مواضيع اليوم

فلسطين الدولة مرة أخرى . (من وحي لقاء الرئيس أبو مازن مع التلفزيون الإسرائيلي – خطاب الرئيس بالأمم ا

ماهر حسين .

2012-11-12 06:53:24

0

 ماهر حسين.

 منذ أشهر صرح السيد خالد مشعـــل بأنه يريد دولة فلسطينية على الضفة وغزة والقدس الشرقية  وثارت لاحقا" لهذه التصريحات موجه عجيبة من الاستنكار للتصريحات ووصل الأمر بقيادي حماس بغزة بالتهجم والتشكيك بخالد مشعـــــل وهو المؤسس الأبرز لحمــــاس .

بعد أشهر تكرر  تهجم قيادات حماس في غزة على خالد مشعل على خلفية اتفاقية الدوحة التي وقعها مشعل مع الرئيس أبو مازن .

أخيرا" أعلن خالد مشعل بأنه لن يعيد ترشيح نفسه لرئاسة المكتب السياسي لحماس وبدون توضيح الأسباب!! ...الآن التنافس على أشده على موقع مشعل ويتحرك هنية بكل ما أوتي من قدرة خطابية للفوز بهذا الموقع وان كانت الأحاديث التي تتحدث  عن خلافات هنية مع الزهــــار أصبحت مثار تداول بالشارع الفلسطيني  مما يؤثر سلبا" على هنيه .

تصريحات خالد مشعــــل عن الدولة الفلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967 وتصريحاته عن فائدة المقاومة السلمية وأخيرا" انتقاده لتجربة حماس بحكم غزة كلها تصريحات تمت خلال فترة وجود مشعـــل رئيسا" للمكتب السياسي لحركة حمــــاس .

تم انتقاد مشعل من قبل قيادي حماس بغزة لتحقيق أهداف!!!!  فحماس غزة ترى بأنها أصبحت صاحبة دولة وقرار وهي الأولى بالقيادة ... وعمليا" تمارس حماس غزة كل أشكال الاعتراف بإسرائيل تنسيقا" ولقاء" .

نحن  لم نتهم مشعل بالخيانة ...ولم نحرق صوره ...ولم نتحدث عن الدماء التي سالت من حماس نفسها على خلفية شعارات حماس القائمة على (فلسطين أرض وقف ولا يجوز التنازل عنها) (من النهر للبحر) (الاتفاق مع إسرائيل حرام شرعا") وغيره من شعارات رفعها شهداء وأسرى من حماس وها هي حماس تتنازل عنها بمقابل الدولة المؤقتة والهدنة الدائمة .

في السياسة نفهم أسباب التغيير في المواقف  وحتما" هناك فرق بين ممارسة السلطة والاكتفاء بالتعليق عليهــــــــــــــــا ...تشكيكا" وتخوينا" وتكفيرا" كما كانت تفعل حماس بالسابق ضد فتح والسلطة الوطنية الفلسطينية .

لماذا تناولت كل ما سبق ...لماذا أعدت التذكير به ....لأن الكل الفلسطيني متفق على أن الدولة الفلسطينية المنشودة هي الدولة الفلسطينية التي نناضل لقيامها على الأراضي المحتلة عام 1967 والشاملة لغزة والضفة والقدس الشرقية ....حماس بالخارج أعترفت بذلك وحماس غزة تمارس ذلك ... والجبهات وحزب الشعب وبالطبع فتح تقف مع هذا الرأي والبرنامج بل انه لم يسبق فتح بهذا الطرح والرأي سوى الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بعنوان البرنامج المرحلي وسابقا" لها حزب الشعب الفلسطيني.

الغريب في الساحة الفلسطينية وبحمــــاس بشكل خاص بأنها تعيش حالة تناقض واضحة ...تناقض نابع من اختلاف الممارسة عن الشعار ...وتناقض واضح بين النظرية  والممارسة ...تناقض مبرراته كلها مرتبطة بممارسة حماس للحكم وبحثها فقط عن مصلحتها تعزيزا" لسلطتهـــا وهذا حق لحمــــاس التنظيم ولكنه ليس هدفا" فلسطيني ...إنني  أدعو الإخوة بحماس ليعملوا على ما هو اكبر من غزة ...ففلسطين التاريخ اكبر من الـــأراضي المحتلة عام 67 وفلسطين الهدف المشروع اكبر من دولة غزة ...نريد الدولة الفلسطينية على الأراضي المحتلة عام 67 بما فيها غزة وما تفعله حماس يضر بتحقيق هذا الهدف وللأسف .

إنني أدعو إخوتنا بحماس   لمصارحة الناس والشعب والتوقف عن ممارسة التضليل السياسي اتجاههم....وأشير هنـــا إلى أن واحدة من أبرز تناقضات حماس التي مرت مرور الكرام بلا تعليق هي (خارطة دولة فلسطين) التي عرضتها قطر  في احتفاليتها ..خريطة فلسطين كانت غزة والضفة والقدس الشرقية ...خريطة 22 % من فلسطين ...خريطة لم تحتوى على صفــــد ومع ذلك لم نسمع الزهار وهنيه والقرضاوي يتحدثوا بالموضوع !!!!!

فقطر لها الحق ..تلك قطر  ويحق لها نشر وتوزيع أي خارطة ولكن ليكن بعلم كل  شعب فلسطين بأن قطر تتعامل مع غزة باعتبارها دولة حماس التي تقبل بدولة فلسطين على الأراضي المحتلة عام 1967 وللتذكير فإن (الغالية والحبيبة صفد) احتلت عام 1948 والكل يعلم ويعرف ويعترف بأنها مدينة تقع بإسرائيل  سياديا"...نحبها وعشقها ولنا بها تاريخ كل ما سبق صحيح ولكن سياسيا" الآن هي ضمن المدن الإسرائيلية ...هذا ما أكدته خريطة قطر وهذا ما أكده موقف مشعـــل وهذا ما تحدث عنه الرئيس أبو مازن  ...من هنا قال الرئيس بأنه يرغب بان يزورها ويرى بيته ولكنها ليست ضمن دولة فلسطين التي نسعى لإقامتها ....فلسطين السياسة الآن هي واقعيا" فلسطين المحتلة عام 1967 ...فلسطين السياسة والدولة المنشودة لن تضم صفد ولكن هل هذا يعني تنازلنا عن حق العودة لصفــــد !!!!.

نتحدث عن العودة للدولة الفلسطينية وهي معروفه ...ونتحدث عن عودة للمدن الأصلية من قبل سكانها أو من تبقى منهم ...نتحدث عن العودة والتعويض أو التعويض والعودة ...لا أدري ولكن حق العودة الذي نتحدث عنه هو حق مرتبط بالقانون الدولي وليس بحقنــــا فقط ..فلو تطلعنا على حقنا التاريخي ولو كان العالم عادلا" لقلنا بان صفد من حقنا ولكننا الآن نتحدث عن قانون وعن حقوق منحنا إياها المجتمع الدولي وجهة التحكيم بتطبيقها وتفسيرهـــــا.

كلام صادم ولكنه أساس التفاوض القادم أو السابق وهو أساس التفاوض الحالي بين حماس وإسرائيل ....كلمات الرئيس أبو مازن كانت نتيجة طبيعية للموقف السياسي ولكن للأسف استغلها البعض للتشويه ولممارسة رذائل السياسة الفصائلية ،فالرئيس أبو مازن صاحب رأي واضح ولا يوجد بما قاله في القناة الإسرائيلية الثانية أي جديد وان كنت أرى بأنه من الضرورة السياسية بظل تعطل عملية السلام أن نتجاوز هذا النوع من الأسئلة .

وأخيرا" سأنقل نصا" جاء كجزء" من خطاب الرئيس أبو مازن بالأمم المتحدة ...الخطاب الذي صفق له الجميع لعلي أحرك الساكن في عقل القارئ ...حيث قال الرئيس نصا"  (في عام 1984 خاطب الرئيس عرفات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي اجتمعت في جنيف للاستماع إليه حيث طرح برنامج السلام الفلسطيني الذي أقره المجلس الوطني المنعقد في تلك السنة بالجزائر .

وعندما اعتمدنا ذلك البرنامج فقد كنا نقدم على خطوه مؤلمة وبالغة الصعوبة بالنسبة لنا جميعا" وخاصة أولئك وأنا منهم الذين اجبروا على ترك منازلهم في مدنهم وقراهم نحمل بعضا" من متاعنــــا وأحزاننا وذكرياتنا ومفاتيح بيوتنا إلى مخيمات المنافي والشتات خلال النكبة في عام 1948 في واحدة من أبشع علميات الاقتلاع والتدمير والاستئصال لمجتمع ناهض متماسك كان يسهم بدور ريادي وبقسط بارز في نهضة الشرق العربي الثقافية والتعليمية والاقتصادية .

ولكن لأننا نؤمن بالسلام ولأننا نحرص على التواؤم مع الشرعية الدولية ولأننا امتلكنا الشجاعة لاتخاذ القرار الصعب ومن اجل شعبنا وفي ظل غياب العدل المطلق فقد اعتمدنا طريق العدل النسبي ،العدل الممكن والقادر على تصحيح جانب من الظلم التاريخي الفادح الذي أرتكب بحق شعبنا

فصادقنــــا على إقامة دولة فلسطين فوق 22 % فقط من أراضي فلسطين التاريخية أي فوق كامل الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل في عام 1967 وقد كنا بذلك نقدم تنازلا" هائلا" من اجل تحقيق التسوية التاريخية التي تسمح بصنع السلام على أرض السلام ).

ذلك الخطاب التاريخي للرئيس أبو مازن هو خطاب الواقع وخطاب الأهداف التي نستطيع أن نتحدث بها للعالم ...أما فلسطين التاريخ والعودة لها فاسمحوا لي أن أقـــول بأنها  حلم وحق ولكنه ليس هدفا" سياسيا" الآن فنحن نريد وشعبنا يريد قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف على الأراضي المحتلة عام 1967 ..هذه حقيقة واضحة ولا يجب أن نستمع لتضليل البعض ...وخداعهم !!!

أخيرا" أدعو حكماء حماس للتلطف بفلسطين التي تحولت من( تاريخ إلى واقع) بخريطة قطر ...ومن ثم تحولت إلى غزة  بزيارة قطر ..فضاعت فلسطين التاريخ وها هي فلسطين الواقع المنشود تضيع بحكم انقسامنا وضعفنا ...

 

 يمكن لإطلاع على مقالتي المنشورة التالية : (أحسنت سيدي الرئيس ..وتخبط حماس) –(خريطة فلسطين في قطر ..خريطة الدولة) 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !