ماهي المقالة؟
المقالة كما يعرفها إدموند جونسون : هي فن من الفنون الأدبية و هي قطعة إنشائية ذات طول معتدل تكتب نثراً و تلم بالمظاهر الخارجية للموضوع بطريقة سهلة سريعة و لا تعنى إلا بالناحية التي تمس الكاتب عن قرب .
المقالة قطعة من النثر معتدلة الطول(500 إلي 700) كلمة
تعالج موضوعاً ما معالجة سريعة من وجهة نظر كاتبها ،.
فكلمة تعالج موضوعاً ما هنا جاءت عامة هي موضوعاً ما ، في التعريف تعني أن المقالة من أكثر الفنون الأدبية استيعاباً و شمولاً لشتى الموضوعات ، فموضوعات كالتضخم النقدي و أساليب الإعلان و التخدير بالإبر لا يمكن أن تحملها أجنحة الشعر ، و لا حوادث القصة ، و لا حوار المسرحية ،
و المقالة وحدها تتقبل مثل هذه الموضوعات و أية موضوعات أخرى ، و تجيد توضيحها و تحسن عرضها ، إذاً الفن الأدبي الذي يتسع لأي موضوع يخطر في خاطر كاتبه هو فن المقالة ، إذاً تعالج موضوعاً ما ، و لكن هذه المعالجة ليست معالجة متأنية كالبحث العلمي إنها معالجة سريعة ،
فكلمة معالجة سريعة في التعريف تعني أن كاتب المقالة ما زاد عن أنه شجّر تأملات أو تصورات أو مشاهدات تغلب عليها العفوية و السرعة ، فلو كانت المعالجة متأنية إذ جُمعت الحقائق و محصت و صنفت و اعتمد على الإحصاء و التجربة و المتابعة لعدَّ هذا العمل بحثاً علمياً و ليس مقالة أدبية ،
فلو قرأت في مجلة علمية أن طيور البلاكبورد تطير في الخريف إلى شاطئ المحيط الأطلسي و من هناك تقوم برحلة جوية لا تصدق ، ما هي هذه الرحلة ؟ تقوم برحلة جوية لا تصدق فوق البحار في اتجاه أمريكا الجنوبية مجتازة مسافة أربعة آلاف كيلو متر بلا توقف خلال ست و ثمانين ساعة على ارتفاع يزيد عن ستة آلاف متر ، لو قرأت هذه الفقرة في مجلة علمية لعرفت أن هذه الأسطر قد كلفت العلماء سنوات طويلة من الملاحظة و المتابعة ، إذاً هذه الفقرة هي جزء من بحث علمي و ليس مقالة أدبية .
و أما كلمة من وجهة نظر كاتبها تعني أن المقالة تعبر عن ذات كاتبها أكثر مما تعبر عن موضوعها لأن كاتب المقالة يرى الأشياء من خلال ذاته و ما يعتمل فيها من مشاعر و انفعالات ، استمعوا معي إلى
مي زيادة تتحدث عن طائرها :
" طائر صغير أحببته شهوراً طوالا ، غرد لكآبتي فأطربها ، ناجى وحشتي فآنسها ، غنى لقلبي فأرقصه ، نادم وحدتي فملأها ألحانا "
التعليقات (0)