون الحول مفيدا ؟
اعتقد ذلك ، لأن العيون التي في طرفها " حول " يمكن أن تصطاد عصفورين بحجر واحد ، أحدهما فوق الشجرة والآخر تحت الشجرة !
هكذا تفعل عيون أمانة محافظة جدة .. عين تراقب رضا
" الناس اللي فوق " والأخرى تنظر باستخفاف
" للناس اللي تحت " !
واسألوا " الناس اللي فوق " بماذا تحدثهم العين المقلوبة إلى
الأعلى ؟!
أما العين " المحمولة على الأنف " فقد يصعب تفسير نظراتها .. لكني اعتقد أن بالإمكان فعل ذلك من خلال وصف ( الإنجازات ) العظيمة من أقصى مواقع ( البحيرات ) الملوثة شرقا إلى أقصى شوارع وأحياء المدينة الجنوبية والشرقية :
ففي تلك ( البحيرات ) والمستنقعات الملوثة والمكشوفة والتي
لا يغطي سؤتها إلا أسمها ( المسك ) بجوار أحياء شرق جدة وفي وادي " عسلا " والمزارع المسماة بالمزارع الرطبة وسط وعلى ضفاف ذلك الوادي ينكشف مدى معاناة سكان الأحياء المجاورة للبحيرة الرئيسية على بعوضها وتلويثها للبيئة المحيطة بها بشكل أكبر ، ويتضح تدمير جزءا كبيرا من المواقع الطبيعية في محافظة جدة والتي يمكن أن تكون متنفسا لسكان وزوار مدينة جدة أوقات الربيع .. والأهم من ذلك حرمان المدينة من التمدد شرقا
( في حال منع الأراضي الصالحة للسكن من الاحتكار ) !
ثم انظر لتحول ( البحيرات والمزارع الرطبة ) في وادي عسلا إلى محاضن لإنتاج وتسمين البعوض وإمداد المدينة بإنتاج أكبر
مزارع في الشرق الأوسط لإنتاج مصادر التلوث البيئي وناقلات الأمراض الوبائية .
أما الإنجازات العظيمة في أحياء مدينة جدة الممتدة من تقاطع شارع الملك عبد الله مع طريق الحرمين السريع والكيلو 9 من طريق مكة القديم إلى بحرة جنوبا ، ومن شرق " الحرمين السريع" على جانبي طريق مكة المكرمة القديم إلى " الحرازات " شرقا فلا تحتاج لمزيد من الشرح ، فكل من سكن أو زار تلك الأحياء البائسة – طبعا من غير " الناس اللي فوق " –
" يبصم بالعشر " مصدقا لذلك الشعار الشهير " جده غير " !
وأي ( رحالة بطوطي ) يرى شوارع هذه الأحياء ومياهها الآسنة وحفرها وحفرياتها وأسراب البعوض في سمائها .. لن يتردد في تسجيل قوله للتاريخ :
" ثم دخلت مدينة جدة فوجدتها من أكثر مدن العالم بؤسا وفقرا "
وأقول : حتما سيسجل هذا للتاريخ لأنه رحالة من الطراز القديم
ولم يتأثر بعد بحديث البراءة في العين الأخرى " للأمانة " أو أنه يدرك أنه مجرد أن غطاء لحجب الرؤيا عن تلك المنجزات درءا للحسد .. فاللهم لا حسد !
Turki2a@yahoo.com
التعليقات (0)