هل تعلم
الحيوان الذى يملك أكبر عدد أسنان هو التمساح وله 76 سنا
مع كل يوم سبت نفتح ملفا جديدا ونطرح قضية جديدة للمناقشة وهذا الاسبوع نتناول النظرة الاسلامية لمفهوم تناول الطعام فقد تناول الاسلام تلك الغريزة وهى غريزة الجوع والتى ككل الغرائز تحتاج للاشباع بصفة دائمة فدعونا نتناول هذا الاسبوع بشيىء من التفصيل فى
قضية للمناقشة
Case Of The Week
مفهوم تناول الطعام فى الاسلام
إن الإسلام وبما يمثله من رسالة عالمية شمولية جاءت لنظم حياة البشر قد احتوى على جملة من الأسس والمباديء العامة التي تنظم تعامل الإنسان مع الغذاء من حيث ترشيد النظرة إليه والدعوة إلى الاقتصاد وعدم الإسراف في تناوله والاعتدال فيه، إلى جانب الحث على ضمان جودته وسلامته وعدم الغش به.
ولم يقتصر دور الإسلام على ذلك، بل تعداه إلى تأسيس نظام صحي وغذائي يضمن تحقيق سلامة الإنسان وحفظ صحته. كما وجه إلى ضرورة تأمين احتياجات الإنسان منه، وهو ما عرف يما بعد بالأمن الغذائي. وقد تضمن صوم رمضان وما يرافقه من آداب وأحكام حفظ صحة الإنسان وإبعاده عنه السمنة وما تبعها من أمراض تهدد حياته وتعرضها للخطر.
وقد حفل القرآن الكريم والسنة النبوية بذكر العديد من الأغذية الطيبة النافعة ، بالاضافة إلى ذكر الأطعمة المحرمة الضارة التي أثبت العلم الحديث خطورتها وضررها على صحة الإنسان وسلامته.
وقد حظيت مسألة الرزق بتكفل الله تعالى بها، فالاستقرار والاطمئنان من أعظم نعم الله تعالى لا تتيسر إلا بالأمن الغذائي، وعدم تبذيره والإسراف فيه ، لأن الانحلال الخلقي يسبق الإنهيار الإقتصادي العلاقة بينهما تلازمية ، قال تعالى : { إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين}.
وللمسلم نظرة خاصة للغذاء ، فهو لا ينظر إليه كما ينظر إليه غيره من ناحية شهوانية أو دنيوية ، وإنما ينظر إليه على أساس تعبدي يعينه على عبادة ربه تعالى ، كما قال صلى الله عليه عليه وسلم " نحن قوم لا نكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع" ، فالمسلم ليس بالنهم ولا بالشهواني فالغذاء عامل مساعد على القيام بالواجبات واسداء الحقوق الى أهلها " وإن لبدنك عليك حقا".
وقدم الاسلام وحدد للمسلم مجموعة من الوصايا فى غير موضع من الكتاب والسنة ووضع فيها حدودا لتناول الطعام من حيث النوع (تحريم الميتة والدم ولحم الخنزير) والكيف ( ألا يكون نيئا أو مسفوكا ) والمصدر ( أن يكون من مالا حلالا طيبا ) والكم ( التوسط فى كميات الطعام والشراب ) ومن تلك الوصايا فى كل ذلك جمعنا مايلى ومع كل وصية من وصايا الاسلام وضعنا رأى الطب الحديث فيها :
أولاً: اغسل يديك قبله وبعده
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «البركة في الطعام غسل اليد قبله وبعده»
رأى الطب: غسل الأيدي من الميكروبات والجراثيم والفيروسات من المرضى وحاملي المرض والقاذورات
ثانيا : الجلوس معتدلاً
ـ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم «لا آكل متكئاً» وقال «بل آكل كما يأكل العبد، وأنا جالس كما يجلس العبد»
رأى الطب: الجلوس معتدلاً يسمح بانزلاق الطعام فالاتكاء يؤدي إلى دخول الطعام إلى القصبة الهوائية أو حتى تراجع الطعام إلى المريء كما أن الاتكاء يدعو إلى الاسترخاء فتطيل الجلوس والأكل ومن ذلك نرى أن العلم الحديث ينصح بعدم الجلوس أمام التلفاز عند الأكل
ثالثاً: النظر إلى الطعام
قال الله سبحانه وتعالى {فلينظر الإنسان إلى طعامه ……….}
ـ بمعنى انظر إلى ألوانه وطعمه وفوائده، فتحدث علاقة مع الأكل، وتتحسن العلاقة مع الله تبارك وتعالى فتعلوا الإيمانيات وتقل الشهوة ونأكل في معي واحد
رابعاً: سم الله سبحانه وتعالى وكل بيمينك وكل مما يليك
، قال الرسول صلى الله عليه وسلم «سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك»، وقال صلى الله عليه وسلم «إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه وليشرب بيمينه»، وهذا يورث الطمأنينة في النفس، وترتفع الإيمانيات، فبسم الله نأكل، لأن الله تبارك وتعالى هو خالق الأكل، وخالق الجهاز الهضمي، وواضع فيه القدرة على الهضم والامتصاص وتمثيل الغذاء، فمن الناس من يأكل ولا يستفيد مما يأكل، فلا يمتص وقد ينزل، وقد يترسب وقد يبقى ليضر، والتسمية والتيمن يؤدي إلى التقوى
خامساً: اشرب مصاً لاعباً
اشرب كوباً من الماء قبل الأكل، يحسن الهضم والامتصاص، ويملأ جزءاً من المعدة، وهذه آخر صيحة غذائية، توصية بكوب ماء، اشرب بطريقة المص، وعلى ثلاث مرات، ولا تشرب مرة واحدة فزمهم الله تبارك وتعالى وقال تعالى {فشاربون شرب الهيم} قال النبي صلى الله عليه وسلم «لا تشربوا واحدة كشرب البعير، ولكن اشربوا مثنى وثلاث، وسموا إذا أنتم شربتم، واحمدوا إذا أنتم فرغتم ، ثم بعد الارتواء تحمد الله تبارك وتعالى
ورأى الطب الحديث أنها دعوة للنظافة «مثل عدم التنفس في الماء».ـ والشرب مصاً يؤدي الى تنبيه المخ وإلى الارتواء (فهو أهنأ وأمرأ وأبرأ)، وغالى البعض فجعله (ريجيم الماء فقط)
سادساً: لاتكثر من الطعام الساخن
ـ رفع النبي صلى الله عليه وسلم يده من طعام ساخن، وقال: «إن الله عز وجل لم يطعمنا ناراً»، وقال لخولة «يا خولة لا نصبر على حر ولا برد»
رأى الطب الحديث : الطعام الساخن يهيج المعدة ويحرك عملية استقبال الطعام ،ويدفئ المعدة، وكل ذلك يشجع على الأكل عكس الطعام غير المسخن، فإنه يقفل مستقبلات المعدة، ويعوق الهضم، وإن كان شديد السخونة فإنه يؤذي المعدة بالقرح
ـ ملحوظة : النبي صلى الله عليه وسلم لم يحرم الطعام الساخن
سابعاً: لاتأكل لاهياً:
الطب الحديث: هذه الطريقة في الأكل بلا تركيز، كالذي يشاهد التلفاز ، تؤدي إلى كثرة الأكل ، لذا فيجب إطالة المضغ ( من 1 إلى 20) ليطحن جيداً ويختلط باللعاب، فتتحول المواد النشوية إلى سكرية، يسهل امتصاصها، وإلا فتنزل إلى المعدة غير مهضومة، فتؤدي إلى عسر هضم وغازات وانتفاخ القولون واضطرابه، ومكث الطعام في الفم يسهل امتصاص السكر، فيطمئن المخ، فيكف عن الجوع، وكذلك إذا نزل إلى المعدة، ولهذا نصح علماء اليوم بعدم الأكل في الاجتماعات، وأثناء مشاهدة التلفاز، وأثناء الأحاديث المهمة والصاخبة
ثامناً: لا تفرط في تنويع طعامك
ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يجمع في بطنه طعامين، فإنه إن أكل لحماً لم يزد عليه، وإن أكل تمراً لم يزد عليه، وإن أكل خبزاً كفا، وإن وجد لبناً دون خبز أغناه، وكره السلف ذلك التنوع، فلقد قال عمر غاضباً «أأدمان على مائدة أمير المؤمنين» وقال «أأدمان في إناء واحد لا أذوقه حتى ألقى الله »
رأى الطب: لأن تعدد الأنواع يساعد على كثرة الأكل، فهذا حلو وهذا مالح، وهذا فاتح للشهية، وهذا حار، وهذا حريف، وهذا مبرد.
الطب الحديث، المعدة تهضم كل نوع على حدة فإن الكربوهيدرات تهضم أولاً، ثم البروتينات، ثم الدهون، وكلما كانت الوجبة متجانسة كان أسهل» ومن أراد التنوع فلينوع في الوجبات
تاسعاً: كل ما تحب واترك ما لا تحب
ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاماً قط، إذا اشتهاه أكله وإن كرهه تركه، وقال عن الضب «لا آكله ولا أحرمه»، وهذا كان ديدن التابعين وتابعين التابعين، فالحسين بن علي كان يحب الفالوزج، وولده زين العابدين يحب الماء البارد
رأى الطب: كما قال حكماء الطب القدامى، النفس تختار ما يلائمها، فإذا قمعها الإنسان عاد على بدنه ضرر وفى ذلك عدة قواعد منها
قاعدة كل الطعام فيه فائدة عرفناها، أم لم نعرفها «الحبة السوداء، العسل والشاي الكرافس الثوم البصل الجزر والبقوليات السبانخ
ـ قاعدة ينفعك ما بأرضك
عاشراً: احمد الله تبارك وتعالى كثيراً
وفي سيرة الخلفاء الراشدين ، كان في قصة صاحبة اللبن التي أرادت أن تخلطه بالماء خير دليل على حرص المسلمين آنذاك على عدم الغش، إذ كافأ أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ابنة صاحبة اللبن على رفضها الغش بأن زوجها من أحد أبنائه ، وكان أن خرج من نسلهما خامس الخلفاء الراشدين عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه.
وإلى اللقاء غدا مع مقال جديد
وإلى أن نلتقى لكم منى أطيب تحية
محاسب / طارق الجيزاوى
الاسكندرية فى السبت 09 اكتوبر 2010ميلادية
سرتنا زيارتكم
مع ارق امنياتى واطيب تحياتى وارجو دوام التواصل على الماسنجر الشخصى للمدون
Tarek_Gizawy@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة للمدون طارق الجيزاوى®
عبر سلسلة مدونات طرقعات فجائية™ 2006 -2010
التعليقات (0)