فهمي شبانة وموقع يوتيوب الالكتروني
بقلم/ حسام الدجني
دخل ضابط المخابرات الفلسطيني فهمي شبانة التميمي موسوعة المشاهير، وذلك بعد تسريبه بعض الوثائق والوسائط التي تدين قيادات ونخب فلسطينية من حركة فتح ومن السلطة الفلسطينية، ولعل ردة فعل شبانة كانت ثأرية أكثر منها وطنية كونه أفصح عن هكذا معلومات متأخراً، ولكن هذا لا يمنع أن يكون شبانة قد حاول مكافحة الفساد عبر القنوات الرسمية ووصل معها إلى طريق مسدود، المعلومات في النهاية تسربت، ولعل المستفيد منها طرفان هما الاحتلال الإسرائيلي وموقع يوتيوب الالكتروني، فالاحتلال الإسرائيلي قد يبتز السلطة الفلسطينية سياسياً المبتزة أصلاً، ويضغط عليها للعودة إلى المفاوضات وتقديم التنازلات، والمستفيد الآخر هو موقع يوتيوب الالكتروني، حيث شهد إقبالا كبيراً منذ تسريب الوثائق وشريط الفيديو الذي يفضح رئيس ديوان الرئاسة السيد رفيق الحسيني في فضيحة أخلاقية جديدة، تؤكد ما قلناه ونقوله دائماً ان حركة فتح تحتاج الى انقلاباً على نفسها، وأن تعود إلى أحضان شرعية تاريخها ودينها وقضيتها، قبل ان تفكر في الانقلاب على الآخرين.
هنا نؤكد على ما ذهب اليه السيد ناصر اللحام في مقاله والذي طالب الحسيني ضمنياً بالاستقالة من منصبه لحين الانتهاء من التحقيق، لذا ينبغي على السيد محمود عباس لجم كل النخب والقيادات التي تسيئ الى القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني في كافة اماكن تواجده، حيث أصبحنا نخجل من أنفسنا ونحن نشاهد الفضيحة تلو الفضيحة، وحركة فتح تتفرج، ففتح من دفع ثمن فساد قادتها وخسرت الانتخابات أمام حماس، وهي اليوم مطالبة بالمحاكمة الشعبية والوطنية، ووقف التستر عن المتنفذين داخل فتح، فالفاسد يجب ان تلقيه فتح الى مزابل التاريخ، وعلى أجهزتنا الأمنية أن تكف عن سياسة الإسقاط التي تمارسها ويؤسفني القول ان أجهزة السلطة الفلسطينية الأمنية هي تتبع إلى حركة فتح وتسقط قيادات فتح، وهذا يطرح علامات استفهام كثيرة حول مرجعيات وأهداف هذه الأجهزة الأمنية.
قد يعتقد البعض ان من حسن حظ الفلسطينيين أن حركة حماس بعد سيطرتها العسكرية على قطاع غزة، حصلت على عشرات أشرطة الفيديو لقيادات من الوزن الثقيل داخل فتح والسلطة، وحماس تتستر عليها، من منطلق أخلاقي وديني ووطني، ونحن نشكر حماس على موقفها في هذا الشأن ونطالبها هي وباقي القوى الفلسطينية والمجتمع المدني ان تقف بجانب فتح في محنتها، وأن نقترب أكثر من المصالحة وتنظيف الصف الوطني من أي شوائب تذكر.
فالإعلام الإسرائيلي يؤكد رواية لا صديق لإسرائيل، وهذه الرسالة موجهه إلى المفاوض الفلسطيني، والى السيد محمود عباس، وكل من تربطه علاقات مصالح مع إسرائيل، فهي أولا وأخيراً عدو الشعب الفلسطيني بكل ألوانه السياسية.
حسام الدجني
كاتب وباحث فلسطيني
Hossam555@hotmail.com
التعليقات (0)