التهديدات الإسرائيلية مستمرة على فلسطين:
في ظلّ المخاوف من عدوان إسرائيلي جديد على قطاع غزة ، خاصة وان هناك توقعات إسرائيلية حسبما نشره موقع "ويكيليكس" بـ"عدم صمود" الرئيس الفلسطيني محمود عباس سياسياً في السلطة لعام 2011، تواصل إسرائيل محاولاتها العدوانية للقضاء على حركة المقاومة الإسلامية في غزة ،حيث استأنفت إسرائيل أخيرا قصف قطاع غزة، وذلك مساء الثلاثاء 21 -12-2010 بشن نحو 8 غارات في أقل من 24 ساعة.
يأتي ذلك القصف في ظل تهديد رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الصهيوني شاؤول موفاز، بشن عدوان واسع على قطاع غزة، إذا استمرت فصائل المقاومة الفلسطينية في إطلاق الصورايخ على أهداف صهيونية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1948.
بالمقابل فقد أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الأربعاء 22-12-2010 أن أي "عدوان إسرائيلي على قطاع غزة سيضع العملية السلمية برمتها في خطر حقيقي وسيؤدي إلى انهيار كافة الجهود الدولية الرامية إلى إنقاذ عملية السلام" وفق ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية .
إسرائيل المعتدية تشتكي للأمم المتحدة :
لقد قدمت إسرائيل المحتلة للأراضي الفلسطينية شكوى إلى الأمم المتحدة الأربعاء 22-12-2010 حول استمرار إطلاق القذائف الصاروخية وقذائف الهاون من قطاع غزة على أراضي النقب، وحمّلت إسرائيل حركة حماس المسؤولية عن إطلاق هذه القذائف، وقالت أنها بذلك تنتهك القانون الدولي. حسب ما ذكرت وكالة (أ.ف.ب) .
ودعت الرسالة التي بعثها القائم بأعمال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة (ميرون رؤوفين) إلى أمين عام المنظمة الدولية بان كي مون، إلى توجيه رسالة واضحة تؤكد رفضه لهذه الاعتداءات، محذراً فيها من أن إسرائيل ستواصل ممارسة حقها في الدفاع عن النفس !
وجاء الرد الاممي متحيزا كالعادة لإسرائيل المحتلة ضد الشعب الفلسطيني المظلوم والمسلوبة أراضيه ، حيث نددت الأمم المتحدة أخيرا وبشدة !! بأن الهجمات الصاروخية من غزة على إسرائيل والتي تصاعدت في الأيام الأخيرة تمثل "انتهاكا واضحا للقانون الإنساني الدولي" وتعرض للخطر حياة المدنيين، وفق ما ذكرت وكالة رويترز.
الهوة تزداد اتساعا بين فتح وحماس :
على إثر حملة الاعتقالات التي تطال أنصار حماس، أفاد المركز الفلسطيني للإعلام اخيرا أن:"ميليشيا عباس واصلت حملتها المستمرة والمتواصلة على أبناء ومناصري حماس في جميع محافظات الضفة، حيث اختطفت 5 منهم في محافظتي الخليل ونابلس"، وفي خطوة لمواجهة هذه الحملة، دعت حركة حماس كافة عناصرها في الضفة الغربية إلى المواجهة وعدم الاستسلام لميليشيا حركة فتح.
يأتي ذلك في وقت يدخل فيه الإضراب المفتوح عن الطعام لعدد من عناصر حركة حماس في سجون الضفة الغربة أسبوعه الرابع. وفي هذا السياق، قال النائب الإسلامي في المجلس التشريعي عمر عبد الرازق إن هناك "خشية حقيقية على حياة المختطفين السياسيين المضربين عن الطعام" على حد ما نقلت عنه شبكة (سي أن أن)يوم الثلثاء 21-12-2010 .
ورأى عبد الرازق إن رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، "عليه أن يتحمل مسؤولية، وكذلك قادة فتح وقادة السلطة في رام الله، لوقف هذه المأساة ووضع حد لها،" مشدداً على أن حياة هؤلاء الناس "في رقاب الجميع".
في المقابل وصف المتحدث باسم حركة فتح أحمد عساف اتهام حماس لفتح بعرقلة جهود المصالحة بأنه "كلام فارغ". واتهم حماس بافتعال الأزمات كلما اقترب الطرفان من عقد جولة جديدة من الحوار لأجل المصالحة، وفق ما نقل موقع "الجزيرة.نت" الأربعاء 22 ديسمبر. كما نقلت وكالة (يو بي أي) الثلاثاء 21 ديسمبر عن مصدر فلسطيني فضل عدم ذكر اسمه، إن فتح أبلغت حماس برغبتها بأن تكون جلسة الحوار المقبلة بعد منتصف الشهر الحالي، "ولكن حتى الآن لم يتم تحديد موعد لهذه الجلسة".
وعلى مستوى الخيار الاستراتيجي لحل القضية الفلسطينية فان هناك تباعد بين السلطة الفلسطينية المنتمية لحركة فتح الداعية إلى المفاوضات السلمية المشروطة بوقف الاستيطان، بينما حماس تتشبث بعدم الاعتراف بإسرائيل وتدعو إلى المقاومة ، وفي هذا السياق انتقد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل "موقف سلطة أوسلو ورفاقها التي لا تعبر عن إرادة الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج"، وأكد أن "غالبية الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج وغالبية قواه تؤمن بأن إسرائيل لا شرعية لها وأن خيار تحرير الشعب الفلسطيني هو المقاومة والجهاد".
وعلى طريق المساعي الإسرائيلية للقضاء على سلطة حماس في القطاع، كان موقع "ويكيليكس" قد كشف أن رئيس الأمن الداخلي الإسرائيلي يوفال ديسكن اعترف بأن جهازه تعاون بشكل وثيق مع الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية، في محاولة للقضاء على كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحماس- خلال معارك 2007 بين الأخيرة وحركة التحرير الوطني "فتح" بقطاع غزة. وفق ما جاء على موقع "العربية.نت" الثلاثاء 21-12-2010.
وأضاف ديسكن وفقاً لوثيقة أخرى أرسلت بتاريخ 13 حزيران 2007 أن الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية تطلع إسرائيل تقريباً على "كل المعلومات الاستخبارية التي يتم جمعها". ونسبت الوثيقة إلى المسؤول الإسرائيلي وصفه مسؤولي السلطة الفلسطينية بأنهم "يدركون أن أمن إسرائيل أمر محوري لبقائهم في الصراع مع حماس في الضفة الغربية". وقال رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "إنهم يقتربون من وضع لا يمكن الفوز فيه، ومع ذلك يطلبون منا مهاجمة حماس.. هذا تطور جديد لم نر هذا من قبل.. إنهم يائسون".
التعليقات (0)