تعد فقرة آكل النار من أكثر فقرات السيرك إثارة و تشويقاً لجميع رواده بلا إستثناء
بغض النظر عن السن او الجنس او المستوى التعليمي أو المعتقد الديني للجمهور
فهي فقرة تعتمد بالأساس علي ما تحمله نفس كل منهم من ذكريات سابقة التعامل مع النيران كلٌ حسب مساحة و نوعية ما تركته النيران من أثار علي جسده
و من منا لم تمسه النار
فضلاً عن الخلفية الدينية و الفطرية لدى الجميع بأن النار هي عقاب الرب
و من منا لن تمسه النار
أى أنها تعتمد علي جزء حقيقي و مؤلم داخل نفوس مشاهديها عايشها الجميع
و لذا وجب الحرص الشديد و التركيز و عدم السماح بالإرتجال
فخروج النيران عن النص أو الحيز المسموح
سيصنع حالة من الهلع والذعر لدى المشاهدين يستتبعه محاولات عشوائية للهروب من
من اللهب و إن كان ضئيلا ..إلا أن حجم الخسائر سيكون ضخماً للغاية
ولذا يحرص آكل النار علي الظهور واثقاً من نفسه تلتهم الإبتسامة نصف وجهه علي الدوام
و عادة لا يزيد المشاركون في هذا العرض عن لاعبين رئيسيين حتي لا تزداد مساحة النيران المعروضة و تزداد معها المشاعر الإحترازية من الجماهير
ثم يبدء عرضه بإشعال أحد الأسياخ ثم يتجرع سائلاً يساعد علي الإشتعال
و يبدء في ضخه علي الأسياخ لتزداد إشتعالاً
ثم يدس أحدها داخل فمه مطفئاً إياه و هو يلوح للجماهير مبتسماً
و يتكرر المشهد بشكل نمطي غير مسموح فيه بالإرتجال
منتزعاً أهات الجميع و معها شريط الذكريات القديمة و أيادى بلا شعور تتحسس
أماكن لامستها النار فيما مضي
سرعان ما تتسابق هذه الأيدى إلي التصفيق فرحاً بنجاة اللاعب من هذا اللهيب الحارق
يلاحقها زفير الإرتياح و بهجة النجاة للجميع
و هنا تتقافز الأسئلة إلي الأذهان و يتحول الجميع إلي خبراء في نوعية السائل المستخدم
و كينونة النيران و حقيقتها
و يتناسي الجميع عدم وجود وحدة إطفاء مصاحبة للعرض
فهذه الفقرة تكاد تكون الوحيدة التي لا يصاحبها تأمين مثلما يحدث مع الألعاب الأخرى
فوجود وحدة إطفاء سينزع الخوف من القلوب و العقول
و تصبح فقرة مملة بلا إثارة
أما الحالمون فيحلقون بخيالهم حول بريق النيران و وهجها الخاطف للإبصار
و القوى الخارقة التي يتمتع بها آكل النيران
رافضين أى تفسير علمي أو فطرى لهذه الأفاعيل
متحفزين للدفاع عما يعتقدون و إن كان يخالف العرف و المتعارف
إنها الأحترافية
إنهم هناك خلف الكواليس
كخلايا النمل
عمل و نظام متلازمين
التعليقات (0)