حاوره : محمد زنكنه
بعد عقود من التباعد وعدم تفهم الآخر،يخطو اليوم الشعبين الكوردي والتركي خطوة مهمة تعتبر نقلة نوعية مقارنة بماسبقتها من سنوات كان التقارب فيها بينهم في حكم المستحيل.
لكن سياسة الانفتاح التي اتبعتها حكومة حزب العدالة والتنمية برئاسة رجب طيب اردوغان ساهمت وبشكل فعال في تقوية اواصر العلاقات بين الشعبين على كل المستويات وخصوصا الثقافية والمدنية.
في لقاء مع الصوت الآخر يتحدث فلك الدين كاكه يي رئيس جمعية الصداقة الكوردية- التركية عن اهداف الجمعية ونشاطاتها والخطوات المستقبلية التي تعزز من هذا التقارب بين الشعبين.
الفكرة قديمة نسبيا واقترحت منذ سنوات ولكننا لم نستطع تنفيذها الا مؤخرا،كنا ننتظر استجابة الجانب الاخر والتي كانت مرهونة بمدى حريته للدخول في الحوار. وعندما لاحظنا ان الوضع مناسب بدانا الخطوات العملية منذ سنتين وطلبنا الاجازة الرسمية من حكومة اقليم كوردستان، وبعد الاتفاق مع بعض المثقفين الاتراك والكورد جمعنا حوالي 16 شخص من الطرفين كهياة مؤسسة قبل عام من الآن.
كنت انتظر ان اري الدور العملي من الشباب الذين تحمسو للفكرة ونفذوها ولم اكن اتوقع ان اشترك في الجمعية عمليا مع انني كنت مؤيد للفكرة ومشجعا وداعما لها، وبعد التغيير الوزاري وتقاعدي عن الوزارة طلب مني اكون ضمن الهياة الادارية مع اني كنت ضمن الهياة المؤوسسة، وقد لاحظت اقبالا كبيرا من عدد كبير من المثقفين الكورد والاتراك ماشجعني بالقبول في العمل مع الزملاء في الجمعية وكلفوني برئاستها.
وكنت اتوقع ان يستلم زملاء اخرون فكرة الجميعة بسبب كثرة مشاغلي لكن ومع ذلك لبيت طلب الزملاء وقد افرحني كثيرا الحماس الذي لاحظته من قبل اعضاء الجمعية وخصوصا بعد الاجتماع الاول لمؤيدي الجمعية وتنظيم ندوة حرة حول العلاقات الكوردية التركية وراينا مساهمة فعالة من المثقفين الاتراك ومع ان عددهم كان قليلا الا ان في تصوري انهم كانو نموذجا حيا من المجتمع التركي من المؤمنين بحل المشاكل وتعميق اواصر الصداقة بين الشعبين الكوردي والتركي.
نحن جمعية مدنية تطوعية لها اساس ثقافي تراثي تهدف الى ايجاد علاقات اقوى بين الشعبين ولسنا جمعية سياسية ولا ايديولوجية ولانتدخل في السياسة بشكل مباشر كما تفعل الجمعيات الاخرى،نحن ندعم الاتجاه العام للاحترام المتبادل بين الكورد والترك، من جهة اخرى نساند الانفتاح السياسي الذي تتبعه الدولة التركية مع الكورد ضمن سياسة جديدة اتبعها رئيس الوزراء التركي السيد رجب طيب اردوغان ونعتقد ان هذا هو النهج الصحيح ومايهمنا جدا ان يساهم الكورد في تركيا بشكل ايجابي في هذه العملية وان يدعمو اتجاه الحل السلمي ، وهذا هو طريقنا اي ان الحل هو الجلوس على طاولة الحوار ووضع اسس وقواعد صحيحة للعملية.
استطيع القول ان اهم نشاط عدى اللقاءات الجانبية زيارتنا للرئيس البارزاني مع عدد من اعضاء الجمعية وبعدها زيارتنا لبرلمان كوردستان ومحافظة اربيل وكان من المقرر ان يزورو مؤسسات اخرى في كوردستان ولكن بسبب ضيق الوقت لم يستيطعو والاهم من كل ذلك انهم اقتنعو بالفكرة لذا اقترحو علينا فكرة عقد اجتماع اخر في تركيا في وقت قادم خلال الاشهر القادمة.
