فلنتدبر
هل تريد صحبة خير تدوم أبداً, صحبة لا رياء فيها ولا مصلحة؟؟…
اذن عليك بعمل تطوعي في أحد وجوه الخير ,أو الزم الصلاة في مسجد ما
في مثل هذه الأماكن الخيّرة ستتعرف على أناس من خيرة الناس ,
وستكتشف -بنفسك- أن الدنيا لازال فيها من الخيرين الكثير, فيها من يعمل لله دون أن يطلب الأجر سوى من الله تعالى..
هل تطمح لشباب دائم؟؟
إذن عليك ألا تستدين ,
عليك أن تقنع بما لديك, لا أعني قناعة المضطر بل هي الرضا الذي يجعلك تنظر دائما في النعمة لمن هو أقل منك
حاول -كما قلت- ألا تستدين فالدين همّ بالليل وذلّ بالنهار يجعلك تكبر سنوات كثيرة عن عمرك الحقيقي
والجأ في كل أحوالك لله تعالى
اقرأ كتابه ينر لك دربك
وابتعد عن معصيته ينر لك وجهك ويحبب خلقه فيك..
ولتبتعد قدر استطاعتك عن النظر لأحوال الناس ففي ذلك تنغيص لعيشك وإحياء لبذور الحقد والحسد في نفسك
ومرحبا بتسامح تذيب فيه جذوة نفسك وتطلع الأنا في صدرك
حينذاك تعش أسعد مخلوق على وجه هذه البسيطة
هل تحلم بإجازة ورفاهية وثراء كأغنى ملوك الأرض
لا بأس بأن تسعى لتحسين وضعك ولطلب الرزق لكن اعلم أن رزقك مكتوب لك فلا تشقى بالبحث عنه
ثم اعلم أن ثراء الدنيا نعمة ونقمة في ذات الوقت وهو مسؤولية عظيمة تسأل عنها يوم القيامة
والأدهى من ذلك أن ثراء الدنيا زائل مهما عظم
اعلم رجلا من أقاربنا كان ذا ثراء وبسطة في الجسم فلما مات لم يسعه قبره فاضطروا لتوسعته وبالكاد دفنوه فيه..
وأعلم قصة رجل من أثرى أثرياء القوم عندنا, وصّى حين موته أن تخرج يده من الكفن إشارة إلى أنه لم يخرج منها بشيء
ورغم أنه توفي منذ سنوات طويلة إلا أن اسمه لازال يتردد بيننا
وما قارون وقصة ثرائه ببعيدة
فاجتهد يا هذا في السعي لكن ليكن المال في ييدك وسيلة في ذاته لا غاية حتى لا تكون شقياً في الدنيا والآخرة..
سنوات من عمرك تضيع وأنت تائه في خطواتك
أضف إليها سنوات أخرى من الاشتغال بتكوين نفسك وفي حل مشاكلك
تجري عمرك لترتاح في شيخوختك وتتعبد فيها
تلك نظرة قاصرة عامة
ما أجمل أن تعيش عمرك وقد أعطيت كل ذي حق حقه
ما أجمل أن تكون كل محطات حياتك إنجازاً قد تحققت فيه أهدافك مرحليا, فما الشيخوخة إلا مرحلة أخيرة في العمر البشري الدنيوي قد تدركها أو لا تدركها
واعلم أنك لو ضيعت الله في شبابك فلن يحفظك في شيخوختك إلا برحمته ,فكما تدين تُدان..
ومن أوتي الحكمة في تصريف حياته وأموره وماله ووقته فقد أوتي خيراً كثيرا..
يخيفني حديث شريف
يخيفني بشدة
عن أسامة بن زيد- رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول: "يُؤتى بالرجل يوم القيامة فيُلقى في النار فتندلق أقتاب بطنه فيدور بها كما يدور الحمار في الرحى، فيجتمع إليه أهل النار فيقولون: مالك يا فلان؟ ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فيقول: بلى كنت آمر بالمعروف ولا آتيه وأنهي عن المنكر وآتيه" (رواه مسلم).
التعليقات (0)