فنون جديدة في استغفال الدول

الفن الجديد في استغلال الدول النامية أن تدخل الدولة المستهدفة بنفسها إلى مجال التبعية وتدمر نفسها ذاتيا حتى تصبح في دائرة التحكم لدي الدول الكبرى وفي هذه الحالة لا تعتبر الدولة الكبرى معتدية ولكنها منقذة أمام الرأى العام المضلل...يحدث هذا بينما لا تتكلف الدول المعتدية شيئا كما تتكلف إذا دخلت في حرب صريحة وغزو واضح ...مجرد بضعة مئات من الدولارات تكفي لشراء بعض الذمم وتخريب العلاقات بين طوائف المجتمع ويبدأ الصراع بينها وحينئذ تصل الدولة المعتدية إلى أهدافها مباشرة وبطريقة ناعمة ...وتدعي أنها جاءت لإنقاذ القلة المستضعفة ثم تأكل المستضعف وباقي طوائف الشعب وتتحول الدولة إلى دولة فاشلة...حدث هذا للعراق والكويت في خطة واحدة وبضربة مزدوجة فتم احتلال الكويت ثم ضرب العراق ثم احتلال العراق....وحدث هذا في السودان منذ عقود طويلة وكانت النتيجة تقسيم السودان (عن طريق إحداث الشقاق بين الشمال والجنوب وعن طريق محكمة البشير) ثم احتلال خفي للجنوب ثم علاقات مع إسرائيل ...وبعد ذلك يمكن البدء في خطة أخرى ضد مصر تأخذ عشرين أو ثلاثين عاما ثم يتم تقسيم مصر إلى شمال وجنوب....كيف يتم هذا في خيال الغرب؟....وكيف نمنعه في المقابل؟.... هذه معركة لا بد أن نحسب لها حسابها منذ اللحظة الحاضرة...ولا تتعجب فالعجب والاستبعاد كان في العدوان على العراق ثم استبعاد تقسيمه وها نحن نرى بوادره في الصراعات بين الأكراد والسنة والشيعة..... أي بين الشمال والوسط والجنوب ..وكلها جاءت تحت عنوان إنقاذ العراق من صدام حسين !!! كما يحدث الآن في ليبيا التي جاء الناتو لينقذ الثوار من القذافي ثم تحول الناتو إلى ضرب الثوار وقوات القذافي معا (لأن الشعب الليبي متداخل مثل أى شعب) والآن يتم قصف طرابلس ومدن ليبيا بلا تمييز بين القذافيين وغير القذافيين والعقلاء والمغفلين وسوف تتحول ليبيا إلى ثلاث دول أو اثنتين على الأقل...والموضوع فيه كلام كثير يحتاج إلى تدقيق