فلسطين الدولة رقم 194
كنا صغارا نتفرج على من هم اكبر منا سنا وقد لبسوا اللباس المرقط في معسكر الأشبال ، وهم يمارسون تدريباتهم العسكرية ، ويتفاخرون على أقرانهم بالاسم الحركي الذي منح لهم من جديد ، ليضيف لهم قيمة جديدة في بيئة التشرد واللجوء ، كنا نستمع يوميا للنشيد الوطني الفلسطيني ... خلف الشبك الحديدي العنكبوتي ، وكم كنا نتمنى لو نقف ذات يوم موقفهم . وهم يقفزون عبر حلقة مشتعلة بالنيران .
مضت الأيام سريعا وكبرنا وبتنا نقف في موقف أكثر التزاما ، ونحن نرى علم فلسطين يرفرف عاليا وصوت النشيد الوطني الفلسطيني الشهير بلادي ... فدائي فدائي يا شعبي يا شعب الخلود ...ولكن كان دائما ثمة حسرة تجرح القلب ونحن نرفع العلم وننشد النشيد خارج فلسطين ، فلم تتاح لنا الفرصة للوقوف تحت راية وطننا على أرضنا ولول دقيقة واحدة .
وعندما كنا نقف ونهتف كشعب فلسطيني بنشيد الدول العربية وربما العالم في الشتات ، كنا نحن الى ذلك العلم وهذا النشيد ، وعندما كبرت ، جعلت من العلم الفلسطيني إيقونتي الأثيرة ، والنشيد لحني المميز ، فرنة هاتفي هي لحن النشيد الوطني الفلسطيني بل هي النشيد كاملا والذي يجهله الكثير من أبناء الشعب العربي والفلسطيني ، وهو لحن مميز وجميل وثوري وحماسي جدا ، تأليف الشاعر الفلسطيني سعيد المزين "فتى الثورة" ولحنه الموسيقار المصري علي إسماعيل وعرف هذا النشيد بأنه نشيد الثورة الفلسطينية. وهو الذي كان نشيد منظمة التحرير الفلسطينية وأصبح فيما بعد النشيد الوطني الرسمي لدولة فلسطين.
هل ستتاح الفرصة لنرى علم وطننا الام عزيزا مرفوعا مرفرفا ونحن نقف تحت ظلاله ننشد :
فدائي.. فدائي.. فدائي
يا أرضي يا أرض الجدود
فدائي.. فدائي.. فدائي
يا شعبي يا شعب الخلود
بعزمي وناري وبركان ثاري
وأشواق دمي لأرضي وداري
صعدت الجبال وخضت النضال
قهرت المحال حطمت القيود
فدائي.. فدائي.. فدائي
يا أرضي يا أرض الجدود
فدائي.. فدائي.. فدائي
يا شعبي يا شعب الخلود
بعصف الرياح ونار السلاح
وإصرار شعبي لخوض الكفاح
فلسطين داري و أرض انتصاري
فلسطين ثاري وأرض الصمود
فدائي.. فدائي.. فدائي
يا أرضي يا أرض الجدود
فدائي.. فدائي.. فدائي
يا شعبي يا شعب الخلود
بحق القسم تحت ظل العلم
بأرضي وشعبي ونار الألم
سأحيا فدائي وأمضي فدائي
وأقضي فدائي إلى أن أعود
فدائي
التعليقات (0)