مواضيع اليوم

فلتذهبنَ إلى الجحيم

رَوان إرشيد

2012-11-27 17:11:03

0



فلتذهبنَ إلى الجحيم

في حادثة غريبة للغاية، و بينما أنا مع زملائي و زميلاتي في قاعة الدرس، إذ بأستاذي الذي أحترمه كثيرا يطرح عليّ أغرب الأسئلة التي واجهتها، حين قال لي: مـــزوار! لو طُلب منك أن توزع ميراثا بين ورثة، كيف ستوزعه؟
و أنـــا كعادتي حاولت الإجابة، و لكنني لم أتوقع أبدا ردة الفعل التي قوبلت بها إجابتي من طرف زميلاتي، لأنها كانت كارثة أنثوية بامتياز.
لقد أجبت: أستاذي! بكل صراحة، سأقصي الجنس الأنثوي من الميراث، و سأعطي نصف حصة الشاب للشيخ، و أحتفظ لنفسي بالحصة الأكبر.
ابتسم أستاذي ابتسامة الاحترام، بينما زميلاتي ثائرات، و يحاولن الدفاع عن حق المرأة الذي انتهكته على حسب رأيهنّ، و راحت أحداهنّ تتعجب! و الأخرى تسمعني ما لا ترضى به نفسي، و غيرها ينظرن إليّ بنظرات الاحتقار، ولكنني أبديت رأيي فحسب، و هي قناعتي، و من لم يعجبه رأيي فليذهب إلى الجحيم.

أيتها النسوة ! لو كنت رئيس جمهورية، لوقعت أوّل مرسوم رئاسيّ أطرد به كل النساء من جمهوريتي، و لو كنت مَلكا لأمرت بقتل جميع النساء اللواتي يتواجدن فوق أرض مملكتي، و لو كنت من الآلهة لما خلقتكنّ أصلا. و لتركت الرجال يعيشون بسلام و حرية لا نظير لها فوق هذه المعمورة.
النساء هنّ سبب الشقاء، و البؤس و الضرّاء، و التاريخ البشري حافل بكل أنواع الاضطهاد الذي وقع فيه الرجال بسبب النسوة، فكم من رجل خسر حياته من أجل امرأة، و كم من قوم خسروا هيبتهم من أجل راقصات، و كم من قتيل سقط في ساحة اللؤم الأنثويّ و كم …. و كم ؟؟
فسبب نزول البشرية إلى الأرض كانت امرأة، و سبب حرق طروادة كانت امرأة، و سبب سحب المسلمين من الأندلس على أنوفهم كانت امرأة، و سبب ضياع فلسطين من بين أيادي العرب كانت امرأة، فأرجوكم أيتها النسوة لقد اكتفينا منكن. و أرجوكم ارحلوا عنـــّا.
فكلما راجعت قصة سقوط غرناطة تحزنني تلك الجلسة التي كان عليها ذاك الشاب الأندلسي، بعد صلاة الفجر، و هو يرثي حبيبته التي هجرته، إنها المصيبة التي لم أجد لها حلا إلى الآن….
ففي فترات من الزمن، كان موضع النساء موضعا بائسا، و كأنهنّ لسن من البشر، يحرم عليهنّ دخول الكنائس و دور العبادة، لأنهنّ اعتبرن مخلوقات نجسة، و بالتالي وجب عدم تركهن ينجسن بلاط الملوك و بيوت الآلهة، و في فترات أخرى من الزمن الغابر، كن يُبعن في الأسواق كأيّة سلعة أخرى، و في أيام هيبة العرب الأولى كنّ يَنَمْنَ مع باقي الحيوانات في الحظائر، و لكنني اليوم، أي في القرن الواحد و العشرين أحنّ إلى هذه الفترات الزمنية العطرة، و لاعتبرتها أوسمة شرف لو كنت موجودا خلال تلك الحقب.

قد يسأل سائل: ماذا عن أمك؟ و أختك؟ و زوجك؟ أليسوا نساء؟ لكنني أجيب: سيكونون أوّل الضحايا، و سأعيد ما فعل نيرون العظيم بنساء روما لو فسح لي المجال لذلك، لدى أيتها النسوة، الويل لكُنّ مني ‼.

السيّد: مــــزوار محمد سعيد




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات