هكذا ومع توالي الايام تزداد القضية الفلسطينية تعقيدا فمن خلال المفاوضات السارية بين فتح و حماس و من خلال الاستيطان الذي لم يتوقف يتضح أننا في إتجاه جديد سلكته هذه القضية و ان مواجهة هذا المسار يجب أن لا تكون على الطريقة التقليدية بقدر مل يجب أن تكون أكثر قوة و صلابة .
فلا محيد عن كون فصائل المقاومة شكلت رادعا مهما للكيان الصهيوني و مخططاته الرامية إلى تهويد القدس لذلك يجب عليها وضع استراتيجية معمقة من أجل الدفع بالقضية إلى الامام خصوصا و أن أطراف المعادلة اتضحوا و أن الخونة أصبحوا معروفين اكثر من العدو.
ولا ريب أن أولى الخطوات التي يجب على الفصائل الفلسطينية بمختلف توجهاتها أن تسلكها تكمن في الضغط من أجل رفع الحصار على قطاع غزة و هذا لن يتأتى إلى بضغط قوي و حشد جماهيري كبير في مختلف الدول كذا الضغط من خلال إطلاق الصواريخ و عدم الابقاء على الوضع كما هو لان الجمود يخدم مصلحة الكيان الصهيوني ليس إلا.
كما انه يجب الدفع بقوة من اجل إعادة إعمار غزة و قطع اليد على كل من يريد إستغلال هذا الاخير سياسيا أو فرض أجندات خارجية على القضية الفلسطينة.
أما السياسة الاعلامية الحالية لفصائل المقاومة فيجب ان تهدف بالاساس إلى فضح التيار الخائن داخل حركة فتح و إخراجهم من اللعبة السياسية من اجل بناء سليم لمنظمة التحرير الفلسطينية تتكون قياداتها من مختلف التوجهات داخل الجسد الفلسطيني .
إن القضاء على الشرذمة الخائنة يمهد للخطوة الرابعة و هي وقف التنسيق الامني و بناء جهاز امني يحمي الشعب و المقاومة و بالتالي تغير المعادلة إلى اصعب من الوضع الحالي في غزة.
يجب ايضا على الفصائل تعزيز وجودها المسلح من داخل الاراضي الفلسطينية و تطوير معدات هذه الاخيرة لان المواجهة اصبحت تنتقل من اسوأ إلى اسوا و كلما شعر العدو بقوة خصمه إلا زادته تغطرسا و خوفا و استعمالا لاسلحة لم يستعملها من قبل ودمارا على دمار ليظهر و جهه الحقيقي من خلال جرائمه.
لا يجدر بنا ان ننسى المعركة الاخيرة في غزة حيث أثبتت المقاومة قدرتها على الصمود و بالتالي صمود طريق المقاومة المسلحة إلا ان هذا الاخير سياسيا كسب تعاطف الشعوب لكنه عقد المهمة السياسية حيث مدد للخائن عباس و مدد لحكومته لتمرير قرارات تهدف بالاساس إلى ضرب المقاومة و المتعاطفين معها وإسكات الشعب المغتصب في ارضه.
الخيانة أكبر مشكل تعاني منه القضية لذلك فإن أي استراتيجية تتخذها المقاومة يجب ان تتخذ بعين الاعتبار التيار الخائن و الدعم الذي يتلقاه من جهات تريد طمس معالم القضية الفلسطينية و يجب على كل الفصائل أن تكون حاضرة بقوة في جميع الخطوات التي تحدد مصير الامة..
محمد الشبراوي
Chebraoui.minbare@gmail.com
التعليقات (0)