مواضيع اليوم

فن المكياج ... والساسة العرب...!!!

طارق عويدان

2009-06-04 19:49:27

0

فن المكياج ... والساسة العرب ...!!!

 
كعادتي وكمعظم الفتيات تستقطب اهتمامي تلك البرامج الخاصة بفن المكياج ... ذلك الفن الذي يزيد الطلة ألقاً , ولكن فقط طبعاً عندما نختار ألوانه بعناية وبما يناسب ملامح الوجه ولون البشرة وكل ما يجب مراعاته لنصف إحداهن بأنها فنانة في وضع المكياج .

 ومؤخراً شاهدت أحد البرامج المتعلقة في التلفزيون الفرنسي والتي اكتشفت من خلالها تقنية حديثة تتعلق بطريقة وضع "الماسكرا" بحيث تضفي هذه التقنية سحرا إضافيا للعيون (التي برأيي هي مكمن السحر في وجه أي امرأة) :  اسمحوا لي أن أشرح قليلا حول هذه التقنية الرائعة ... وسينجلي لاحقا ما أود طرحه من خلال العنوان المثير للاستغراب :

تتلخص تلك التقنية بالعمل على وضع الماسكرا بطريقة الــ زكزاك , نعم الزكزاك " الخط المتعرج" وذلك بدءاً من منبت الرموش حتى الأطراف , تلك الطريقة تضمن الحصول على نظرة ساحرة وأكثر ألقاً حسب ما وصف مختص التجميل في البرنامج .

وبفضول الأنثى الذي يسكنني بالطبع لم أكذب خبراً لأتأكد من صحة كلامه , تناولت الماسكرا وعمدت إلى اتباع هذه التقنية ... ولا أخفيكم أن النتيجة كانت مذهلة حقا فقد أضفت نظرة ساحرة على غير العادة (أنصح صديقاتي المدونات بتجربتها) ... لقد أكسبت تقنية الــ زكزاك عيناي سحرًا في النظرة لم تكن تحققه التقنية التقليدية ..!!

ولكن ....!!! كانت النظرة رغم كل السحر الذي يكتنفها تخبئ غموضا لا يلبث أن يجعل العيون تدمع لشدة ألقه...!!!

أعلم أنكم حتى اللحظة ترون أن الربط الذي اكتنف عليه العنوان يبدو غريبا أو ربما مستهجنا بعض الشيء , ولكن أصدقكم القول أنني عندما حدقت طويلا في المرآة ... لا أدري لماذا شعرت بالتشابه بين هذه التقنية المتبعة في فن المكياج وسياسة بعض الساسة العرب .!!

لقد تمثلت في ذهني هذه التقنية وكأنها نفسها التي ينهجها البعض في تعاطي السياسة ... فن الخط المتعرج الذي يضمن رؤية براقة ويكتنفه الغموض الذي يعمي الأبصار ...!


ذلك الخط السياسي الأنيق الذي ينهجه أكثر الحكام العرب ليضيفوا الألق والسحر على نهجهم "الحكيم" الذي يعمي الشعوب العربية و التي فضلت دائما التسليم والتصديق رغم اعتيادها على الوقوع في فخ الوهم الذي تعب من تكرار اللعبة ولكن حجارة اللعبة لم تتعب بعد.


يحضرني هنا عنوان مقال الصديق أزهر حول تساؤله عن الشرف وامتلاك العرب له ؟ وبغض النظر عن اختلافي في بعض النقاط التي طرحت إلا أنه لابد من التساؤل لماذا كل هذه السلبية والاستكانة التي تتملك الشعوب العربية , 
ربما هي سياسة القهر والظلم التي لعبت دور أساسي في تكريس ظاهرة اللامبالاة أو التطنيش باعتبارها الأسلم لتفادي أي مواجهة عواقبها معروفة وربما ستسلب المواطن ما تبقى له من شرف..!


إذا اتفقنا على هذه النقطة , أود طرح محور آخر يتعلق بتلك النخبة الــــــ"مثقفة" التي تلعب عادة دور محرك الشعوب في التغيير ولن أقول "الثورة" على الواقع عندما يعتري الأخير طابع الفساد ..! فهل اختلف تعريف الفساد أم أن هذه النخبة أجمعت على أن تحور المفاهيم في إطار الحفاظ على استقرار المجتمع بما يضمن الحفاظ على مصالح النخبة الـــ"المثقفة" والـــــــ"الحاكمة".


بالعودة لفن المكياج أعتقد أن التقنيات المستخدمة في هذا الإطار "السياسي العربي" وللمفارقة أشد تأثيراً وملاءمة من مثيلتها التي تستخدم على البشرة وحديثنا هنا عن "كريم الاساس" , فهذا الأخير تعاني بعض الفتيات من عدم ملاءمته للبشرة بعد فترة من الاستخدام باعتباره يحفز ظهور بعض البثور على الوجه مما يستدعي استبداله بنوع آخر , ولكن يبدو أن النتيجة مضمونة أكثر في عالم السياسة العربية...!!! يبدو أنهم استطاعوا اختيار "كريم أساس"مناسب ودائم وتبادلوه مع ذلك المستخدم من قبل أبواقهم الـ" الرنانة " المثقفة . دون تأثيرات جانبية ,( ربما هنالك تأثيرات جانبية ولكنها غير جديرة بالملاحظة أو أنها يمكن أن تختفي عند استخدام"بودرة الخدود").

حاولت أن أغير نظرتي للمرآة واخترت الـ"البروفايل" أو النظرة الجانبية لأتأكد من أن تلك النظرة الساحرة الإضافية ستضفي الألق حتى عند النظر من زوايا مختلفة , طبعا النتيجة كانت باهرة بامتياز , كانت التقنية كفيلة بأن تجعل السحر يلف جميع جوانب النظرة حتى الجانبية منها ....... الآن فهمت : لهذا السبب إذن كانت بعض الجبهات التي تسمي نفسها " المعارضة" تكرس في بعض الأحيان السياسة العامة ... إنها بروفايل لها من زاوية أخرى ... !!!

والنتيجة كانت :::::::دائما::::::: مبهرة وبامتياز ...!



 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !