فن الاستماع
الانسان الذي يصغي الى الآخرين غير اناني ويسمح لنا بالتخلص من عزلتنا والذي يحسن الاستماع شخص نادر. فنحن - الشعب العربي - اكثر شعوب الارض ثرثرة ولا نصغي جيدا ومعظمنا يتكلم بمعدل 120 الى 180 كلمة في الدقيقة ويفكر بمعدل خمسة اضعاف ذلك وهكذا فأن انتباهنا يتوه بنا وفي اكثر الاحيان لا نستوعب من حديث الشخص الاخر سوى نصفه مع العلم ان المقدرة على الاصغاء والتجاوب امر ذو اهمية في أي علاقة انسانية سواء في العمل او في المنزل او مع الاصدقاء.
لقد خلق الله لنا اذنين ولسانا واحدا ولكن في عالمنا العربي تعطلت الاذنان وبقي اللسان فاصبحنا نتكلم اكثر مما نفعل.
عزيزي القاريء كثير منا يحتاج الى انسان يصغي اليه جيدا وهو يتحدث عن موضوع ما او مشكلة ما او تبرير موقف ما. لقد حدث معي موقف محرج مع شخص صديق فقد كنت احدثه في موضوع الوراثة والأمراض الوراثية وزواج الاقارب وهو بصراحة كان مستمعا جيدا ولكن المفاجأة انني بعد انتهيت من حديثي توقعت ان يدلي بدلوه في نفس موضوعي وهو زواج الاقارب والوراثة لكنه قال لي: نعم الاسهم قد ترتفع وقد تنزل وهناك من يؤثرون في احمرارها واخضرارها وهنا تبسمت وقلت نعم استغربت من استماعك الجيد لي ولا تتكلم فقال بصراحة ما فهمت أي شيء قلته وانني افكر في خسارتي في الاسهم هنا ادركت تماما اننا شعب ثرثار ولا نستمع الا اذا كنا نفكر بموضوع تفكير داخلي والآخر يتكلم في موضوع آخر.
للأسف حتى المذيعون من خلال اللقاءات اصبحوا يتكلمون اكثر من الضيوف.
فمن خلال هذا المقال اقترح تدريس مادة في التعليم العام وتكون ايضا متطلبا رئيسيا في الجامعات لاي تخصص مهما كان وهي مادة فن الاصغاء والاستماع.
محمد صالح سميران الخمعلي – الرياض موضوع لي نشر في جريدة اليوم ويحتاج الى مناقشة
التعليقات (0)