ما هو المطلوب من أجل مُواجهة ما نحن فيه اليوم .. هل نستسلم ونقبل بالأمر الواقع؟؟ أو نقبل بحل اقتصادي مع الأردن وبين المناطق السكانية في الضفة الغربية؟؟ أو بحل الدولة الواحدة؟؟ أو هل نستمر بالرهان على حل الدولتين؟؟ أو نعتمد على خيار المُقاومة الشعبية والمُسلحة كخيار وحيد واستراتيجي فلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني؟؟
كثيرة هي الأفكار والمشاريع والأسئلة التي باتت مطروحة حول كيفية التعامل والرد على جرائم الاحتلال والمستوطنين في القدس والضفة الغربية، ولا سيما في ظل الانقسام والتردي في الخطاب السياسي الفلسطيني يأتي السؤال الذي يمكن طرحه في هذه المرحلة والظروف على الشكل التالي: متى سوف يشعر الفلسطينيون بإنهم أمام تمرير خطط وخطوات حقيقية وكبيرة ترمي من قبل الحكومات الإسرائيلية في تجاه تصفية مشروع التحرير والتحرر الوطني الفلسطيني المُهدد والمدعوم من قبل الإدارة الأميركية وقوى إقليمية فاعلة في توفير الدعم والمساندة لهذه المشاريع التصفوية للقضية الفلسطينية؟؟
لذلك .. وبما أن الأمر يتعلق بخطورة الموقف من جهة، ومن جهة أخرى يتعلق بما هم حاملون لمشروع الحرية والاستقلال في وطن السلطة والفصائل الفلسطينية، إذن يتعلق بنا مسؤولية القول بكل شفافية وصراحة في المشهد الفلسطيني، وخاصة في ظل غياب التفاهمات الداخلية بين القوى والأحزاب الفلسطينية، ولا سيما بين حركتي فتح وحماس، علينا أن نقول بكل جزم بإن المشهد سيبقى محكومًا لحسابات حزبية طموحة في تجاه تحقيق مزيدًا من الإنجازات الضيقة والصغيرة في الضفة وقطاع غزة، وهي على فكرة لا تُسمن ولا تُغني من جُوع، وهذه الإنجازات تأتي من عبر تحسين الموقع السياسي لكل طرف من هذه الأطراف الفلسطينية، وتأتي أيضًا وفقًا لحجم دورها في دهاليز الساحة الفلسطينية.
وفي تقديري إن هذه الامتيازات العظيمة للفلسطينيين لا يمكن لها أن تحقق الانتصارات وتصمد أمام الكيان الصهيوني الغاشم في كولونيالية التوسع والاعتداءات والقتل والطرد للشعب الفلسطيني صاحب الأرض الحقيقي والتاريخي، وعليه لا .. وبصرف النظر عن الأحداث التي تجري في داخل الاحتلال الإسرائيلي اليوم، من صراع يتزايد بين اليمين المتطرف الديني والعلمانيين واليساريين على شكل وعلاقات وقانون دولة الكيان في المُستقبل، وإن كانت الصرعات سوف تتجه نحو التصعيد أو التسوية لم ولن تغير من واقع صهيونية المشاريع والأهداف الرامية إلى خلق بيئة حُلُول للفلسطينيين غير قابلة للحياة الإنسانية والكريمة.
لذلك أظن بات واضحًا أمام الكل الفلسطيني إن استمرار الانقسام والرهان على التسوية السلمية مع إسرائيل سيكون بمثابة مضيعة للوقت، وطريقًا مفتوحًا لمعاناة مُتجددة وتضحيات مستمرة من الشعب الفلسطيني، وهنا لا بد من التأكيد على ضرورة الاتفاق فلسطينيًا على خارطة الإنقاذ الوطنية الشاملة كخطوة في تجاه إعادة تشكيل الجبهة الداخلية الفلسطينية التي تعزز من روح الحرية والاستقلال المُوصل إلى مُمارسة حق تقرير المصير من الشعب الفلسطيني عبر الإعلان عن إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
منار مهدي\فلسطين
التعليقات (0)