في ليلة طربية شجية من ليالي سوق عكاظ بمدينة الطائف ، عاد فنان العرب محمد عبده سنوات للوراء واستنشق ورد الطائف وشذاه ، وأطرب وغنى بأروع الألحان . كان الحفل مختلفاً لجميع الطائفيين ليس المتعصبين لمذهب معين بل المنتمين والمتعصبين لمدينة الورود لا لشيء إلا لأن الطائف وسوق عكاظ بالتحديد أعاد للمملكة حفلات عملاقها .
في تلك الليلة استعاد أبو نورة توهجه وغنى بلون المجرور الطائفي في أغنيته الرائعة " دستور " وهو استهلال واستئذان للشاعر بكل رقة من الساحل الغربي وكذلك هو استهلال واستئذان من فنان العرب الذي دخل فيه قلوب محبيه وجمهوره في تلك الليلة المهيبة التي خنقت فيها العبرات مغنيها وهو يُطرب ويغني " ما ترحم الي وسمت فيه عبرة ... اشتاق حتى صار به منك لمحات " وهي دلالة عظيمة على عشق وحب للعودة للغناء على مسارح الوطن .
محمد عبده قامة وقيمة ليس للسعوديين فحسب بل لكل العرب حتى وإن سعى الظلاميون إلى إبعاده ، ولكنه يبقى في قلوب محبيه وعشاقه لا يمكن لهؤلاء ولا لغيرهم محوه من تاريخ السعوديين وذاكرتهم .
ختاماً .. الشكر الكبير للأمير خالد الفيصل وللجنة المنظمة لسوق عكاظ في عودة فنان العرب للشدو مجددا في مدينة الورود حتى وإن كره الكارهون . وكذلك الشكر موصولُ لفنان العرب محمد عبده الذي شرفنا وأسعدنا وغنى كما لم يغني من قبل .
تركي الثبيتي
turk14001400@
التعليقات (0)