مواضيع اليوم

فكر الزنادقـة

عبدالسلام كرزيكة

2009-04-28 13:41:02

0

أيعرف أحدكم ما هي أسوأ اللحظات في حياة الإنسان المسلم ؟...إنها اللحظة التي يجد فيها نفسه أمام هجوم عاتٍ على مقدساته التي تتعدى كونها مجرد مقدسات..فهي منهج حياة..وهي فلسفة بشرية تتعدى المنطقية ، إلى قانون أعدل من كل القوانين الوضعية...وفكرٌ (أصفى وأنقى)من أي فكرٍ (جاهل) لا يؤمن بالغيبيات بداعي التمدن والتحضر..؟!
أي فكر هذا الذي يلد لنا آراءا تتناقض مع الشريعة السماوية ، فيحاول إثباتها بها..؟....وحديثي ليس موجها لشخص بعينه..أو طائفة محددة...بل إنه شيء أرقني أن نُرمى بالتخلف والجهل ـ فقط ـ لأننا نريد إقامة حدود الله..؟!..ولأننا نعاتب كل من تسول له نفسه طلب اللجوء (الفكري)هربا من إقامة الحد على تجاوزاته..؟! فشريعة المولى تبارك وتعالى ليست مجرد (كلمات); مبنية على أساس (هوى زنديق)..أو فلسفة أصولها( تقليد أعمى) تصور به أصحابه أنهم تجاوزوا (تخلفنا) وأنهم أضحوا من أصحاب الآراء الفريدة والأطروحات المميزة!....لا يا إخواني فشريعة الله أعظم مما يتهيأ لهم بكثير...فأن أقرأ لإنسان يدافع عن (المثلية الجنسية ) أو عن (الزنا) على أنه حرية شخصية...ويصف دعاة معاقبة هؤلاء (الزنادقة)بالجهلة والمتخلفين ، فهو أيضا (زنديق) بل هو أسوء...
إخواني لست من دعاة التطرف ...ولا من دعاة( الميوعة) كهؤلاء...بل إني مسلم معتدل (أبكي) أحيانا حين أتذكر أو أذكَّر بأهوال يوم القيامة وحين أتذكر قول المولى تبارك وتعالى :[[ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد]]..فكل كلمة نحن مسؤولون عن التوجهات التي ستتخذها بمجرد مغادرتها لعقولنا...فهل يعرف هؤلاء وأمثالهم هذا الكلام؟..أم أنهم يأخذون من كلام الله ما يخدم مصالحهم فقط (وأي مصالح..؟!)
وأي مصالح هذه التي تدفعك لتفسير كلام الله على هواك حتى تصل إلى الحد الذي تستبيح فيه (المثلية الجنسية )أو (الزنا)..أي نفوس هذه التي تتهم المناهضين لهذه المنكرات بالتخلف الفكري...وأنا شخصيا أفضل أن أكون متخلفافكريا عن ركب التمدن (الزائف) على أن أكون متخلفا (عقائديا)...قال تعالى :[[وما ينطق عن الهوى]]..فهل تراني (كمسلم)أكذب الله وأصدق (من يدافع عن الرذيلة على حسب فكره الزنديق وهواه)..؟! طبعا أنا مع كلام الله قلبا وقالبا...فالمولى تبارك وتعالى قال أرجموا الزاني فسنرجمه..وقال إقطعوا يد السارق فسنقطعها....فأنا كما قال أحد الكتاب [إيماني كإيمان العجائز]...ويقصد هنا ـ على حسب مفهومي ـ التسليم للأحكام الشرعية دون نقدها أو البحث في خفاياها العميقة.....
سيقول (المتحتضرون) لماذالا نرى هذه الأحكام تطبق على أرض الواقع في البلاد الإسلامية ، وأكتفي بالقول إن الموت رحلة لابد منها وستُجازى كل نفس بما كسبت..فالله يمهل ولا يهمل ...أيعتقد القاتل الذي قتل نفسا مسلمة أن نجاته من عقاب الدنيا تمنع عنه عذاب الآخرة؟..لا والله ..[[فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره]]...
دعوة لإخواني جميعا إلى عدم الإنسياق وراء الأفكار التي لانعرف لها تصنيفا غير (الزندقة).......وتذكروا واقعة المخزومية التي سرقت فطلبت لها الشفاعة عند رسول الله..وحينما أتاه الطالب تعجب منه رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا:[[أتشفع في حد من حدود الله.....فوالله الذي بعثني بالحق لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها]]...سبحان الله....
حتى ولو كان المتعدي لحدود الله إبن رسول طاهر شريف وعفيف لأقيم عليه الحد....!
فمابال الذين يتعدون حدود الله الحساسة والتي لم يترك فيها فتوى لأحد (كالزنى وأخواتها)...لينهض (حثالة المجتمع ) فيدافعون عنهم بكل جرأة وبكل إستماتة بداعي التحضر...وأي تحضر لأناس لايؤمنون بوجود الله أصلا لينقلوا كلامه الكريم ويستعملونه دليلا(ضد)ماحرمه..بربكم إخواني أليست هذه (قمة الزندقة)..؟!




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات