فلة ... تلك اللعبة الشرقية المميزة التي أحباتها فتياتنا الصغيرات وحرصن على اقتنائها ،، يا ترى هل هي مجرد دمية أم أنها موروث ثقافي موجه يظهر على صورة دمية يلعب بها البنات و يتغنون بأغانيها الجميلة الهادفة ، في الحقيقة أرى أن هذه الدمية أخذت حيزا لا بأس به من إعلامنا العرب الموجه للأطفال و كان لها الدور الفاعل في تأصيل عاداتنا العربية والإسلامية كذلك ، ليس فقط ذلك إنما امتد الأمر لتلم شمل الأمة العربية في أغنيتها الأخيرة المميزة... في الغرب الدمية الجميلة باربي التي فتنا بها سابقا ونحن في سن الطفولة تلك الدمية الأوروبية الشقراء صاحبة العيون الزرقاء والمايو الوردي اللماع كم وكم كنا نلبسها ذاك المايو ونتخيل أن نرتديه نحن أيضا عندما نكبر !! فالأطفال يحلمون بما يلقى في أيديهم و يقلدونه دون أن يفكروا هل هذا صح أم خطأ ؟؟ إلا إذا كان الوالدان واعيين جدا وحرصيين جدا على بناتهن فالأمر هنا يختلف ، لا أعرف لم غاب عن بال من كان يتهاون في شراء هذه الدمية لبناته أن هذه الدمية بلبسها وأناقتها وملامحها الغربية ربما قد تكون يوما ما قدوة لبناته الصغيرات ،، و إن كانت محظوظة جدا و نشأت على الدين و التقوى وحفظ القرآن فإنها ستعاني الكثير من أجل أن تخلص عقلها اللاواعي من تلك الخيالات والمداعبات الطفولية التي كانت أدمغتنا الصغيرة تحيكها وترسما ليل نهار !!! وهذا يؤكد أن اللعبة - على ضآلة فكرتها بالنسبة لنا نحن الراشدون - أيضا قد تؤثر بالنشء وتؤثر بمعتقداته و ثقافته وعاداته وتقاليده ، ولا نستبعد بعد ذلك أن تكون الدمية الجميلة باربي هي سبب في حب كثير من النساء العربيات المسلمات - وغيرهن - للمرأة الغربية وجعلها قدوة في كل شيء لباسها نحالتها طريقة تعاملها مع زوجها وبيتها وأطفالها و حتى في أفكارها ومعتقداتها و أيضا تبعيتها لها في قضايا تحرير المرأة و غيرها من الأمور !! لا أحد يعلم كم من التأثير أحدثت هذه الدمية على عقولنا اللاواعية - إلا من رحم ربي - .. بكل صراحة وصدق أغبط هذا الجيل الجديد على ما أتيح له دون غيره من الأجيال السابقة أمثال جيلنا الذي لم يخطط له أحد وعانى الكثير من أجل المحافظ على ما بقي له من موروث عربي إسلامي ،، فالبديل العربي الإسلامي الراقي المميز أصبح متوفرا لهذا الجيل بل وإنه ليفوق في جودته وجماله عن ما كان متوفرا لنا ونحن صغار ،، فهنيئا لكم يا أمهات و آباء الحاضر على ما يخطط له الإعلام العربي الهادف لأبناءكم ، وهنيئا لأطفالنا بدميتهم الراقية فلة .. أطيب المنى ..
التعليقات (0)