مواضيع اليوم

فلسطين والعسكر والاخوان المسلمون

mos sam

2012-03-13 16:56:59

0


 . هذه العلاقة نشأت منذ إنشاء دولة إسرائيل على أرض فلسطين العربية الاسلامية سنة 1948 وقد بدأت قوية في الأربعينات والخمسينات ، وكانت لها الأولوية في سياسات الحكومات العربية  وأخذت هذه العلاقة تضعف بعد هزيمة العرب سنة 1967  حتى همشت بعد حرب 1973 حرب الأنتصار والهزيمة .  والأن لم نعد نسمع عنها في تصريحات المسئولين العرب وبرامج الحكومات العربية الرسمية إلا ناذرا ، وتركت القضية الفلسطنية  الأن لشعبها الفلسطيني المحتل المستضعف  يقاوم الاضطهاد وتأكل أرضه والموت البطئ أمام سمع وبصر العرب والمسلمين والعالم أجمع .
  لقد كافحت الشعوب العربية الأستعمار الغربي منذ الحرب العالمية الأولى  ونادوا من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب  باالحرية والاستقلال والوحدة العربية  وبعد الحرب العالمية الثانية تحقق إستقلال الدول العربية وسلمت فلسطين العربية الأسلامية  لليهود سنة 1948  تكفيرا عن صمت العالم أمام  جرائم الحكم النازي العنصري . وتحرك العرب لأكمال مشوار التحريرللأرض الفلسطنية العربية الأسلامية ، فقامت الدول  العربية  المستقلة أنذاك ومعها جاء المتطوعون من كل البلاد العربية  بغزو فلسطين وسط تهليل وتكبير الشعوب العربية والأسلامية . ولكن الجيوش العربية هزمت وعجزت أمام عصابات البهود المسلحة والمدربة . وكان طبيعيا أن تتور الشعوب العربية ضد حكامها الملوك والساسة التقليديين لعجزهم عن تحرير فلسطبن  ووجد العسكر في البلاد العربية  فرصة للانقضاض على الحكم وتولي السلطة  مدعين  بفشل الساسة العرب  معربين عن عزمهم  تنفيذ الواجب المقدس وهو تحرير فلسطبن العربية  بين تهليل وتكبير الشعوب العربية والأسلامية . وفي نفس الوقت تحرك الأخوان المسلمين ونادوا بالدعوة ألى الرجوع إلى الأسلام والشريعة الأسلامية والجهاد في سبيل الله لتحرير فلسطين ، وقد وجدوا قبولا لدى الشعوب العربية   التي ساعدت  العسكر للتخلص من الأنظمة الملكية والأنظمة القديمة والساسة التقليديين  .  ولكن العسكر رغم إستفادتهم من الاخوان المسلمين في هزيمة الانظمة القديمة إلا  أنهم وضعوهم تحت الرقابة وحجموا نفوذهم فمنعوهم من إنشاء الأحزاب السياسية وتولي الحكم لكنهم سمحوا لهم بالنشاط الأنساني والأجتماعي الذي لجا إليه الاخوان المسلمين بعد حرمانهم من النشاط السياسي . ولهذا إستمرت علاقتهم الودية مع الشعوب العربية التي تعطف عليهم وتأييدهم . وأستمر العسكر في حكم البلاد العربية ونسوا الهدف  الذي جاءوا من أجله إلى الحكم وهو تحرير فلسطين  . وقد حاول العسكر خوض حروب مع إسرائيل لتبرير إستيلائهم على السلطة لكن فشلهم دفعهم إلى بسط سلطاتهم على الشعوب بالقوة وفرض الحكم الدكتاتوري وتفرغوا لخدمة مصالحهم الشخصية . فعم الفساد والهوان للشعوب العربية فتحركت على حين غرة وبعد سبات طويل  في ثورات الربيع العربي في أوائل سنة 2011 وقضت على بعض أصنام العسكر الدكتاتورية في مصر وتونس وليبيا حتى الأن  . وهنا وجد الأخوان المسلمون الفرصة من جديد للمشاركة وطرح أنفسهم كبديل للعسكر والساسة التقليديين وأنظمة الحكم الدكتاتورية خاصة أن الشعوب العربية المسلمة لا زالت تعطف عليهم وتأيدهم  ووجدت  فيهم البديل للعسكر لتحقيق أمل العرب وهو تحرير فلسطين والقضاء على الدكتاتورية والفساد . فالاخوان المسلمين ينادون بالعودة الى مبادئ الأسلام و الرامية إلى تحرير أرض الأسلام وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ،
ولهذا فهم أولى من تولي الحكم بدلا من السياسيين  والعسكر . وقد تم هذا فعلا في تونس ومصر. هذا التحول الجديد وضع الاخوان المسلمين أمام  مسئوليات كبيرة وخيارات صعبة . فتحرير أرض الأسلام واعلان الجهاد ومحاربة المعتدين على المسلمين لها الأسبقية في تعاليم الأسلام على تطبيق الشريعة ومحاربة الفساد  ولهذا فأن اول ما تتوقعه الشعوب العربية منهم هو تحرير الارض المحتلة في فلسطين على الأقل كخطوة اولى لتحرير فلسطين بالكامل .  لكن الأخوان المسلمين بعد وصولهم للسلطة يحاولون أن يتنصلوا من هذه المسئولية فلم يشملوا تحرير فلسطين في برامجهم السياسية  للحكم بل حتى تطبيق الشريعة الأسلامية  والحدود حاولوا الألتفاف عليها و ليبراليتها . فقد إستمعت إلى مقابلة لمراسل الأذاعة البريطانية مع مسئول من الأخوان المسلمين  في الأسبوع الماضي وكان رده على سؤال الصحفي بشان مستقبل السياحة  وتطبيق الحدود الأسلامية  بجواب غريب يرسم سياسة الأخوان الجديدة في الحكم بقوله أن تطبيق الشريعة الاسلامية والحدود لا يمكن أن يتم الأ إذا تم تطهير المجتمعات الأسلامية  من الفساد والجهل والمرض  وعند ئد يمكن تطبيق الشريعة الأسلامية لأنه لم يعد هناك عذر لارتكاب الاجرام لان كل المسلمين  يتمتعون بالتعليم والصحة والحياة الكريمة. اي بمعنى أخر ان سياسة الاخوان المسلمين لن تختلف عن سياسة اي حكومة ليبيرالية  وهي القضاء على المرض والجهل والفساد الذي لن يتحقق في حياة الانسان الدنيوية . اما سياستهم نحو فلسطين  فكان رد المسئول الأخواني فتتمثل في إحترام إتفاقيات مصر  الدولية مع أسرائيل . فكانك يا عمرو لا رحنا ولا جينا . وهذا ما كان ينادي به مبارك وكل الدكتاتوريين العرب . فلماذا إذ ا الأصرار على إنتخاب الاخوان المسلمين للسلطة اليوم .  لا شك لكل محلل سياسي أن الوقت سيحين لتعرض الأخوان المسلمين لغضب الشعوب العربية والثورة عليهم  لعجزهم عم تنفيذ احلام ومطالب الشعوب العربية كما تم مع السياسيين والعسكر قبلهم..  إن هذا وارد لا ريب فيه . هذه اليوم هي مشكلة الأخوان المسلمين .  فهل سيلجأون إلى فرض سلطتهم والحكم الدكتاتوري للشعوب العربية كما عمل العسكر والساسة القدامى من قبلهم   او الدخول في حروب جهادية مع أمريكا والغرب لتعرضهم  لإسرائيل . وفي كلتا الحالتين سيواجهون مشاكل مع  شعوبهم العربية  التي إنتخبتهم . والخيار االواضح هو الخيار الاول وهو فرض الحكم الدكتاتوري للأستمرار في السلطة  والاصطدام مع الشعوب التي ستتور عليهم كما تارت على الذين من قبلهم  وسيجئ بعدهم دور الليبراليين .الذين  يتربصون الأن ليحلوا محل الأخوان المسلمين .

 
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !