مواضيع اليوم

فلسفة زكريا فؤاد وهيكل

بنت الشاطىء

2010-03-16 09:54:32

0

الفلسفة تضع كل شىء على بساط البحث وأمام علامة الاستفهام، المقدس عند الفلسفة فقط هو حق السؤال، والفيلسوف مواطن شارد دائماً عن القطيع، وفرد دائم الإزعاج لكل كسول تدفأ ببديهياته وتلحف بقناعاته المزمنة المتوارثة، ولأن د. فؤاد زكريا صاحب عقل فلسفى يؤرقه السؤال حتى قبل التحاقه بكلية الآداب، فقد رفض مقولة إن صدق الفكرة يحدده انتشارها أو عدد معتنقيها، ولذلك فقد رفض أن ينضم إلى جوقة دراويش الصحفى الكبير هيكل، فهو قد اعتبره صحفياً موهوباً ولكنه ليس رمزاً مقدساً لا يمس.. وكما حارب فؤاد زكريا التزمت الفكرى لدى حركة الإسلام السياسى، حارب أيضاً التطرف فى تقديس هيكل لدى أنصاره الذين يتعاملون مع كتاباته وحواراته وكأنها نصوص مقدسة.

كتب فؤاد زكريا كتابه «كم عمر الغضب» فى ظل نجاح مكتسح لكتاب هيكل «خريف الغضب»، الذى وجد مزاجاً مصرياً وعربياً مضبوطاً وقتها على بوصلة كراهية سياسات السادات الانفتاحية وصدمة زيارة القدس، كان كتاب فؤاد زكريا يغرد خارج السرب رغم أنه أقوى وأهم كتاب انتقد هيكل بموضوعية ورصانة فى الوقت نفسه الذى انتقد فيه نظام السادات باعتباره امتداداً للعيوب الجوهرية الكارثية نفسها للنظام الناصرى رغم أن الأول انفتاحى والثانى اشتراكى، ويكفى طريقة اختيار عبدالناصر للسادات كنائب رئيس جمهورية عندما اختاره عشوائياً ونسى يشيله بعدها، حسب رواية هيكل نفسه!

لم يقتنع فؤاد زكريا بأن هيكل كان خارج المنظومة الساداتية، وكان دائماً ينصح ولا يستمع السادات لنصائحه، ويؤكد أنه كان مشاركاً رئيسياً ومسؤولاً عضوياً عن فترة السادات الأولى كما كان مشاركاً لعبدالناصر، وقبل أن ينتقد هيكل، السادات، كان يجب عليه للتاريخ أن يعترف بهذه المشاركة، وهذا الخطأ ولا يبرره بقلة الحيلة والاكتفاء بالنصح والإرشاد.

لخص فؤاد زكريا فى نهاية كتابه المهم المنسى فلسفة هيكل فى ثلاث نقاط: الأولى «فى البدء كان النسيان»، وهو مبدأ يراهن على غباء الجماهير وضعف ذاكرتها، وهو رهان خاسر لأنهم يمتلكون أرشيفاً أخطر من أرشيف هيكل يوثقون فيه مواقفه من الاعتقالات أيام عبدالناصر ومساندته للسادات فى معركة مراكز القوى وغيرها من المواقف، والمبدأ الثانى «ديمقراطية أنا وحدى» التى يرفض فيها رقابة مقالاته فى الوقت نفسه الذى يؤيد أو على الأقل لا يهتم بالرقابة على مقالات زملائه من الصحفيين، والمبدأ الثالث هو «الوطنية والكفاح بأثر رجعى» وهو كفاح ارتضى بدور المحلل الاستراتيجى، وهو كفاح قليل التكلفة على من كان متفرجاً.. فما بالك بمن كان مشاركاً ومسؤولاً وقت الزلزال والطوفان، كفاح هو بمثابة استدعاء عربة المطافئ بعد حريق أكل الأخضر واليابس وجعل كل شىء رماداً

كتب خالد منتصر فى المصرى اليوم




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !