فلسفة العلاقة الزوجية
في رؤية
،،
لو تزوجت امرأة رجلاً لا يسمع، وبما أنه لا يسمع إذن لا يتكلم؟
وهنا سوف يسأل الجميع: كيف سيكون الحب بينهما، أو كيف سيتبادلان العواطف من جميع الجوانب من خلال حياتهم الزوجية هذه؟
سوف نقول لهم: لو كان بينهما حب صادق وحقيقي، وخصوصاً عند هذه المرأة الزوجة؟ سوف تعمل وتقوم بسرد مشاعرها بإيحاء الإشارة، وإحساس اللمسة، وابتسامة النظرة الملفتة للانتباه ولكل المشاعر المكنونة والغير ظاهرة بكل إخلاص؟
وبالتالي سوف تعمل على إضافة كل حواسها الصادقة المعبرة عن حبها وارتباطها بهذا الزوج، بأن يكون عنده أحاسيس جديدة مضافة إليه من هذه المرأة المحبة له بوفاء، وبكل تأكيد هذا ما سيشعر به هذا الزوج ويمتلكه بنفس الوقت؟
،
لو تزوجت امرأة رجلاً لا يرى (أعمى)؟
هنا سوف تقوم هذه الزوجة، بسرد مشاعرها بإيحاء الكلمة، والهمسة واللمسة، وتضيف لدى هذا الزوج أن هناك مشاعر عميقة وكبيرة وموجودة، وأن هذه المشاعر غير مرتبطة فقط بإحساس النظرة وتعدد المعاني والإيحاءات؟
وبالتالي سوف يصل للزوج، مشاعر كبيرة من أحاسيس كثيرة مضافة لأحاسيسه الموجودة أصلا؟
،
لو تزوجت المرأة رجلاً معاقاً بإعاقة جسديه تخص تحديداً نصفه الأسفل؟
هنا سوف تكون هذه الزوجة، قد اقتربت أكثر من هذا الزوج، بإحساسها الحركي، وإيحاء العين وماذا تريد منه، وإحساس الهمسة والكلمة، في إيحاء المشاعر وعاطفة الحنان المرتبطة بكل شيء وبكل الحواس، وخصوصاً إحساسها بأنوثتها، وإحساسها برجولة هذا الزوج المعاق؟
،
لكن لو اختلفت الصورة وابتعدت أكثر، ووجدنا أن هناك رجلاً قد تزوج بامرأة معاقة إعاقة كاملة بجسدها، وبنفس الوقت كانت لا تسمع ولا تتكلم، وعمياء؟
هنا سوف نجد هذا الزوج إنسانا بكل تأكيد مع زوجته وحبيبته، وبنفس الوقت سوف يكون معها بكل ما تحتاجه من عاطفة وحنان ورعاية وحب وإنسانية؟ كيف؟
وقبل أن أقول كيف سيكون معها؟ هناك ومنكم الكثير سوف يسأل: كيف سيكون معها أيضاً بكل شيء؟ وهل سيكون معها من خلال باب الشفقة والرحمة أم من أي باب سيكون؟
هنا سوف أقول لهم وبإصرار: لا وألف لا ... لباب وعلاقة الشفقة؟
لأن هذا الرجل هو إنسانا بالبداية والنهاية، وكما هي طبيعة هذه الحياة؟ قبل أن يكون زوجاً وحبيباً لها، وقبل أن يكون رفيقاً لهذه الزوجة المعاقة الصماء البكماء الخرساء؟
لهذا سوف يكون هذا الزوج متعايشاً معها بإحساس كبير وعميق يتخلله إخلاص ووفاء، مستخدماً حاسة اللمس بعلاقته معها والدائمة؟ كيف؟
سوف يقول لها كم أنا أحبك: حين يلمس بيديه شفتيها ويهمس بظهر يده على خدها الطيب؟
ويقول لها كم هو مشتاق لها: حين يضع رأسه على صدرها، ويضع يده على يدها، بلمسة حنان وحب وشوق كبير؟
ويقول لها كم هو رجلاً وزوجاً: حين يحافظ عليها ويحميها ويرعاها كما يجب، وأيضاً حين يتحسس رأسها ويغمس أصابع يديه في خُصلة شعرها المفرودة على وسادتهما الوحيدة؟
وكم هو زوجاً عاشقاً لها: حين يظهر حبه لها، وكيف يتلذذ بحبها وتدليلها، وكيف يطعمها ويشربها من يديه؟
وكم هو رجلاً نبيلاً وحافظاً لها ولحقوقها: حين يغسل قدميها، وجسدها كله بيديه الحانية؟
وكم هو رجلاً وزوجاً صالحا: حين ينام عندها ومعها وقربها كل ليلة وكل يوم، ويثبت لها أن لا وجود لأي إعاقة تفصل بينهما، أو تبعد حبيبته عنه مهما كانت قاسية أو مؤلمة؟ لأن الحب بينهما أكبر من أي إعاقة ونظرة عين، وكلمة حب، وهمسة غزل؟
،
بالنهاية: الحب حياة لا يفهمها إلا من أراد أن يعيش بحقيقة الصدق والواقع، لا أن يمضي عمره بالأحلام والخيال ..
،،
هذا الموضوع . . شيء حقيقي في فلسفة الرؤية للحياة والواقع . .
قلم رصاص:
ياسر حمّاد
التعليقات (0)