علي جبار عطية
ــــــــــــــــــــــ
يجد المرء نفسه حائراً في تفسير سلوك بعض الناس ممن حوله مما يجعله يعيد حساباته ويحاول ان يستعين بكل ما يختزنه من ذكريات وخبرات للوقوف على هذا السلوك غير الودي تجاهه لعله يضع يده على الجرح ففي لحظة فاصلة يمكن ان تكتشف ان كل ما قرأته عن النفس البشرية محض اوهام وان ما عرفته ولمسته لمس اليد من تجارب مجرد سراب فخذ مثلاً حكمة شهيرة تقول ( الف صديق ولا عدو واحد) يمكن ان تجد لها تطبيقاً بطريقة (الف عدو ولا صديق واحد) اذا توفر شخص على مستوى من الكفاءة والذكاء في ان يجيد فن صناعة الاعداء ! اقول فن صناعة الاعداء لكن ليس على مستوى الدول العظمى التي تجيد هذه الصناعة تسخيراً لاغراضها العسكرية والاقتصادية والتجارية وانما على مستوى الافراد وحين تناقش هذا السلوك وتحاول معرفة دوافعه لاتجد اجابة شافية .. هناك قول شائع عند الفرنسيين مفاده (الفن صعب والنقد سهل) وهو قول يحمل من الصحة الكثير ويمكن اضافة كلمتين هما (والانصاف اصعب) فمن النادر وجود انصاف في القول والعمل ولهذا فان الانسان الذي يريد ان يعمل فلا بد ان يتوقع ان يساء اليه لئلا يفاجأ بسلوك عدواني ينزل عليه نزول الصاعقة والمظنون ان الذين يستفيدون من اخطائهم قليلون والا لما ارتكبت كل هذه الحماقات البشرية فلو استفاد كل امرئ من اخطائه واخطاء غيره لاصبح كل الناس حكماء اتقياء ! لقد رأيت في الكثير من المجالس الاجتماعية ممن يدعي انه صريح وانه يقول الحق فيعطي لنفسه الحق في التشهير بشخص امام الناس فيحط من شأنه بدعوى النصيحة فاذا به يخرج من المجلس ظافراً بعداوة ذلك الشخص بامتياز مع ان الماثور الحكمي يؤكد ان النصيحة يجب ان تكون بالسر والمديح يكون بالعلن والم نتعلم ان من نصح اخاه سراً فقد زانه ومن نصحه جهراً فقد شانه ! وهناك من يقدم ملاحظته بلطف وظرف فيؤخذ بها يروى عن (ام كلثوم) انها تاخرت في احدى حفلاتها فوقع نظرها على رجل تعرفه لون بشرته أسود فقالت له : (انت مش ناوي تروح علشان يطلع النهار!!)
كاتب وصحفي عراقي
التعليقات (0)