بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نستكمل معا باذن الله .
إذا لكي يحقق تيودور هرتزل هدفهم يجب أن تكون لديهم علاقة دولية كبيرة مع أقطاب العالم حتى يكون هنالك تحالفا لأن اليهود مشتتون و أقلية ..
فكر في التفاوض مع بعض الدول
حاول مقابلة القيصر الألماني في بلده لكنه لم يستطع ذلك فانتظره إلى أن أتى زيارة إلى فلسطين ، سافر إليه وعرض عليه فكرة وطن قومي لليهود داخل فلسطين وعلى أن تكون ألمانيا بعد ذلك راعية للمصالح و الشؤون اليهودية .
القيصر رفض أولا لأنه كانت تربطه علاقة جيدة مع السلطان عبد الحميد الثاني ثم إنه كان يخشى من تغلغل اليهود داخل المجتمع الألماني .
لم ييأس تيودور هرتزل فلجأ إلى روسيا لأنها بالإضافة كونها دولة قوية فإنها تضم عدة ملايين من اليهود داخل أرضها بحيث من السهل أن يكوّنوا نواة لإنشاء دولة كاملة لليهود داخل أرض فلسطين ، إلتقى بوزير المالية الروسي ويث لكن بما أن الروس نظامها ارثودوكسي فإنه لم يقبل عرض هرتزل ، هنا طلب هذا الأخير من الوزير أن يسلمه اليهود بناء على كراهية الروس لهم فهو يريد تخليصه ودولته روسيا من كل اليهود بحيث تفتح الدولة الروسية باب الهجرة لهم و تضغط على السلطان عبد الحميد الثاني لقبولهم لديه !!
ولنتذكر إخواني الكرام موقف السلطان عبد الحميد الثاني من دخول اليهود أرض فلسطين فهو يرفض رفضا تاما هذا الأمر .
هنا كانت المفاجأة في رد وزير المالية حين قال أنه ليس لديه استعدادا لمطلب هرتزل لكنه ممكن أن يتخلص من اليهود ولكن بإلقائهم في البحر .
حاول تيودور هرتزل أن يشحن الوزير بقوله " أترضى أن يكون قبر المسيح في أيدي الأتراك المسلمين؟
أجابه أن هذا افضل من أن يكون بأيدي اليهود المبدلين و المغيرين : الأمة الملعونة .
خرج هرتزل من هذا المجلس وفي نيته إسقاط النظام و الحكم الروسي .
زار إنجلترا فوجد استقبالا حافلا وقبلت هذه الأخيرة عرضه بإقامة وطن قومي لليهود داخل أرض فلسطين لينزل المسيح عليه السلام ـ حسب معتقدهم البروتستانتي ـ
وبالإضافة إلى هذا البعد الديني الذي من خلاله قبلت إنجلترا طلب هرتزل هناك بعدا اقتصاديا فاليهود لديهم بنكا ضخما بحيث ممكن مساعدة الحكومة الإنجليزية في الأزمات كما فعلوا بالنسبة لشراء أسهم السويس وغيرها..
وإنجلترا يا إخواني بعد هذا ساعدت اليهود وهذا ما سنراه باذن الله لاحقا سواء في وعد بلفور أو في فلسطين وغير ذلك ..
ولأن مستعمرات الإنجليز في الهند بعيدة فبدل أن يمروا إليها عبر رأس الرجاء الصالح أو عبر قناة السويس ستكون فلسطين معبرا لهم ولأنها أيضا مركزا متوسطا ثم إنهم بهذا سيضربون عمق الخلافة العثمانية وبذلك سيكون انتصارا لهم .
هنا ذهب تيودور هرتزل للسلطان عبد الحميد وجعل أحد وزراء الدولة العثمانية وسيطا بينهما وذلك لشراء أرض فلسطين ،في هذا الوقت كانت الخلافة العثمانية قد خرجت مهزومة من حربها مع اليونان وخزانتها المالية فارغة .
عرض هرتزل على السلطان عبد الحميد عملية تجارية :
أولا : 150 مليون ليرة ذهبية لجيب السلطان الخاص بمعنى رشوة .
ثانيا : سداد جميع ديون الدولة العثمانية .
ثالثا : بناء أسطول جديد للدولة العثمانية بتكلفة 120 مليون ليرة .
رابعا : قرض بدون فوائد للدولة العثمانية قدره 35 مليون ليرة لإنعاش الخزانة العثمانية .
خامسا : بناء جامعة عثمانية إسلامية في القدس .
هذا مقابل أمرين :
أولا : السماح لليهود بالهجرة إلى فلسطين .
ثانيا : بناء مستعمرة صغيرة لليهود في شمال القدس .
إذا فهو عرض كبير جدا ..
ماذا سيكون رد فعل السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله عند سماعه هذه العروض المغرية ؟!
هذا ما سنراه في لقائنا المقبل بإذن الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
التعليقات (0)