"فنجان الزيزفون"
يرن جرس المنبه عاليا معلنا بداية يوم جديد، تنهض متا ففه وتجر ساقيها واحده تلو الأخرى تنازل النوم وشهواته، تنظر بحب ودفء لوسادتها"ضميني اليك فما زلت بحاجه لحلم جميل اخر".
تستجمع قواها وتنهض بكسل تتجه الى الحمام تتوضا وتصلي لربها ركعتين وتتنشق بحويه رائحه "الزيزفون" المنبعثه من المطبخ"اه يا زيزفوني كم رائحتك جميله"
تنشقت رائحته فانتعشت اكثر وجلست على كرسي طاولتها الصغيره تقابل"الحائط" قد تشعر بالوحده تتمنى ان تجد رفيقا لها يؤنسها في وحدتها ،ام مصطفى خادمة تملا جوها مرحا لكنها تبحث عن انيس اخر، طفل يناديها ماما وزوج يتشاجر معها احيانا "كم انت غبيه،انت امراه كسوله" ، تستنشق رائحه الزيزفون ويصفوا ذهنها من مشاكلها وهمومها وتبدا الخيالات تتراقص امامها،ابناء وبنات وزوج يتجاهلها وهي تتصلع الدلال له، تبتسم قليلا وتشرب من الزيزفون رشفات قليله وفجاة تفاجاها ضحكته صنعتها خيالات في عقلها تحاول ان تكبت الضحكه كي لا تختنق بالزيزفون فتبصق قليلا منه على ام مصطفى التي جاءت اليها مسرعه"مابك" ،تطلق في الجو ضحكات عاليه على مظهر ام مصطفى وتضحك هي الاخرى .
انهت فنجانها وانهت معه حلم الصباح تنهي ارتداء ملابسها وتتجه الى باب المنزل ،تلقي نظره في كل ركن وزاويه من البيت،وتتنهد"كم اتمنى ان اسمع انفاس واصوات بل صراخ احد ما هنا، حلم الزيزفون الصباحي تكرر يا حنين"
فنجان "شاي ايرل جراي"
تدخل بسرعه الى مكتبها وتجمع اوراقا بعثرتها بالامس في كل مكان، تبحث عن ورقة مهمه بينهم فلا تجدها ، تلقي بثقها على كرسي الجلد الدافئ خلفها ، "اين وضعتها كانت هنا" ،يدخل محمود عامل البوفي حاملا معه فنجان الايرل جراي الذي اعتادت على شربه في المكتب في منتصف النهار"شكرا يا محمود جاء في وقته"
وكما تفعل دائما تستنشق الرائحه وتهيم في جوها وترسم حولها هاله من السعاده ، وتبدا بتذكر الاحداث والذكريات، ذكريات الصبا والامس، ذكريات الجامعه وبدايات العمل، تذكرت في الامس زارتني ساره صديقه الجامعه وحملت معها نسخ اوراق لتحفظها عندها عل تلك الاوراق من بينهم.
انهت اتصالها وارتسمت على محياها علامات الرضا تضغط على زر احمر وتدخل وفاء سكرتيرتها الخاص"هل طلبتني" .
وفاء ستحضر ساره ملفا اصفر بداله اوراق المشروع الجديد خذيها فورا وارسليها الى فرعنا الجديد فتلك خطه الشهر هذا .
زحمة العمل انستها موعدها مع مناير في مقهى الاحلام.
فنجان " الكابتشينو"
تدفع الباب الزجاجي وترن الاجراس فوقه وتنهض من بعيد مناير تشير بيدها الى حنين "انا هنا"
تبتسم وتشير هي الاخرى لعمر عامل المقهى اشاره بينهم حفظها عمر تعني الطلب كالمعتاد"فنجان كبير من الكابتشينو كثيف الرغوة"
تقبل مناير بشوق فرفيقه الصبا شغلتها مهام الامومة "اشتقت لك مناير والى هذه الصغيره الجميلة غلا،ما اجملها "
لاتدركين كم اشتاقه غلا لك ففي ذلك اليوم سقطت مني صورتنا معا ايام حملي في باسم ابني الكبير ابتسمت وبدات تصرخ "ماما الصورة" اخذتها مني وبدات تقبلها وتحضنها انها مغرمه بك"
احمرت وجنتيها من الخجل في داخلها تفجر بركان من الحلم الزيزفوني "طفل يناديها ماما" وانا احبها جدا قالتها بعد ان الصقت قبله ساخنه على وجنتي غلا .
تفضلي فناجانك المعتاد اختيار موفق كالعاده سيدتي"شكرا لك عمر "
تتنشق الفنجان بحب لتعيش حلما اخر ، وتشرب جرعت منه ،تطلق غلا ضحكته كبيره وتشير الى انف حنين يضحك الجميع من مظهرها فرغوة الحليب الكثيفه التصقت منها بقايا على انفها المدبب، تتامل حنين جوها الضاحك وتتذكر اقماع الايس كريم في صباها "اتذكرين يا مناير اقماع الايس كريم اتذكرين مظهرنا وقد طبعت رغوة الايس كريم على انوفنا وشفاتنا"
الجو يملؤه الضحك ورائحه القهوة والكابتشينو واحلام حنين تحلق فوقها.
تعود الى منزلها حاملتا معها احلام جديده تنتظر فناجا كي يؤقذها ويخرجها للملا،فناجين مزاجيه تمر يوما في حياتها، تعيش مع رائحتها احلاما وردية واخرى ذكريات وتاره اوهام لا امل منها.
فناجين ربطتها حنين بالحنين الى شي في ذاتها.
التعليقات (0)