فلسطين مع باريس
ماهر حسين .
بداية" لا ادري إن كان البعض يعلم بأن توزيع صحيفة (شارلي) الفرنسية لم يكن يزيد عن الخمسة عشر ألف نسخه أسبوعيا" ..و لا أدري إن كان البعض يعلم بأن طبيعة الصحيفة ساخره تهكميه ...كذلك لا أدري إن كان البعض يعلم بأن الصحيفة تسخر من كل الديانات (المسيحية واليهودية والإسلام) وبأن الصحيفة المذكورة من القلائل الذين سخروا من الصهيونيه بشكل مباشر .
لا أدري إن كان البعض يعلم بأن القائمين على الصحيفة أغلبهم من (الملحدين ) وبالتالي لا فرق لديهم بين أي نبي أو أي ديانة.
هذا ليس دفاعا" عن منهج الصحيفة أو عن الرسوم التي تنشرهــــــا فهذا يتناقض مع ما نؤمن به من ضرورات إحترام كل الديانات والرسل عليهم السلام وهذا تحديدا" واضح نصا" في الإسلام في الأية الكريمـــــة من سورة البقرة والتي يقول فيها رب العزة (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَكلٌّآمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍمِنْ رُسُلِهِ
وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَالْمَصِيرُ (285)-البقره).
هذا هو فهمنا الديني للرسل جميعا" نؤمن بهم ونحترمهم وهذا هو فهمنا للديانات جميعا" وبالطبع للملائكة .
نعود الى شارلي ..
(شارلي ) بالمختصر صحيفة تسخر من كل شيئ في مجتمع يؤمن بحق السخرية حتى من الديانات ...وللتذكير هي صحيفة (فرنسية) يسري عليها القانون الفرنسي .
لا نتفق مع نهج الصحيفة ولا نقبل سخريتها الاذعة ولا نقبل بالمساس أبدا" بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم وكما لا نقبل بالمساس بسيدنا عيسى بن مريم عليه السلام وبالطبع لا نقبل بالمساس بسيدنا موسى عليه السلام ..هكذا تعلمنا وهكذا تربينا ولكن ما تعلمناه يرفضه صحفيو (شارلي ) وما تربينا عليه لم يتربى عليه صحفيو (شارلي ) .
مجتمعم يقبل ذلك ومجتمعنا لا يقبل ذلك ... رفضنا لما تنشره (شارلي) حق لنا ولكن لا يحق لنا أبدا" أن نطبق قيمنـــا على فرنسا أو غيرها ...وإن كان هناك ضرورات ثقافيه لفتح حوار مع كل العالم حول ضرورة إحترام الديانات والرسل لنتجنب أي فرصه لإثارة صراعات ذات طابع ديني أو بمبرر ديني .
لا يمكن ان أقبل التعامل بعنف مع أي قضية من هذا النوع ...ولا يمكن أن اوافق على أبدا" على التفجير والقتل والذبح بناء" على الرأي .
هذا موقفي الخاص وأنا مؤمن به ..حتما" هناك طريقة في الدين الإسلامي والمسيحي واليهودي تجعلنا قادرين على التعامل مع (الملحدين ) فنتجنب سخريتهم في إطار من التفاهم ..فالإلحاد كان وما زال موجودا" في كل المجتمعات ولدى أتباع كل الديانات ولكن كل مجتمع له طريقة بالتعامل معهم .
بكل الأحوال أعلنت منذ اللحظات الأولى تضامني مع فرنسا وباريس التي أحب .
ودعوة التضامن مع فرنســــا واجبنا الطبيعي كفلسطينين إتجاه أصدقاء تاريخين لنــــا جمعتنا بهم علاقات عريقة وقديمـــــة منذ زمن الثورة في لبنان وأستمرت العلاقات الفلسطينية الفرنسية بالتطور للحد الذي جعل فرنســــا تقف مع شعبنا ومع حقه العادل بشكل لافت ومنا لفرنسا ولشعبها كل الإحترام .
في الحقيقة بأن شعبنا الفلسطيني ليس بحاجه الى دعوات من أحد للتضامن مع الصديقه فرنسا فهو شعب حساس لديه القدرة على تحديد المواقف الصحيحه ولهذا بادر أبناء شعبنا للتضامن مع فرنسا فكانت وقفة شعبنا في رام الله تستحق الإحترام وكانت الوقفه الأجمل والأهم قد أتت من عمق الألام والمعاناة والظلم والحصار من غزة هاشم ..غزة البطولة والفداء ...غزة وشعبها الأبي كما هو كل فلسطيني أعلنوا موقفهم وتضامنوا مع فرنسا وخاصه بأن البعض من المتطرفين المجرمين في السابق قد أستهدفوا المركز الثقافي الفرنسي في غزة .
هو الإرهاب نفسه والتطرف نفسه والإجرام نفسه.
وقفة في غزة ..واخرى في رام الله ومشاركة مباشرة للرئيس محمود عباس (أبو مازن) في مسيرة باريس في يوم مواجهة التطرف والإرهاب ...حضر الرئيس محمود عباس وكان في الصف الأول ...حضر وحضرت معه فلسطين ...حضر لكي يعلم القاصي والداني وليفهم بعض من كانوا بالصف الأول بأن فلسطين الأن حاضرة بقوة في كل مكان .
لم تعد قضيتنا قضية شعب بلا أرض ...نحن أصحاب أرض وحضور وتمثيل في كل مكان .
فلسطين حاضرة في المجتمع الدولي وفي أوروبا وفلسطين لها أصدقاء وفلسطين صاحبة موقف واضح فنحن ضد الإرهاب والتطرف والقتل ولا نقبل به أبدا" وكما كنا ضد تفجير المركز الثقافي الفرنسي في غزة وكما طالبنا (سلطة الأمر الواقع ) في غزة بكشف المجرمين الذين يقفوا خلف تفجير المركز الثقافي الفرنسي ها نحن نقف ضد الإرهاب في فرنسا.
لا مجال لأنصاف المواقف ...نحن مع فرنسا وضد الإرهاب .
حضور هام وقوي ومؤثر للرئيس محمود عباس ...حضور وظهور لائق بفلسطين ...وموقف مهم لتأييد الحلفاء والأصدقاء لشعبنا .
طبعا" بالمقابل هواة وسائل التواصل الإجتماعي .. سارعوا للتقليل من شأن المشاركة الفلسطينية وهذا طبيعي بظل الحملة الموجهه لكل ما هو إيجابي ولكن هذا حتما" لن يثني القيادة الفلسطينية عن دورها بتعزيز علاقتنا الدولية وبتعزيز الحضور الفلسطيني في كل مكان .
أخيرا" ..أسمحوا لي بأن أرجو(أحلم)(اتخيل) بأن أرى اليوم الذي يجول فية زعماء الدول العربية ومعهم كل زعماء الدول المؤيده للحق الفلسطيني .. نراهم جميعا" يدا" بيد مع كل القوى المؤيده للسلام في العالم ..نراهم في شوارع القدس الشرقيه لتكون مسيرة السلام والدولة الفلسطينية ولتكون باكورة إعلان دولتنا الفلسطينية على أراضينا المحتلة عام 1967 بما فيها القدس الشرقية عاصمتنا الأبدية ليتوقف هذا الصراع الدامي وليحل السلام في المنطقة كلهـــا.
التعليقات (0)