مواضيع اليوم

فلسطين تشارك 156 دولة في أكبر مخيم كشفي على أرض السويد

بلال الشوبكي

2011-08-10 21:24:21

0

فلسطين تشارك 156 دولة في أكبر مخيم كشفي على أرض السويد 
 زين عسقلان  

أوتادٌ دقّت الأرض عزماً، و خيامٌ دشّنت للإنسانية عنواناً، وأعلامٌ جسّدت تآخياً ملحمياً، وياقات تلونت بألوان الطيف لتغدو طاقات زنبق في حقل رينكابي بمملكة السويد، حيث تم هناك الافتتاح الرسمي للمخيم الكشفي العالمي الـ22 بحضور أكثر من 39 ألف قائد وقائدة جاؤوا من شتى بقاع الأرض، من جميع الأعمار والمراحل سفراءً للإخاء والمحبة و التعاون.


شعلة البداية انطلقت بنيران السمر حيث اجتمع المشاركون، و ما أن دقت أجراس الساعة التاسعة مساء حتى انطلق موكب أعلام الدول المشاركة، 156 دولة من كافة أصقاع الأرض جمباً الى جنب بعيداً عن الضغائن والحروب.


علم دولة فلسطين المنتظرة رفرف عالياً تلتف حوله أعلام الدول الأخرى في سماء المخيم، حالماً بالاعتراف بدولة مستقلة، حيث اختارت اللجنة المنظمة للمخيم العلم الفلسطيني رمزا للناطقين باللغة العربية في المخيم فقد اعتمدت ادارة المخيم خمس لغات رسمية وهي العربية واتخذت العلم الفلسطيني شعارا لها والانجليزية واتخذت العلم البريطاني شعارا لها والروسية واتخذت العلم الروسي علما لها واللغة الاسبانية واتخذت العلم الاسباني لغة لها فيما اتخذت العلم الفرنسي للناطقين باللغة الفرنسية وذلك من اجل المساعدة وتقديم الخدمات والتسهيلات للمشاركين في المخيم.


يذكر أن السويد لديها علاقات دبلوماسية ناجحة ووطيدة مع فلسطين ربما تقودها إلى الإعتراف بفلسطين كدولة. وكتعبير عن الأمل بأن تحظى فلسطين بالاعتراف السويدي مستقبلاً قال القائد محمد عبد الوهاب الناطق الإعلامي باسم جمعية الكشافة والمرشدات الفلسطينية « أن الاعتراف بدولة فلسطين من قبل السويد سيكون له تأثير كبير في المستقبل» أما الكاتب والمحلل السياسي بلال الشوبكي فقال عن أهمية هذا النشاط ودوره في بناء الدولة الفلسطينية « أنه ورغم تعقيدات الوضع الدبلوماسي إلا أن مثل هذه الأنشطة قد يكون لها دور مهم فيما يسمّى دبلوماسية الشعوب، وهو ما قد يدفع يوماً إلى تغيير دبلوماسية الانظمة الحاكمة، ولذلك فإنه من المهم اغتنام مثل هذه الفرص كي يتم تعزيز الموقف الفلسطيني.»


وتمثل الوفد الفلسطيني بـ 15 سفير وسفيرة ذهبوا ليبرقوا رسالتهم كقادة وقائدات في الحركة إلى العالم أجمع، وكفلسطينيين ليعززوا هويتهم، ناقلين خبراتهم وتجاربهم وثقافتهم الى مجتمعات أخرى، و تعقيباً على المشاركة الفلسطينية في هذا المخيم يضيف الشوبكي « القضية الفلسطينية بحاجة إلى سفراء لها في كافة الميادين، ولذلك فإن المشاركة الفلسطينية في هكذا نشاط، هي فرصة للتواصل مع شعوب العالم دون وسيط، فطالما نُقلت صورة الفلسطيني بشكل مشوّه إلى الغرب خصوصاً عبر الوسائل الإعلامية.»


وأضاف القائد عبد الوهاب « المشاركة الفلسطينية في اللقاءات العالمية ضرورية وهامة وحساسة لما لها من أثر ودور في تثبيت حق الكشاف الفلسطيني الوطني – بعلمه – وتراثة وثقافته في المحافل الدولية الكشفية وللمشاركات الفلسطينية بشكل عام دور هام في التأثير على قرارات الدول والشعوب وخاصة اذا كان هناك دور إعلامي فاعل للوفد الفلسطيني المشارك من خلال تفاعله مع الوفود العالمية.»
وفي ظل الوضع الاقتصادي المتهلهل الذي تمر به السلطة الفلسطينية قامت جمعية الكشافة والمرشدات الفلسطينية بإعداد الوفد المشارك و تزويده بكامل المستلزمات والأدوات الكشفية قدر المستطاع بالرغم من عدده القليل مقارنة بالوفود الأخرى كالوفد الاسرائيلي الذي وصل عدده إلى 200 مشارك، حيث وصف القائد عبد الوهاب هذه المهمة على أنها مهمة وطنية من شأنها نقل صورة واضحة وقوية عن فلسطين، موضحاً « الوفد استعد لتنفيذ الكثير من الانشطة والفقرات الفنية والتراثية خلال المخيم وحمل في جعبته رصيداً وطنياً وتراثياً لا بأس به واستعدّ وأعدّ ونقل معه الكثير من المواد الاعلامية والتراثية.»


وقام بير جريلز كضيف خاص في المخيم، بالنزول بشكل مذهل من سقف قاعة الحفل ليرحب بطريقته الخاصة بالمشاركين. ماري راينك أحد قادة المخيم الثلاثة، جنباً إلى جنب مع غوران هاجيردال ولاسسي كارلسون، رحبت ترحيبا حاراً بالمشاركين، حيث جدد المشاركون العزم عن طريق ترديدهم للوعد الكشفي باللغتين الانجليزية والفرنسية، ووسط الاحتفالات واشعال نار السمر»كشعلة بداية» و على أنغام «فرقة بيت المخيم» افتتح سيمون ري، رئيس اللجنة الكشفية العالمية، رسمياً المخيم الكشفي العالمي.


وفي معرض إجابته حول ماهية الرسالة التي يتمنى أن يرسلها الوفد الكشفي إلى العالم قال الشوبكي « الرسالة هي أن الشعب الفلسطيني سئم حالة الحرب وعدم الاستقرار، وهو كغيره من شعوب العالم يطمح للسلام ويأمل أن يتلقى الدعم اللازم من أحرار العالم كي يحقق حلمه بالاستقلال والتنمية والإزدهار.»


و انطلاقاً من أهداف الحركة الكشفية فإنها تساهم في تربية وتنمية الشباب لتحقيق أقصى إرتقاء بقدراتهم الروحية والعقلية والاجتماعية والبدنية كأفراد ومواطنين مسئولين في مجتمعاتهم المحلية القومية العالمية. إن إقامة التجمعات الشبابية والأنشطة اللامنهجية والتطوعية، الكشفية منها خاصة تعود بالنفع على الأفراد وبالتالي المجتمعات حيث تقوم الكشافة في أساسها على ثلاث مبادئ رئيسة هي القيام بالواجب نحو الله ثم الوطن ثم الذات فهي تعزز إنكار الذات، وحول مدى أهمية إقامة مثل هذه الأنشطة أجاب الشوبكي « إن المرحلة الراهنة في الوطن العربي تمتاز بحراك شبابي ملحوظ، وهذا الحراك لا بد له من مؤسسات وأنشطة منظمة كهذا النشاط كي يحقق طموحات الشباب بشكل منظم ومدروس وقائم على الحوار مع الجميع.»


جمعية الكشافة والمرشدات الفلسطينية، الجندي المجهول، حمّلت وفدها رسالة تمثلت في «أن يكونوا رسلا لفلسطين ولتاريخ الحركة العظيم وأن يعكسوا صورة واقعنا وآلام شعبنا وأن يتعاملوا مع العالم بأخوة وصداقة فالكشاف أخ لكل كشاف وأن يستفيدوا من التجربة وأن يشاركوا في كل الأنشطة ويكون لهم دور فاعل فيها.»


الكشفية حولت العالم كلّه إلى بيت واحد في مخيم كشفي يسوده السلام والتميز دون تمييز بناءً على الأصل أو الجنس أو العقيدة وذلك وفقاً للهدف والمبادئ والطريقة التي وضعها مؤسس الحركة اللورد بادن باول.






التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات