فلسطين جوهرة الشام وتفاحته يقضمها القرد الصهيوني أمام أعين (القادة والزعماء) وأصحاب النياشين التي تملأ الصدر والرأس والسروال, وهم يبررون صمتهم بالعقلانية والواقعية, وهم علي حق فإن الواقعية تفرض علي العبد الذليل أن يضرب(برفع الياء) بالنعال ولا يقاوم السيد, وإن الواقعية والعقلانية التي يتمسكون بها, لا تقنع طفلا شب علي قراءة تاريخ المسلمين أيام العزة, ولا مسلما يقرأ القرآن, ويؤمن بما جاء علي لسان الرسول صلي الله عليه وسلم حين بشر بالنصر في أحلك الأيام وصدق فيما سجله التاريخ الإسلامي. إن القرار هو قرار السادة الأقوياء, وهل يملك العبد قرارا؟ وقد يسأل البعض: هل نحن المسلمين في عصر حب الدنيا والفرار من الجهاد والتخلف عن طلب الشهادة ورضا الله؟ والجواب بالتأكيد: لا , إن منا من يؤمن بالله ويؤمن بالشهادة ويتمناها ومنا من يؤمن بقول الله: (قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم), (قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذا لا تمتعون إلا قليلا) وصاحب القرار -ولبالغ الأسف- لا يؤمن بهذا, بل يؤمن بتثبيط العزائم, ويحب الطعام والشراب والراحة تحت راية العبيد, ويرفض الجوع والمعاناة ومكابدة الجهاد, تحت راية المجاهدين الصابرين الفائزين بالاحترام في الدنيا, المقيمين بالفردوس الأعلي, لقد آن لهم العودة عن فساد مسلكهم, وقد اقترب أجلهم فبأي حيث بعده يؤمنون؟ إن الجهاد معلق برقاب المؤمنين, وهم بحمد الله بيننا, وهم نور أمتنا, وتيجان رؤوسنا, ورجال العزم فينا, وأبطال اللقاء مع العدو مهما كانت قوته وجبروته. إن هؤلاء الرجال الذين تقدموا للشهادة, لن يخيفهم عدو, ولن يثبطهم ذليل خانع, ولن يتركوا عدوهم حتي يطهروا الأرض من دنسه, وهم للمنافقين بالمرصاد والله ناصرهم اليوم أو غدا. إن سنة الله في خلقه أن يكون أصحاب اليقين والإيمان قلة لكنهم أكبر تأثيرا من الكثرة المنافقة فهي كزبد البحر لا تضر ولا تنفع. (لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم, فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم علي القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسني وفضل الله المجاهدين علي القاعدين أجرا عظيما) إن ما جاء في القرآن عن الجهاد لا يحصره مقالنا ونحيل القارئ إلي سورتي الأنفال والتوبة فهما تكفيانه. أما المنافقون فهم أول الناس دخولا في جهنم قبل الكفار. إن القلة من العدد مع رسول الله صلي الله عليه وسلم لم تكن لتتخلف عنه ولو استعرض بهم البحر, فلماذا لا نكون كالآباء الراشدين لتكون سيرتنا كسيرتهم وانتصاراتنا مثل انتصاراتهم؟ نحن المسلمين لا ينقصنا قادة مجاهدون مخلصون ولا ينقصنا جند لا يرهبون لقاء العدو, وينتصرون في كل المواقع, ويجيدون في كل المجالات. إن التاريخ شأنه شأن كل شيء, الحق فيه طبيعة والباطل فيه استثناء إن الإنسان يصاب بالعلل أياما لكنه يتمتع بالصحة أعواما وزمن الصحة والحق آت, ولن يكون الباطل إلا زهوقا.
التعليقات (0)