مواضيع اليوم

فلسفة العدالة في عصر العولمة -

إبراهيم قعدوني

2009-06-15 09:52:56

0

 

مروة كريدية – إيلاف:

في عصر أمسى فيه العنف "ممنطقًا " و معقلنًا " ، وفي وقت أصبحت فيه لغة العنف هي السائدة بالمجتمعات البشرية ، نجد أنفسنا مطالبين بالاستنارة المعرفية للاضفاء على الوجود معنى واستراتيجية فاعلة من أجل العدالة ، و مع بروز مفهوم الدولة المدنية الحديثة والتضييق في الحريات والاستبداد، يبقى موضوع العدل من المواضيع الأساسية المطروحة أمام مفكرينا وفلاسفتنا وحركاتنا الاجتماعية والسياسية على حد سواء .

وفي رؤية توقظ الاستنارة الأخلاقية وتدفع بنا الى التحول بالقوة وايقاظها للعمل الحق يطل كتاب "فلسفة العدالة في عصر العولمة " للاستاذ بومدين بوزيد ليطرح العدل كضرورة دائمة للبحث ولإعادة البحث في مفاهيمه ومضامينه طالما أن المجتمعات في حركة دائمة، تتطور أشكالها بتطور العلوم والتقنيات الإنسانية. ويرى بعض الفلاسفة انطلاقا من هذه الضرورة، أن هذا القرن بالذات هو "قرن الفلسفة السياسية والأخلاقية".

فهل تتحقق العدالة بالعنف ؟ او هل تتحق العدالة بأساليب غير عادلة؟ أسئلة كثيرة ربما تطال الانسان في وجوده وكينونته يحاول الكاتب الاجابة عنها منطلقًا من التراث ومحاولا ان يعبر التاريخ ليؤصل العدالة كمفهوم ، فلدى المفكر العربي في هذا الموضوع- كما يقول - تراثا من البحوث والدراسات، فـ "في عالمنا العربي - الإسلامي نجد أن العدل، سواء بمضامينه الأخلاقية والدينية أو السياسية والاجتماعية يشكّل رأس القيم بل جوهرها.."، وقد تناولته بعض الفرق الإسلامية كالمعتزلة، وتناوله ابن خلدون، والفارابي وابن رشد وغيرهم. كما أنه لا بد من الاطلاع على مضامين أخرى فلسفية وفكرية غربية تتناول العدل"، و"الاستفادة من "نظرية العدل" للفيلسوف الأميركي جون راولز"، والرجوع إلى آراء أفلاطون وأرسطو، وكانط وفلاسفة "الأنوار".

يحتوي الكتاب على مقالات لثلاثة عشرة أستاذا وباحثا من قسم الفلسفة في جامعة وهران، تتحدث عن "رؤى فكرية ونظرية لقضايانا العربية والإسلامية اليوم، مع التركيز أيضا على فهم فلسفات العدالة"، وتتطرق إلى المواضيع التالية: "سؤال العدالة وحفريات المفهوم" ويبحث في تطور مفاهيم العدالة عبر التاريخ وفي طرق ممارستها. و"الأخلاق وثلاثية العدل الذهبية عند بول ريكور" الذي يلخص العدالة بـ "العيش الجيد مع الآخرين ولأجلهم في مؤسسات عادلة". و"العدالة في فلسفة أفلاطون بين المفهوم الأخلاقي والمفهوم السياسي"، ويبحث في تداخل هذين المفهومين. و"عدالة الدولة عند أفلاطون" الذي يرى "أن السياسة تعني العدالة في المدينة، كما أن الفضيلة تعني العدالة عند الفرد".
و"الفارابي ومسألة العدالة" في تصوره للمدينة الفاضلة. و"العدالة في الفلسفة الإسلامية"، لأن العدل "مبدأ من المبادئ الأساسية في الإسلام وهو فضيلة باعتبار مقابلته لرذيلة الظلم". و"نظرية العدالة عند جون راولز "الذي يناقض الفلسفة النفعية، ويقترح مذهبا "يكون فيه التعاون الاجتماعي في الدرجة الأولى". و"إشكالية العدالة في فلسفة تشومسكي" الذي "يرى أن تحقيق العدالة تبدأ من القضاء على الظلم وممارسته". و"إشكالية العدالة البراغماتية الجديدة بين لهث الخطاب وتلفظات الواقع". و"العالم العربي وأزمة خطاب عولمة القيم بين إفرازات الأحادية الليبرالية واستشراف قيم "ما بعد النهايات".

و"نحو مفهوم سلعي للعدالة وهي دراسة في طرق الفصل في المنازعات الاقتصادية الدولية في ظل العولمة واقتصاد السوق". و"دول العالم الثالث هاجس الاستقرار الداخلي ومستقبل الحريات الفردية". و"العدالة الاجتماعية في الجزائر: من العدالة السياسية إلى العدالة بالعنف".

http://www.elaph.com/Web/Knowledge/2009/6/450240.htm





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !