فنون الرد والتعقيب
للرد على خبرٍ أو فكرةٍ ما أو موضوع معين فإن الدقة في اختيار الألفاظ شرط أساسي للرد وتصدر المشهد و قبل ذلك فهم المراد من الفكرة أو الخبر أو الموضوع وذلك الفهم يرتبط ارتباطاً وثيقاً باللفظ الذي يعكس مدى وعي وفهم الشخص !.
كثيرون يعلقون على أي موضوع أو فكرة أو خبر وذلك حق أصيل للشخص سواءً بالمواقع الإلكترونية والغير إلكترونية وحتى بالمجالس والتطبيقات الإلكترونية المختلفة , التعليق يدخل ضمن حرية الرأي والتعبير لكن من شروط تلك الحرية والحق الإنساني أن تكون مبنية على وعي وإدراك فالوعي يعني الفهم والادراك يعني تحليل ما بين السطور وفهم المراد , هناك من لا يفرق بين الخبر وبين الفكرة والرأي الشخصي حول موضوع معين وتلك ليست مشكلة الناقل للخبر أو المتكلم بل مشكلة الشخص الذي لا يفرق وبسبب ذلك يٌطلق العنان للعبارات البذيئة التي لا قيمة أدبية لها فيقع في المحظور ويبدأ التنافر المؤقت وقد يطول التنافر تبعاً لحدة الكلمات المستخدمة , ذلك الشخص يبرر تهكمه وبذاءة لسانه بحرية التعبير لكنه لا يٌدرك أن حرية التعبير يجب أن تكون مقيدة بالوعي والإدراك والفهم والتحليل وفهم المراد , قد يختلف اثنان حول موضوع معين لكن قد لا يختلفان حول وجود خبر على صدر صحيفة أو على صفحة موقع أو داخل تطبيق الواتساب , إذا حدث خلاف حول وجود خبر داخل تطبيق الواتساب مثلاً فإن ذلك يرجع إلى أمر هام وهو انخفاض مستوى القدرات العقلية بين المرسل والمستقبل وتلك حالة طبيعة بين البشر فالبشر مختلفون في كل شيء حتى في قدراتهم العقلية والفكرية , النفس البشرية السليمة لا تستطيع تحمل البذاءة خاصةً إذا كانت صادرة من شخص لا يستطيع التفريق بين الحريات وبين المصطلحات وبالتالي فإن الرد على البذاءة فرضاً واجباً لعل وعسى أن يستيقظ صاحب البذاءة ويفهم ويحرك طاقته العقلية الراكدة ويبدأ بالركض نحو شاطي المعرفة والعلوم !.
للردود والتعقيب فنون أعلاها اختيار الالفاظ المناسبة وأدناها سؤال من طرح الموضوع أو الفكرة أو الرأي عن مقصدة وما بين الأمرين امتلاك الحقائق العلمية فالكثير من المواضيع والآراء والأفكار والرؤى تتطلب وجود خزينة علمية غزيرة فأحسنوا اختيار الألفاظ في التعقيب والرد لتكسبوا الاحترام وهل يزول الاحترام والتقدير بموت الشخص أو بغيابه قطعاً لا يزول أبداً , الردود والتعقيبات فن قديم و بين علماء القرون الماضية ردود وتعقيبات تجاوزت الحدود في كل شيء وقانونهم البادي أظلم الإ إذا كان جاهلاً فعذره الجهل وهل يستطيع أحد قول غير ذلك لا يستطيع أبداً فالجهل معذره للبعض وشماعة لأخرون !...
ومضة : هناك دورات ومؤلفات في فنون الرد والتعقيب وليس عيباً أن تتعلم وتقرأ وتتواصل مع الأخرين فحياتك تنتهي بموتك ولا يبقى سوى أثرك وما صنعته بهذه الحياة .....
التعليقات (0)