تحت سقف الأمم المتحدة ..
وأمام كافة الأعضاء الممثلين لجميع دول العالم ..
أشرقت فلسطين حاملة جراحها وآلامها لتقص على العالم قصة (شعب) عريق لوثه العهر الأمريكي والإجرام الصهيوني على مدار أكثر من ستين عاماً لم يذق شعب مثله ويلات القهر والبطش والاحتلال والإذلال والامتهان ..
تحت سقف الأمم المتحدة ..ومنذ لحظات قليلة انتهت فلسطين من عرض قضيتها وطلبها بالاعتراف بها كدولة كاملة العضوية وسط هدير ودوي التصفيق والتأييد الذي اهتزت له جنبات الأمم المتحدة على أرض العهر والسقوط (أمريكا سابقاً) ..
محمود عباس أبومازن وبطريقة غير مباشرة منه (وبطريقة مباشرة منا نحن) فضح السياسة الأمريكية الداعرة التي اقترفت أكبر جريمة نصب أخلاقية ليست الأولى في تاريخها المقام فوق جماجم شعب الهنود الحمر الذي أباده الأمريكان ليقيموا حضارتهم الغربية البراقة ..
وعلى ذات النسق دعوا ودعموا اللقطاء الصهاينة ليقيموا لكيانهم السرطاني تاريخاً فوق جماجم شعب فلسطين العربي الذي يسعى الصهاينة لإبادته وليقيم كيانه الإجرامي المغتصب ..
أمريكا التي سعت وأقنعت ونصبت نفسها وسيطاً نزيهاً ههههههههه ( حلوة نزيهاً دي ) وأميناً ..ومحايداً .. وضامناً لعملية السلام بين الذئب والحمل .. بين الربيب الصهيوني اللقيط والحق الفلسطيني الجريح ..
بعد عشرات السنوات من الوعود والمئمرات والخداع الأمريكي لم يكن السلام إلا قبض ريح ومستوطنات وحوائط وحواجز ومذابح وقتل وذبح وعمليات إبداة بالصواريخ والقنابل الأمريكية ..
أين كنا ؟! نعترف أننا كنا مغفلين بالفعل .. كيف صدقنا الأمريكان ؟!
كيف ألقينا مصائرنا بين يدي داعرة ؟! ..
كيف وضعنا وأرواحنا وبلادنا بين يدي عاهرة تتلاعب بنا بابتسامات صفراء ومؤتمرات عجفاء ووعود كذاب ؟!!
أمريكا الآن وبكل وقاحة .. وبكل صلافة.. وبكل صفاقة.. وبكل عربدة .. وبكل وضاعة أعلنت أنها ستستخدم الفيتو "حق الاعتراض" لمنع الاعتراف بفلسطين كدولة .. رغم أن فلسطين كانت قائمة والأمريكان الساقطون كانوا ما يزالون في رحم الغيب وقبل أن يبدأوا حملات التطهير العرقي والإبادة الجماعية ضد شعب الهنود الحمر لإقامة أمريكا (بلد الحرية) على أنقاضهم ..
إنها الخطوة الأولى .. وما يزال الطريق طويل أمام شعب فلسطين .. والشعوب العربية لإنتزاع حقوقهم الكاملة من أفواه القتلة المجرمين الأنذال الصهاينة والأمريكان ..
سيحول المجرمون دون الاعتراف بدولة فلسطين .. ودون إعادة الشعب اللاجئ إلى وطنه .. وسيقوضون مساعي الرئيس الفلسطيني عباس .. وهنا سيكون أمامهم حماس .. نعم حماس ..
عباس الذي ارتضى أن تقام فلسطين على 22% فقط من مساحة أراضيها التاريخية بينا لا ترتضي بذلك أمريكا المجرمة ولا إسرائيل المجرمة ..
عندئذ سيكون الحل في( حماس)التي لا تعترف إلا بشيء واحد .. فلسطين كاملة .. على كامل التراب الفلسطيني
ومواصلة الكفاح والجهاد والمقاومة المسلحة بكافة الطرق حتى ولو فني آخر فلسطيني وعربي فداء للأرض ..
أمريكا وربيبتها الصهيونية لم يعد يجدي معها حسن النية .. إنهما عجينة استعمارية سرطانية إحتلالية لا ينفع معها سوى منطق القوة وكسر العنق ..
أمريكا .. تشجع تقلب الدنيا من أجل تقسيم السودان وتسارع باعلان اعترافها بجنوب السودان المنفصل ..
أمريكا المجرمة .. تؤلب الدنيا على بعضها في البلاد العربية وتقلقل كيانانتها باسم الانحياز إلى الحرية ..
أمريكا التي تضغط على جميع الدول العربية بالتهديد والوعيد للانضمام لاتفاقية الحظر النووي رغم أن الدول العربية ليس بها نووي
بينما تحمي كيانها السرطاني وتدعمه في انفلاته وعدم انضمامه إلى تلك الاتفاقية وهو الذي يمتلك أبشع الترسانات النووية ..
أمريكا التي تحمي الحريات في العالم وتصدر تقاريرها كل عام .. هي نفسها التي تبارك المجازر والمذابح والمحارق التي يقيمها كيانها الصهيوني اللقيط ليل نهار للشعب الفلسطيني الأعزل ..
هاهي أمريكا تكشف عن وجهها القبيح .. الدميم.. الذميم .. القميء.. المقزز.. المقرف وهي تعللن بكل بجاحة عن معارضتها ووقوفها في وجه شعب فلسطين الذي عانى أبشع ما عرفته البشرية من إحتلال على طول تاريخها ..
هؤلاء الجبناء لا يهتمون بالمواثيق الدولية ولا بالعدالة الأممية ولا بشرائع الأمم المتحدة ..
هؤلاء لا يجوز ولا ينبغي أبداً أن نسلم قيادنا لهم مرة أخرى ..
العالم لم يعد أمريكا .. العالم لم يعد قوة واحدة ..
فليتعلم العرب الدرس جيداً .. وليعوا حقائق التاريخ ..
لن ينفعنا حسن نيتنا .. ولا بد أن نطأ الذيل الأمريكي لنؤلمه ولنفضحه بين الأمم .ولنظهر أمريكا على حقيقتها .. كعجوز شمطاء تمتهن الرذيلة وتواطئ الإجرام الصهيوني في سبيل إبادة شعب بأكملة ..وابتلاع وطن بأكمله ..
علينا نحن العرب .. أن نظهر أمريكا كشريك مساعد ومعاون ومحرض للإجرام الصهيوني على مر السنوات
وأن نطارد أمريكا كفاعل وكشريك في كافة الجرائم والمذابح التي اقترفتها ربيبتها الصهيونية المجرمة ..
أمريكا مسئولة .. ومذنبة .. ومجرمة كحليفتها تماماً ..
سوف تشرق شمس فلسطين يوماً .. وسيعود الحق الفلسطيني على أهله يوماً .. بالسلم.. بالحرب .. بكل الطرق والوسائل .. ولن يدوم العهر الأمريكي .. ولن يدوم الإجرام الصهيوني إلى الأبد ..
هؤلاء الجبناء .. إن لم ينصاعوا إلى القوانين الدولية ويرضخوا لها ويعملوا بها ..
فليس للعرب إلا المقاومة بكافة الطرق الممكنة لإقامة دولة فلسطين على أرض فلسطين ..
رغماً عن العهر الأمريكي ..وعن الإجرام الصهيوني ..
التعليقات (0)