وقد تلقينا دعما جيدا من السادة نيجيرفان بارزاني ود.برهم صالح رئيس مجلس الوزراء في اقليم كوردستان ومن المعروف ان حكومة الاقليم تدعم منظمات المجتمع المدني.
بالتاكيد هناك طلبات كثيرة ومتزايدة ويمكن ان تكون فوق طاقة الجمعية لذل نحن الآن بصدد دراسة صيغة جديدة لقبول الاعضاء الجدد ،اؤكد ايضا ان من اهم شروط الانتماء الى الجمعية الايمان بتعزيز العلاقات الاخوية بين الشعبين الكوردي والتركي والتي تخدم مصالح كوردستان وتركيا والتي هي اليوم بحاجة الى تقوية علاقاته بشعوب المنطقة والكورد هم اقرب شعوب المنطقة للاتراك. وننظر بايجابية لزيارة الرئيس البارزاني لتركيا بصفته رئيسا للاقليم ونعتقد انها تقوي مانصبو اليه ومانعمل عليه.
صحيح نحن لسنا بديلين عن اي تنظيم سياسي بل نعمل على تعزيز فكرة السلام بين كافة شعوب المنطقة كوردع وعربا وتركا وآذريين، وفكرة الصداقة واسعة ونحن لدينا دور بسيط في هذا الشان.
من كلامكم نتلمس ان هناك عددا كبيرا من المثقفين الكورد والترك متحمسين لهذه الفكرة ويعملون على انجاح الجمعية؟
نعم صحيح، هناك الكثير من المثقفين الكورد والترك وحتى التركمان من المؤيدين للفكرة في اقليم كوردستان ، وعلى راس من حضرو الاجتماعات المؤرخ المعروف د. كمال مظهر وغيره من اساتذة الجامعة والمثقفين ولايشترط ان يكون من يحضر الاجتماعات عضوا في الجمعية، الاهم ان يؤيد فكرة الجمعية وتخلف الكثيرين ايضا لظروف خاصة بهم.
بلاشك ساعد كثيرا وهذا تفسير صحيح ، قبل هذه الفترة ايضا تحدثت حول هذا الموضوع وقلت نحن بانظار فرصة بزوال القيود وبدا الانفتاح والذي ساعدنا وساعد المثقفين الاتراك ايضا على انجاح هذا المشروع.
نعم تم توجيه الدعوة اليهم والى شبكة كبيرة من المثقفين والاستجابة منهم كانت جيدة واتصور ان للبعض منهم سيكون له الدور الجدي لانجاح الفكرة والمشاركة الجدية لانجاحها .
تحدث الكثير من اساتذة الجامعة عن امكانية ان يكون الوسط الجامعي بيئة مناسبة لهذه الفكرة للتحدث اكثر عن الاقليم وتعريفه بالاخوة الاتراك وقد عبر الزملاء في الجمعية عن استعدادهم للعمل في هذه البيئة.
استطيع القول ان جمعيتنا سبقت كل الافكار السابقة من حيث التطبيق العملي ، ونحن ننطلق من منبر اساسه الحوار والتقارب بين الشعبين وهو لايحمل اهدافا سياسية ولاينطلق من فكرة ان يكون بديلا لاي تجمع آخر ونرحب بوجود اي مركز او تجمع اوشكل آخر بنفس المحتوى الا وهو العمل على التقارب اكثر بين الشعبن الكوردي والتركي ونرحب ان تكون منظمات بذات الشكل الى جانبنا ونتامل من وجودها خيرا.
وانا شخصيا اؤيد عقد مؤتمر شامل للتعريف اكثر بنشاطات الجمعية وتوضيح اهدافها ، كما اؤيد ايضا فكرة وجود(فيدراسيون) لكل النظمات والتجمعات التي لها نفس المحتوى فلماذا لاتوحد نشاطها وتنسق اعمالها وحتى ان لم تتفق على ذات الشيء الاهم هو المحتوى.
