نجح الفريق أول السيسى ووزير داخليته فى تصنيع عدو محلى من فصيل سياسى وطنى مهم وكبير كان يمسك بالسلطة بناءاً على إنتخابات حرة ونزيهه أشرفت عليها قوات السيسى وإبراهيم ، لقد نجح السيسى فيما أرادته واشنطن من تحويل عقيدة الجيش المصرى من أن عدوه الحقيقى هو إسرائيل ليتحول عدوه الحقيقى هو ذلك الفصيل الوطنى ، حارب أبو غزالة ومن بعده طنطاوى لكى لا تتحول عقيدة الجيش المصرى فنجحت أخطاء السيسى ومن قبله جماعة الإخوان فى تحقيق تلك الأمنية بأسهل مما تتصور واشنطن وتل أبيب ! ، لقد نزل الجيش المصرى أربع مرات فى العقود الأربعة الماضية ففى عهد الرئيس السادات فى إنتفاضة الخبز الشهيرة بقيادة المشير الجمسى وقتها إشترط قبل نزوله للشارع أنه لن يُطلق رصاصة واحده فى صدر أى مصرى ، ثم نزل الجيش فى عهد مبارك بقيادة المشير أبو غزالة وقت أحداث الأمن المركزى الشهيرة ، ونزل قبل سقوط مبارك ولم يطلق رصاصة واحده على مصرى ورغم الأخطاء التى وقع فيها الجيش فى ظل المرحلة الإنتقالية بقيادة المشير طنطاوى إلا أننا قد نلتمس لهم العذر لعدم معرفتهم بالسياسة ، وجاء النزول الأغبر بقيادة الفريق السيسى لكى يخلع مرسى ثم يرتكب مجازر ليؤكد أننا دخلنا فى مرحلة الحرب الأهلية وبذلك تم توريط الجيش ولن يخرج الجيش من الشارع على المدى المنظور وبذلك ترك الحدود وهذا ما حذر منه كل الوطنيين ، وما زالت النخبة المصنوعة فى أجهزة مبارك الفاسدة او مصنوعة فى أجهزة مخابرات واشنطن تحرض الجيش ليرتكب مجازر دمويه وهى التى كانت تحرض بالأمس القريب على قيادات الجيش بقيادة طنطاوى ، ولم تغلق قناة فى عهد طنطاوى رغم شراسة الحملات ضده ، ويكشف لنا الروائى الشهير علاء الأسوانى عن قصة إستدعاءه عن طريق المخابرات العسكرية على إثر مقالة هجومية ضد طنطاوى وقابلة فيها اللواء ـ وقتها ـ السيسى ليستشعر ـ كما قال ـ الأسوانى أن السيسى لا ترضيه سياسات طنطاوى ، ولم يمنع السيسى الأسوانى من الكتابة والهجوم على طنطاوى ، وفى عهد مرسى حدث إنفلات إعلامى غير مسبوق وما ان حدث الإنقلاب حتى تم منع مقالات وتهديد صحفيين وغلق وتشويش على قنوات تبرز وجهات النظر المخالفة ، ومن الواضح أن الفريق السيسى كان من الصقور ومن معارضى ثورة يناير وكان معارضاً لوصول الإخوان للحكم ، وتم تسريب معلومات لعملاء أجهزة المخابرات ومنهم العكش توفيق لتضليل الإخوان المسلمين والإيهام بان السيسى إخوانى حتى يقبلوا ويأتوا به خليفة للعجوز الواعى طنطاوى ، أكبر خطأ وقعت فيه الثورة هى عدم فرز قادة المجلس العسكرى لمعرفة من ضد ثورة يناير ومن يؤيدها وهو أحد مطالب الثوار بعد أن شعروا بمراوغة المجلس العسكرى فى تنفيذ مطالب الثوار ، وهو المطلب الذى أرعب العسكر وقتها .. مصر فى الطريق إلى الهاوية ستتحقق فيها تجارب دول مجتمعه لتصبح تجربة مصر خليط من أحداث الجزائر فى أوائل التسعينيات مخلوطة بأحداث العراق فيما بعد إحتلال واشنطن .... لكِ الله يا مصر !
التعليقات (1)
1 - سؤال
أحمد عبدالرحمن - 2013-08-19 21:34:44
هل يعرف أحد ماذا حدث في قضية قناص العيون، فالضابط الذي تم تسميته قناص العيون الذي كان يطلق الرصاص على ثوار 25 يناير ذهب وسلم نفسه للداخلية معترفاً بما فعل أي أنها قضية مكتملة تثبت تورط حسني مبارك ووزير داخليته العادلي في قتل ثوار 25 يناير ومع ذلك لم نسمع عنها أي شيئ