مواضيع اليوم

فكر الفقر أم فقر الفكر ؟ !

أحمد قيقي

2014-03-08 22:21:08

0

للكاتب الكبير  الدكتور : يوسف إدريس  كتاب تحت عنوان : فكر الفقر  وفقر الفكر  - يتناول فيه  العلاقة  بين  الفقر المادى  والحاجة الاقتصادية  وبين  التخلف الفكرى والثقافى  ويرى أن كلا منهما  مدد  للآخر  وأحد أسباب إنتاجه ,  إلا  أننى أرى  أن المشكلة  تبدأ  بالفكر  وتنتهى  به  سواء  كان  ذلك  على مستوى الأفراد أو الشعوب  ,  وسوف أتحدث  عن أثر  فقر الفكر لدى الشعوب  على  نموها الاقتصادى  وتقدمها العمرانى  مستدلا  على ذلك  بحال  شعوبنا العربية  حيث  أرى أن مشاكلنا  ورزايانا  هى فى الأساس  منتَج  فكرى  , وأن  فقر  مواردنا  الاقتصادية  هو ابن شرعى لفقر  فكرنا  ,  وأن أية  محاولات أو طموحات  للخروج  من أزمتنا الاقتصادية  وتجاوز حالة الفقر التى تعيشها شعوبنا  خاصة شعبنا المصرى  هذه المحاولات سيكون  مصيرها الفشل   إذا  لم نبدأ البداية الصحيحة  وهى  معالجة  أفكارنا  وفك  قيود عقولنا  والتحرر  من تراث  اللاعقلانية  الذى يجثم على القلوب ويخنق  الأرواح  ويقتل الإبداع  , .  إذا نظنا إلى دولة مثل مصر  نجد فيها تكاملا اقتصاديا فى مواردها الطبيعية يندر نظيره فى العالم  من حيث الموقع الفريد  ,  والأرض الصالحة للزراعة وتنوع المواد الخام  بما فى ذلك البترول  وثلث  آثار العالم ,  وأكاد  إقول إنه يندر أن تكون هناك مادة اقتصادية غير موجودة فى مصر , ومع ذلك  فهى فى مقدمة دول العالم فقرا  واحتياجا  وأزمات  اقتصادية  واجتماعية  !    وأنا هنا لست فى حاجة إلى الاسهاب  فى عرض مظاهر الفقر الفكرى  فى مصر فالكل  يعرف  ذلك  وإن حاول أن يتعامى عنه  .  إن  سيطرة  الفكر الغيبى   القدرى على عقول المصريين  أمر واضح لكل من أراد أن يرى   ,  وسطوة التيارات  السلفية  المصرية , وانتشار  ثقافة  التحريم  وأخص هنا تحريم  تحديد  إنجاب  الأطفال  على أساس مقولة : إن الطفل اللى بيتولد  رزقه بيتولد  معاه ,  وأن المكتوب على الجبين لا زم تشوفه العين  إلى غير  ذلك  من أفكار لا يمكننى حصرها فى هذا المقال القصير  , كل  ذلك  أدى  إلى الكسل فى العمل  وشل  حركة  الفكر  , وعوّق   طاقة الإبداع  , وساعد  على انتشار الآفات الأخلاقية  من حيث طلب  الشىء من غير  سببه  الطبيعى  فانتشرت الأوبئة الأخلاقية من كذب ورشوة ومحسوبية  .  أكرر  أننى لا أريد الإفاضة فى ذكر  ألوان من الأفكار المخزية  التى انتشرت أخيرا  مثل  تحريم التماثيل  , وتحريم عمل المرأة ووجوب الفصل بينها وبين الرجل  فى الأماكن العامة   كل هذا  كان له أخطر الأثر على دولاب العمل والإنتاج   لأن  القاعدة الذهبية  هى أنه  بدون فكر  حر   لا يوجد إنسان حر  وبدون حرية الإنسان  تذبل  الضمائر  وتخفت الطاقة  على حلول المشكلات  .  ومصر   فى ذلك مثل  بقية الدول العربية حيث تقارب الفكر والثقافة   , ورغم بعض الوفرة المالية لبض الدول النفطية إلا أنها لا تعتبر من الدول المتقدمة  أو  المسهمة فى مسيرة الحضارة الإنسانية  .       . هنا  أؤكد  للقادة الذين قد يتولون أمور أوطاننا بعد أن تهدأ  عاصفة  الربيع العربى الهوجاء  القاتلة  أؤكد  أن أية محاولة  للنهوض   ورفع الطاقة الإنتاجية  للمواطنين  لا بد أن تبدا  من  القضاء  على فقر  الفكر   , وأن ميدان المواجهة  سيكون فى دور التعليم  , وجميع مؤسسات الدولة  .  لا طريق للخلاص  إلا بإحياء  قيم الدولة العلمانية  التى تحترم الدين  وتصون حرية العقيدة وتمنع  الإساءة إلى المقدسات  , ولكنها فى ذات الوقت  تترك  طاقة الإبداع الإنسانى  تنطلق  بلا قيود او حدود  .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !