غزة قطاع ضمن كيان سياسي عربي يسمى أرض فلسطين , ذلك القطاع كان ومايزال عنوان يتصدر كثيرٌ من العنوانين الإخبارية اليومية , فهو خضع للحكم العسكري المصري منذ 1948 وحتى 1956 ثم وقع تحت الحكم الإسرائلي لخمسة أشهر وعاد بعدها للحكم المصري وسنوات تلو سنوات حتى بات قطاع عام 1993م ضمن مناطق السلطة الفلسطينية وفي العام 2005م انهت إسرائيل حكمها العسكري من القطاع الذي منذ خطة تقسيم فلسطين كان موعوداً بأن يكون ضمن الأراضي الموعودة للدولة العربية الفلسطينية المستقلة , وغزة كقطاع مع الضفة الغربية تشكل نواة للدولة الفلسطينية التي تفاوض على إقامتها السلطة الفلسطينية منذ ما يقارب 15 عام تلك النواة تمثل الاراضي التي أحتلتها إسرائيل في حزيران عام 1967م . في العام 2006 بات قطاع غزة كيان بحكومة مستقلة أثر أزمة سياسية بين حركتي حماس وفتح أكبر الفصائل السياسية الفلسطينية حضوراً وتأثيراً بفلسطين أزمة كانت خلفيتها الخلاف حول تشكيل الحكومة بعد أن حصدت حماس نسبة تصويت هائلة في أول إنتخابات جرت بقطاع غزة والضفة الغربية , توترت العلاقات العربية العربية جراء الإنقسام السياسي بين الفلسطينيين ودخلت إيران وتركيا بغطاء قطري على خط التفرقة والشعارات مستغلة الإنقسامات والتجاذبات العربية العربية حول الملف الفلسطيني ,وصلت الأوضاع داخل فلسطين لمرحلة صادم مسلح بين الأشقاء رفقاء السلاح والمقاومة شرارته خلافات سياسية بحته , تدخلت أطراف عدة ليصل الفرقاء لإتفاق مكة برعاية العاهل السعودي الذي حمل الفرقاء مسؤولية نجاح الإتفاق أو فشله فشل الإتفاق ولم يصمد طويلاً وباتت غزة كيان سياسي بحكومة بدلاً من قطاع ومن م حصار فرض عام 2007م بقوة إسرائلية وصمت دولي مستنكر لتشكل غزة رقماً صعباً في المقاومة الشعبية والصمود رغم الأمال والالام وتصبح منطقة تجاذب سياسي بين عدة أطراف إقليمية ودولية , الأن وبعد تحقيق مصالحة فلسطينية فلسطينية مريضة بداء تراكمات الماضي دخلت غزة حرب مفتوحة مع إسرائيل فأول يوم رمضاني كانت تل أبيب على موعد مع صواريخ القسام رداً على تجاوزات إسرائيل العدوانية تجاه غزة وأهلها .. شهداء وجرحى , وبعيداً عن أخطاء حركة حماس وعن تعقيدات الإنقسام الفلسطيني , يتوجب على الفصائل الفلسطينية المقاومة الإتحاد وتكوين جبهة موحدة وطنية شعارها إستعادة الحق المغتصب بكافة الوسائل المشروعة , على الساسة الإتجاه لذلك الخيار لتتوحد الرؤى وتموت بذور الفرقة والإنقسام فإستمرار الخلافات السياسية نذير شؤم خاصة في زمن تكاثر فيه المتصهينون بجلود شتى ممن يتجار بالقضية ويتجار بالدم الفلسطيني بشعارات خرقاء , نختلف مع حماس كحركة فكرياً لكن من حقها مقاومة المحتل والدفاع عن أرض مغتصبة الإنسان الحقيقي هو من يقف معها في ذلك الحق ويدعوها لمراجعة خياراتها وإعادة بناء نفسها من جديد لتكون عامل يوحد الصفوف ورقماً صعباً في تاريخ المقاومة الفسلطينية , اخطاء حماس السياسية بالداخل الفلسطيني لا تنسف تاريخها المقاوم ولا تنسف حقها في المقاومة وهذا ما يغيب عن الكثيرين الذين يحملون حماس ومقاومتها تكاليف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الآن وقبل الآن ! دخلت مصرعلى خط التهدئة مطلقة لمبادرة تنهي العدوان الإسرائيلي على القطاع مبادرة تمهد لإستعادة مصر لدورها المتوقف مؤقتاً عن الملف الفسلطيني بتعقيداته المختلفة , في ظني ستقبل إسرائيل المبادرة بعدما توسع عملياتها لتوهم الشارع الإسرئيلي بأنها حققت إنتصارات خاصة بعد فضائح القبة الحديدية التي لم تستطيع حماية تل أبيب من صواريخ القسام التي يصفها البعض بالمفرقعات, الفصائل الفلسطينية خاصة حماس بصفتها المسيطرة على قطاع غزة والمتبنية لعملية صد العدوان لن تقبل المبادرة المصرية لاسباب متعددة لعل أهمها الخلافات الكبيرة بين الحكومة المصرية من جهة وحماس من جهة أخرى فحماس متهمة جنائياً في حوادث كثيرة بالداخل المصري وعدم قبولها مشكلة كبرى ستنعكس بالسلب على حماس إقليمياً وفلسطينياً وستكون مسؤولة أخلاقياً عن أي نتائج سلبية للعدوان الإسرائيلي جراء تعنتها الغير مبرر ؟؟ الفصائل الفلسطينية المختلفة بمن فيها حماس ينقصها التخلص من عقد وتراكمات الماضي , وينقصها خطة طريق إصلاحية تعيد ترميم وإصلاح منظمة التحرير الفلسطينية لتصبح منظمة حاضنة لكافة الفصائل المسلحة ولجميع القوى والحركات السياسية فالوحدة سلاح فعال يرعب الخصم ويقطع طريق رافعي الشعارات ويقلب الأوراق ويحقق نتائج ملموسة في مراحل التفاوض المختلفة , سلاح فعال يجب على الساسة وقادة الفصائل العمل على بلورته ليصبح حقيقة بدلاً من حلم يراود كل غيور على فلسطين وقضيتها العادلة والوحدة هنا وحدة شاملة بتفاصيلها الدقيقة .. المفاوضات وسيلة والمقاومة وسيلة أيضاً والمبادرات مقاييس تقيس مدى إستجابة إسرائيل للقبول بنتائج مرضية تنهي الصراع العربي الإسرائيلي وتلك جميعها باتت خاضعة للظروف والمتغيرات الإقليمية والدولية وتلك هي الحقيقة و حتى لا تصبح غزة والقدس وكل شبر بفلسطين شعارات يستغلها البعض ممن يهوى رفع الشعارات لاغراض إنتخابية أو إعلامية أو حضورية لابد من إتحاد كافة الفصائل والحركات بالداخل الفلسطيني وإصلاح منظمة التحرير الفلسطينية لتكون منظمة للجميع ومحطة إجتماع ونقطة إنطلاق لكل عمل بأرض فلسطين سواءً عمل سياسي تفاوضي أو مقاومة تصد وتوقف صلف إسرائيل الدموي ؟؟؟
التعليقات (0)