مواضيع اليوم
|
مازجة فيها خيالها بما تراه عدسة كاميرتها من مشاهد، منتجة عالما من الصور المتضمنة رسائل عميقة عن الحياة. والفن بالنسبة لسمر وسيلة للتعبير عن ذاتها وجزءاً أساسياً من حياتها وعلاجاً للنفس إذ تقول: "بدأت التصوير في أسوأ لحظات حياتي عندما كنت حزينة، مكتئبة وضائعة، فوجدت نفسي في تلك الموهبة التي شفتني من جراحي وضياعي وملأت الفجوة المتواجدة في حياتي لذلك أسميت معرضي الأول (علاج الإدمان) “addictive therapy”" المزج بين الخيال والواقع سمر ليست بالفنانة التي تلتقط الصورة بهدف نقل الحدث وإنما تخلق الصورة بهدف نقل رسالة من خلالها بحيث تحاول في أغلب أعمالها أن تجسد الفقر والإنسانية والأشياء الهامشية والمنسية في الحياة إذ تشير إلى أن صورها ليست وثائقية تحمل معان ورسائل واضحة بل هي محاولة لجلب الخيال إلى الواقع برسائل عميقة وطريقة مجازية في التعبير مستعملة اليدين الوسختين والرمل والبيض للدلالة على الفقر وغيرها من الدلالات الأخرى التي تبهر الناظر ببساطتها وإعجازها كأنها صور فنية لأحداث متوهمة وحقيقية في ذات الوقت. رسائل اجتماعية وسياسية تهتم سمر في تصويرها بالأمور الإنسانية البحتة كحقوق الإنسان وتعتقد أن الفن ليس بالأمر المجرد وإنما لا بد أن يحمل رسالة معينة سواء كانت سياسية أو اجتماعية مأخوذة من واقع الحياة المعاش، كما ترى أن الفن هو أداة سياسية سواء اعترفنا بذلك أم لا وأن السياسة تؤثر في الفن وهو بدوره يؤثر فيها. الحدس أقوى من القاعدة تؤكد سمر أن صورها بسيطة ببساطة الأدوات التي تستخدمها للدلالة على المعاني والرسائل التي تريد ايصالها وهي أمور نراها يومياً ولا نعيرها أي اهتمام كالرمل والبيض والأزرار وما شابه ذلك مشيرة إلى أن فنها هو تعبير ذاتي عن نفسها فهي ليست متأثرة بمدرسة معينة من المدارس ولا تتبع قواعد معينة في التقاط الصور كما أنها لم تدرس التصوير وإنما حدسها هو الذي يدفعها إلى خلق وضعيات معينة وصور وأحداث بعينها. وتعتمد سمر في صورها على كيفية شعورها في تلك اللحظة، والرسالة التي تريد ايصالها إذ تقول: "أنا لا أخطط لصوري مسبقاً وإنما هي وليدة اللحظة الراهنة وهذا ما يجعلها طبيعية وعشوائية بقدر طبيعية اللحظة وعشوائيتها". صدفة خير من ألف ميعاد وعن بدايات تجربتها التصويرية تتحدث سمر: "كان ذلك قبل 3 سنوات عندما استيقظت ذات يوم وفي نفسي رغبة عارمة في التقاط الصور وحينها لم أكن أملك آلة تصوير مهنية ولم أكن أعرف أني سأكمل طريقي واتخذها مهنة لي وموهبة لا أستطيع العيش من دونها". وكما يقولون فصدفة خير من ألف ميعاد إذ عرضت سمر صورها لأول مرة في موقع فني فلسطيني بعدما أقنعتها صديقتها في ذلك، وهي بدورها لم تكن واثقة بأن صورها ستلقى رواجاً ونجاحاً وصدى واسعاً آنذاك إلا أن التجربة أثبتت لها أن ما لا ينتظره الإنسان هو الذي يأتيه دائماً فهي الآن تملك موقعاً ألكترونياً خاصاً بها، يرتاده العديد من الزوار الذين يحبون استعراض صورها وأعمالها وجديدها. نتاج ذاتي ومعارض فنية فتحت هذه التجربة الباب مشرعاً أمام الفتاة التي لم تتجاوز الثالثة والعشرين من عمرها إلى إقامة معارض فنية في العديد من الدول الأوروبية والعربية في براغ والأردن وفلسطين عارضة صورها التي تحمل رسائل يستقبلها الجمهور كل بحسب نظرته للحياة والكون والمجتمع. وتتحدث سمر عن معارضها بوصفها نصر لها فكل واحد فيها مختلف عن الآخر وكل منها نابع من ذاتها وتجاربها فهي تصور لتتناغم مع نفسها وهي تعتبر التصوير طريقة علاجية في التعبير عن النفس وتختم حديثها قائلة: "أنا لا تهمني الشهرة بقدر ما يهمني طبيعة أعمالي والرسائل من ورائها".
|
التعليقات (0)