فلاندرز البلجيكية تحظر الحجاب

فلاندرز البلجيكية تحظر الحجاب
المسلمون يلجأون للقضاء ويتظاهرون ويقررون إنشاء مدارس إسلامية

بقلم/ ممدوح الشيخ

أعلن مسئولون بلجيكيون أن إقليم فلاندرز البلجيكي الناطق بالهولندية يعتزم حظر ارتداء الحجاب في المدارس الحكومية، وذلك بعد عشرة أيام من المواجهات مع الأقلية المسلمة بالإقليم حول هذه القضية. وسيتم تنفيذ القرار بشكل فوري لكنه سيسمح بفترة انتقالية لمدة عام لتلك المدارس التي لم تفرض حظرا خاصا بها. كما سيتم استثناء حصص الدين الإسلامي من هذا الحظر. جدير بالذكر أن معظم المدارس في منطقة "فلاندرز" كاثوليكية.
وقبل الحظر يحق لكل مدرسة في فلاندرز اتخاذ القرار الخاص بها فيما يتعلق بالسماح بارتداء الحجاب. وكان ما يقرب من ثلث مدارس الإقليم البالغ عددها 700 مدرسة حظرت ارتداء الحجاب، وجاء في بيان صادر عن المدارس التي قررت حظر الحجاب إن هذا القرار يعزز مشاعر المساواة ويمنع تشكيل مجموعات أو التمييز على أساس الرموز الخارجية لفلسفة الحياة. وحتى صدور القرار كان ثلث المدارس يسمح به بصورة صريحة، حيث كان يوجد 23 مدرسة فقط من بين 148 مدرسة في المراحل الأقل من الثانوي تسمح بارتداء الحجاب، بينما كانت هناك مدرسة واحدة فقط ثانوية تسمح به. الثلث الثالث لم يكن قد قرر بعد. وهو نظام كان يساهم في تقليص التوتر حول القضية حيث كان يسمح لكل مدرسة على حدة بالتشاور مع أولياء أمور تلاميذها.
لكن المشكلة انفجرت في مطلع سبتمبر الجاري عندما فرضت مدرستان إحداهما في مدينة انتويرب والثانية في بلدة هوبوكن المجاورة حظرا على الحجاب. وقالت المدرستان إن هذا التصرف كان ضروريا لأن بعض من تلميذاتها أجبرن من قبل زملائهن على ارتداء الحجاب على غير رغبتهن.
وقد تسبب قرار الحظر في اندلاع مظاهرات من جانب التلاميذ المسلمين ونشرت الصحف البلجيكية على صفحاتها الأولى أنباء المتظاهرين الذين حملوا لافتات تقول: "لا حجاب.. لا تلاميذ" و"الجميع أحرار عدا نحن". وفي عطلة نهاية الأسبوع قام مخربون مجهولون باقتحام مدرسة هوبوكن وحفروا على الحوائط عبارة "لا حجاب....لا تلاميذ" وحطموا فصلا دراسيا. وفي محاولة لإلغاء القرار طعنت تلميذة مسلمة في قانونية الحظر. وقضت السلطات بأن المدارس المعنية تجاوزت صلاحياتها وأن حكومة الإقليم ستتخذ قرارا بشأن الحظر.
وفيما يستمر الجدل والاحتجاج قرر مسلمو بلجيكا بناء مدارس إسلامية للرد على حظر الحجاب وأكد ناشطون إسلاميون بلجيكيون أن المسلمين سيردون على قرار منع الحجاب بطريقة مشابهة لرد الطوائف الدينية الأخرى عن طريق العمل على بناء مؤسسات تعليمية ومدارس خاصة بها وهو الخيار الوحيد الذي يتركه المتطرفون من المشرفين على المؤسسات التعليمية أمام أبناء الأقلية الإسلامية. وشدد آخرون على أن مسلمي المقاطعة سيتجهون تدريجيا إلى استخلاص الدروس من الحصار الذي باتوا يتعرضون له بشكل منهجي ومنظم وتحت تبرير الدفاع عن قيم المجتمع البلجيكي وفي سعي واضح للتمييز بين مكونات المجتمع.
من جانبها، دعت الهيئة التنفيذية لمسلمي بلجيكا لاتخاذ إجراءات قانونية ضد قرار الحظر الذي سيطبق بحلول العام المقبل على جميع المدارس العامة التي تتحدث بالهولندية في فلاندرز حيث كثير من الفتيات المسلمات من بلدان مثل المغرب وتركيا وباكستان وغيرها من البلدان الإسلامية يدرسن في المدارس التي تتحدث الهولندية في منطقة فلاندرز وقد عينت بلجيكا ما يقارب 400 معلم مسلم في فلاندرز لإعطاء دروس خاصة حول الإسلام للتلاميذ المسلمين.
ويعيش في بلجيكا نحو 450 ألف مسلم من أصل حوالي عشرة ملايين نسمة، ويتوزع المسلمون بين 250 ألفا من أصول مغربية، و130 ألفا من أصل تركي، و30 ألفا من أصل ألباني، أما الباقي فمن أصول فلسطينية وجزائرية وتونسية وبوسنية.