فناء دولة إسرائيل والهاجس الديموجرافى ( الحلقة الأولى )
كتب – أحمد نافع
زاد فى الفترة الأخيره الحديث عن إختفاء الدوله العبريه وذلك من خلال المنظور
الديموجرافى والذى يشير إلى الإطراد المستمر فى زيادة عدد السكان العرب داخل
وخارج حدود ما يسمى بالخط الاخضر أى سواء كان ذلك داخل حدود الدولة
الإسرائيليه أو فى فلسطين التاريخيه – وكلما كثر الحديث عن ضرورة التوصل الى
تسوية مع الفلسطينيين ازدادت الدعوات في اسرائيل التي تحذر من أنه إذا لم
يحصل تغيير، فإن القدس ستتحول الى مدينة ثنائية القومية. واذا لم يتم الفصل بين
اليهود والعرب اليوم، فإن إسرائيل قد تختفى من الخريطة عام .2020
لقد لفت انتباهى هذا الموضوع للمرة الاولى عندما شاهدت تقريراً عنهُ فى قناة
روسيا اليوم وكان تقريراً مقتضباً لا يطرح سوى الخطوط العريضه المتعلقه بهذا الموضوع ،
عند ذلك شعرت بأهمية هذا الموضوع بالنسبه لنا كعرب ، حيث انهُ وغن صحت تلك التقارير
والإحصاءات المتعلقه بهِ فإن ذلك سيصب فى النهايه فى مصلحة الفلسطينين وقضيتهم التى
إحتار العالم فى حلها ، لذلك ومن خلال بحثنا فى هذا الموضوع وجدنا انهُ قد احتل اهتماماً
خاصاً في السنوات الأخيرة في كثير من المؤسسات الإستشارية ومراكز الأبحاث وهيئات
صنع القرار في إسرائيل، إضافة إلى اهتمام الشخصيات السياسية بالموضوع. وأصبح
النقاش في هذه القضية لا ينحصر في الأوساط الإسرائيلية المتطرفة كما كان في السابق،
بل أن عددا من الأكاديميين والمثقفين الإسرائيليين من التيار المركزي يشارك بصورة
ملحوظة في هذا النقاش. ويأتي على رأس هؤلاء الأكاديميين أرنون سافير، وهو جغرافي
من جامعة حيفا يلقب بـ"عداد العرب" ومعروف بأفكاره اليمينية، يقوم هذا الباحث بإصدار
التحذيرات المستمرة بشأن التوازن السكاني بين العرب واليهود الإسرائيليين.
.ولعل احد أبرز المحاولات، التي تمت في هذا السياق ما اصطلح على تسميته بوثيقة
سوفير، والمعنونة بـ"إسرائيل ديموغرافيا في اعوام 2000ـ2020: المخاطر
والاحتمالات" والتى اعدت بعد دراسة موسعة وموثقة ونشرت في عام 2000 .وهي
تشير الى أن عدد السكان اليهود في اسرائيل سيصل الى 42% فقط، مقابل 58% من
العرب في سنة 2020 من مجموع 15 مليونا ومئتي الف نسمة. واعقبت هذه الوثيقة
دراسات مختلفة، وكلها اكدت النتيجه نفسها
.
ووفقا لكافة المعطيات فالحل بموجب المبادرة الاسرائيلية للحد من خطر النمو
السكاني العربي يقوم على أساس الفصل من جانب واحد . وهو ما يتم الآن بخطى
حثيثة وسيتم فيه حصر الفلسطينيين في مساحة ضيقة لا تزيد عن 9% من مساحة
فلسطين .
وللحديث بقيه – أحمد نافع
Ahmednafe3@gmail.com
التعليقات (0)