في قرارمرحب به من قبل منظمة العفو الدولية..ويبين بوضوح – وحسب تعبير السيد داني فانوشي الناشط الانساني في المنظمة -أن الدأب الواجب بشأن حقوق الإنسان- بما في ذلك وضع المعايير المتعلقة بالآثار الاجتماعية والحقوقية للمشاريع التنموية ومراقبة مراعاتها - أمر يمكن أن ينجح..سحبت حكومات ألمانيا وسويسرا والنمسا تمويلها لمشروع سد أليسو العملاق في تركيا، تحسبا من بروز مخاطر قد تؤدي الى وقوع انتهاكات لحقوق الإنسان في المنطقة التي يستهدفها المشروع وباقي الدول المتشاطئة. و عقب ورود تقييمات لخبراء مستقلين توصلت إلى نتيجة مفادها أن مشروع السد لا يفي بالمعايير المتفق عليها، بما فيها ما يتعلق بالآثار الاجتماعية والبيئية للمشروع.
وبهذا القرار وجهت الدول الاوربية ضربة قوية للامال التركية بالاستمرار في اقامة هذا السد العملاق على نهر دجلة لاجل غير محدد قدلا تقل عن عقدين من السنين حسب توقعات خبير المياه الدولي ومندوب العراق لدى منظمة الفاو السفير حسن الجنابي الذي أكد أن قرار أنقرة تشييد سد أليسو على نهر دجلة كان سيؤدي إلى عواقب مائية وبيئية وصفها بالكارثية، وخاصة على الجانب العراقي.
حيث تظهرالحسابات الفنية انه في حالة حدوث نقص مقداره (1) مليار متر مكعب/ سنة من واردات النهر الواصلة الى العراق سيؤدي ذلك الى تجميد مساحات زراعية تقدر بحوالي (62500) هكتار فكيف الحال اذا انخفض الوارد المائي الى(7، 9 ) مليار متر مكعب/ سنة عند انشاء سد اليسو ستكون مجمل المساحات الزراعية التي ستحرم من تجهيزات المياه(696000) هكتار من الاراضي المزروعة وهذا سيؤدي الى انخفاضً كبيرً بمساهمة هذا القطاع في الانتاج المحلي وانعكاسات ذلك على دخول الفلاحين والمزارعين مما سيدفع بهم الى ترك مهنة الزراعة والهجرة الى المدن ، كما ستزيد من اتساع وزحف مساحات التصحر وانتشار الكثبان الرملية وحصول تغيير في طقس العراق من خلال تكرار العواصف الرملية اضافة الى تدهور المراعي الطبيعية وانخفاض انتاجها في المناطق المتاخمة للاراضي الزراعية التي ستقطع عنها المياه اضافة الى جفاف الاهوار طبيعيا.
كما سيؤدي في السنوات الجافة الى تقليص المياه المتدفقة بشكل حاد وخاصة بعد اكمال منظومة مشروع اليسو - جزرة (وهذا الاخير هو سد سيتم المباشرة به بعد انجاز سد اليسو) حيث سيتم تحويل كافة المياه الى اراضي هذا المشروع قبل عبورها الحدود ( التركية - العراقية ) وسيؤدي الى انعكاسات سلبية كبيرة على بيئة العراق وحرمان الكثير من السكان القاطنين على النهر من امدادات مياه الشرب .
وكذلك ان انشاء سد اليسو سوف لا يقلل من ذروات الفيضانات العالية وهذا سيؤثر على سلامة وأمن المنشآت المدنية والسكان المنتشرين على طول اسفل مجرى النهر كما سيؤثر تأثيرا كبيرا على هيدرولوجية نهر دجلة وتغيير النمط الطبيعي لتدفق مياهه وانعكاسات ذلك على خطط التجهيزات المائية للزراعة وتوليد الطاقة وتشغيل السدود في العراق وانعاش منطقة الاهوار ،
كما ان النقص المتوقع في واردات نهر دجلة سينعكس ايضاً على توليد الطاقة الكهربائية من المنشآت الهيدروليكية القائمة على نهر دجلة وهي منظومة سد الموصل (السد الرئيسي والسد التنظيمي) وسدة سامراء حيث سيؤثر على امدادات المصانع ومحطات ضخ مياه الشرب والمؤسسات الصحية والاحتياجات المدنية من الكهرباء .
كما ان انشاء مثل هذا المنشأ وبهذه الشروط سيكون له تأثيرات وعواقب بيئية وخيمة على مجمل دول المنطقة وبضمنها تركيا نفسها. كما سيؤدي الى اختفاء انواع حياتية حيوانية ونباتية وسيؤثر سلبا على التنوع الحيوي في عموم المنطقة.
حان الوقت لكي ينتبه العراقيون على المستوى الرسمي والشعبي، الى ضرورة توجيه الجهود الى تعزيز قدراتنا لمواجة نوع اخر من التحدي مع الطبيعة، الذي يمكن ان يحول بلاد ما بين النهرين الى صحراء قاحلة.
http://www.kesfetmekicinbak.com/apps/proposal.app/view_m.php/5?ln=eng
الماني
http://www.kesfetmekicinbak.com/apps/proposal.app/view_m.php/5?ln=de
التعليقات (0)