في وطني، أصبح إرتيادنا للمساجد، ظاهرة رمضانية بإمتياز . ولاتختص بها منطقة دون أخرى، بل هي عامة تسود البلاد من شرقها لغربها ومن شمالها لجنوبها !.. إذ تجدنا نعشّش داخلها وفي أركانها وزواياها كالحمام، وبالكاد نفارقها إلا لقضاء حاجة، أو لإعادة الوضوء بعد كل فترة من فترات النوم (الثقيل) التي لايقطعها سوى الآذان للصلاة المفروضة ؟!..
فمساجدنا في رمضان، تتحوّل إلى غرف نوم رخيصة، نتزاحم في وسطها، وننبطح تحت مُكيّفاتها الهوائية، ونتمرّغ فوق سجّادات الصلاة، وننام ملئ الشخير وملئ الإحتلام، ونطلق الرّيح حتى (أعزكم الله)، في حضرة مصاحف الذكر الحكيم !.. في هتكٍ سافر لحرمة وقدسيّة تلك الأماكن ؟!..
ولا أحد ينهى المُنكر حتى أئمة المساجد، ولا أحد يسأل عن مصدر رخصة التبطّل تلك من الصلاة والذكر والتسبيح والإستغفار، ومن كل الأعمال الصالحات التي يجب أن يقوم بها روّاد تلك الأماكن ؟!.. لأنها ببساطة فسحة (تنصّل جماعي) من المسؤوليات المهنية والأسرية، وحتى العقائدية . بقطع الصلة عن الخلق بإغلاق الهواتف المحمولة التي غالبا ما يقطع رنينها صلاة الناس في غير رمضان . لكن للأسف ليس من أجل الخالق أيضا، بل من أجل إدارة الظهور للجميع ولكل شيء .. إلا للنوم والكسل تحت مسمى (عمارة المساجد) في رمضان ؟!.
07 . 08 . 2012
التعليقات (0)