لا اخفي عليكم فالعمل ليس بالسهل ، لان الاعداء كثيرين وهناك الكثير ممن لايريد نجاح الفكرة، العداوة اسهل من الصداقة، فعندما تبا الصداقة يكثر الاعداء ويكثر معارضو الهدف النبيل سواء في المجتمع التركي او المجتمع الكوردي.
من جهة اخرى هناك جهل واضح حول ماهية الكورد ومايصبون اليه ، جهل حول الحقائق على الساحة الكوردستانية وهو مايساعد على غياب العمل المشترك وعدم استيعاب اي طرف للطرف المقابل .
عندما نستوعب فكرة قبول الآخر تبدا مرحلة اخرى جديدة للعمل الجاد ، ان كنا نعيش معا في مجتمعات تضم كلينا فلماذا لانعيش في سلام ووئام ويشكل افضل اكثر امانا واستقرارا.
كما ان هناك الكثير من التصريحات المتراكمة المغرضة لكلا الجانبين ضد الآخر ، هناك تراث طويل اسود من الحق وتركة من العداوة وسوء الفهم وعدم استيعاب اي واحد للآخر وعد تقبل الآخر لذا يجب ان نتجاوز هذه العقوبات ولايمكن لجمعية واحدة القيام بها ولايمكنان تكون الانشطة على مستوى واحد بل يجب ان تكون على مختلف المستويات الثقافية منها والسياسية والدبلوماسية.
مع ان هذا العمل سياسي اكثر منه ثقافي لكن لا مانع في المبادرة وتاييد خطوة كهذه وخصوصا الخطوات الاخيرة بزيارة وزير الخاريجة التركي احمد داوود اوغلو لاربيل بالاضافة الى وزير التجارة التركي والاهم من كل ذلك الزيارة المنتظرة للرئيس البارزاني الى انقرة وقبلها زيارة السيد نيجيرفان البارزاني لتركيا.
نحن ليس من صلاحيتنا التدخل في العمل السياسي بل نحن نخدم هذه العلاقات بمايكون في مصلحة الطرفين من قبل عدة طبقات مثقفة من المجتمع لتكوين راي عام من خلال الندوات والاجتماعات والتي قطعا لاتاتي بخطوة واحدة.نحن نتمنى تواصل العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين.
في النهاية يجب ان تجلس الشعوب مع بعض للتحاور وادراك انها يجب ان تعترف بحقوق بعضها ، والآن بدات في تركيا مسيرة الانفتاح وهناك من يؤمن بهذا الانفتاح لكننا يجب ان نسعى اكثر لتفهم الآخر.
التفاؤل يبدا من هذه النقطة،نحن لانبدا من فراغ ولاندق الحديد وهو بارد بل نبدا من مجالات مثمرة بشكل مباشر بخطوات عملية ونستطيع ايضا طلب دعم السياسين دون ان نتحول الى ذيل او تابع للجهات الرسمية بل الى جهات مساعدة لها ومؤيدة.
انا ادعو دائما الى ان يكون هناك اناس اكثر حيوية للعمل في اي مجال يحتاج الى الحيوية وادعو دوما اي زميل ان كانت فيه حماسة وحيوية ان يمسك بزمام الامور.
المسالة ليست مسالة منصب بل فيها تعب وعرق وتضحية وهي عمل تطوعي والصعوبة هناوجود خصوم لايتفهمون الآخر ولايعترفون بالمقابل وانا عن نفسي سعيد بهذا العمل ومنذ سنوات ادعو الى الصداقة بين الشعوب وكتاباتي شاهدة على ذلك ، منذ اربعين عاما وانا ادعو الى صداقة الشعوب.
ربما يتقدم زملاء ارى فيهم نشاطا اكثر حينها اتمنى منهم بكل ممنونية ممارسته وخصوصا انه لاقيود عليه وهو تطوعي لاربح فيه يحتاج الى تضحية وكل من يرى في نفسه الاستعداد يستطيع ان يتقدم بالعمل في هذا المجال وحتى لو تاسست جمعيات اخرى بنفس المحتوى بين الكورد وشعوب اخرى فنحن نؤيد الفكرة ونساعدهم بكل قوة.
http://www.sotakhr.com/2006/index.php?id=10746
مجلة الصوت الاخر- العدد 292
الاربعاء 26/5/2010
التعليقات (0)