فلسفة الإرشاد الوجودي او العلاج بالمعنى
فيكتور فرانكل
فرانكل ولد عام 1950 زعيم المدرسة النمساوية الثالثة بعد فرويد وادلر في العلاج النفسي نشا في فينا وحصل على الدرجة الطبية (1930) ثم على درجة الدكتوراه أصبحت أطروحته فيما بعد نظريته و اشرف على تأسيس مكاتب التوجيه والإرشاد وأصبح رئيسا لها عمل أخصائي في الطب النفسي استنتج نظريته من تجاربه الشخصية والآلام التي عاشها في معتقلات النازية بعد قتل عائلته في معسكرات وافران الغاز النازية عانى من التهميش لمدة ثلاث سنوات وكل هذا ساعد في إشعال الشرارة المحفزة لنظريته :ألف فرانكل العديد من الكتب ترجم بعضها الى لغات عديدة . ومن اشهر مؤلفاته بحث الانسان عن المعنى ,والارادة الى المعنى
مفاهيم النظرية :
1- الألم
يعتقد فكتور فرانكل اذا كان هناك معنى للحياة فان هناك معنى للمعانات والألم جزء لا يمكن ان يتجزأ من الحياة ومن غير الآلام لا يمكن للحياة ان تكتمل والألم بنفس قوة الموت والاثنان مكملات للحيات ولكي يتحقق معنى الحياة لابد للإنسان ان ينظر الى مستقبله نظرة تفاؤلية فإذا كان هناك سؤال ماذا تتوقع من الحياة يجب ان يصاغ بطريقة اخرى وهو ماذا توقعت منك الحياة وما قدمت انت للحياة .
ويؤكد ان فقد ثقة الإنسان بنفسه وبالآخرين يؤدي الى سلوك فاقدا لإرادة الحياة او سلوك بلا هدف بعيدا عن المواصلة والتواصل مع حياة افضل ولا يكون لوجوده اهمية تستحق . وعندما يكون للفرد هدف يسعى إليه في هذه الحياة .بصبح مستقبل الفرد متفائلا بتخطي الماضي بما فيه من الالام وهموم .
2- الحب :
اما الحب في النظرية هو أعلى وأقصى هدف للكائنات الحية وهو الهدف الأقصى للوجود وخلاص الإنسان من كل الآلام النفسية والبدنية بذلك الحب الإنساني .
بالحب يتحول الألم الى أمل ففي الحب طموح غائي يجب ان يسعى اليه كل إنسان في عمق كل أزمة وان الفكر والشعر من أساليب التعبيرعن الحب .
3- الفرد: يعده فرانكل وحدة ذات عديد من المظاهر النفسي والبدن والعقلي والروحي وللفرد ثلاث خصائص هي: الروح والحرية والمسؤولية :
أ- الروح :
تعد الجانب الاسمى في الفرد تميز الانسان من الحيوان وهي اصل كل وعي وليست محكومة بالغرائز كما يصور فرويد الذات ومن الروح يشتق الوعي والحب والضمير الاخلاقي .
ب -الحرية تعبر عن مواجهة الغرائز والميل والبيئة .
ج -المسؤولية :
للفرد مسؤولية امام ضميره وامام الله ووظيفة الارشاد في هذا الجزء من النظرية يحاول ان يجعل المسترشد واعيا بمسؤوليته ويترك له الاختيار ويساعده على فهم نفسه كمسؤول .
4-الموت من المفاهيم المهمة في النظرية وهو نهاية الحياة الفعلي او انتهاء الامكانيات وانتهاء معنى الحياة
لابد ان يقع الموت على الانسان وهي حقيقة لاغبار عليها والجهل المطلق في زمان وقوعه يسبب القلق والتفكير وهذا ما تعده النظرية سلبيا وعلى الفرد ان يشغل نفسه بالحياة بعيدا عن التفكير بالموت وذلك كفيل بقهر الموت فعلى الانسان ان يتعلم الى حد الموت مستفيدا من خبرات الماضي التي عاشها في رسم طبيعة مستقبله واهدافه وطموحه . ويحاول الابتعاد عن تكرار الاخطاء التي وقع فيها سابقا .
5- الدافع :
هو المعنى في تحقيق معنى الحياة وهو اهم ظاهرة انسانية لان الحيوانات بالتاكيد لاتقلق على اي معنى لوجودها . فكلما كان دافع قويا كانت للحياة وللوجود معنى واضحا .
اساليب الارشاد الوجودي :
القصة الرمزية :
التي يروي فيها المرشد قصة لها معنى حقيقي وتكون حلال للمشكلة وعادة المرشد الذي يتمتع بذكاء عالي يكون اكثر تاثيرا في المسترشد او صاحب المشكلة ويكون اختياره للقصة اختيار مناسب .
تعميق فكرة الموت:
تعميق فكرة ان الموت الحقيقة المطلقة ثم يشجع المرشد صاحب المشكلة ان يسال نفسه انا الان حي وغدا اموت وبين هذا وذاك ماهو المطلوب مني ؟
والجواب يكون ان اعيش حتى الموت واكون منتج وعاملا واموت منتجا خير من اموت كسولا .
المسرحيات النفسية :
تقوم على اساس تخيل الماضي بهدف تعزيز الاحساس بالمسؤولية نحو الوجود الشخصي ثم يحكي كل شخص من الفريق قصته على شكل حوار مع الاخرين .
الشبكة العلاجية :
وهو اشراك الاهل والاحبة والاصدقاء والمقربين في جمع المعلومات الكافية عن مشكلة المسترشد ويساعدوا في حلها .
التركيز :
مساعدة صاحب المشكلة على هدف معين في الحياة واستحضار امكانيات الجسد ويكون ذلك عن طريق التخيل .
نقد النظرية :
ليس هناك نظرية في تعديل السلوك نظرية متكاملة وليس هناك نظرية تخلو من النقد من معارضيها او حتى من مؤيديها لانهم لايؤيدون كل ما جاء بالنظرية .
الاطار النظري للنظرية فلسفي اكثر مما هو واقعي نفسي سلوكي.
النظرية تطالب الفرد ان يكبت مشاعره في القبول والرفض .
تحتاج الى مرشد ذكي وله خبرة في مجال الارشاد الوجودي او الارشاد بالمعنى .
المصادر :
باترسون ,س,ه نظريات الارشاد والعلاج النفسي ترجمة حامد عبد العزيز الفقي دار القلم الكويت .
فرانكل فكتور الانسان يبحث عن المعنى ترجمت طلعت منصور ,الكويت
التعليقات (0)