هذاعنوان مقال للشيخ على الطنطاوى يرحمه الله نشر عام 1972يتحدث فيه عن فقدان تأثير او ضعف تأثير العمل الدعوى الى الاسلام يقول الشيخ على الطنطاوى "لماذا انتهت جهودنا الى الهزيمة والفشل؟فكروا لماذا؟
بعد مايطرح الكاتب عدة اسئله وينفى الاجابات يقول :"فالاسلام كان صالحاً لعصر محمد وصحبه,وبقى صالحاً فى عصر الذرة والصاروخ ومركبات القمر ,وسيبقى صالحاً,ويبقى دستور الحق والخير والجمال وطريق سعادة الجسم والعقل والروح فى كل عصر .
وهذه دعوى ضخمه ,ولكن معنا دليل أضخم من الدعوى.
فلم يكن هذا الفشل إذن ل"قصور" فى الاسلام ,فهل كان لتقصير منا فى الدعوة الى الاسلام؟لأننا لم نستطع أن نستخرج من أصول الإسلام (من الكتاب وصحيح السنة)الأقضية والاحكام الملائمة لهذا الزمان,ولأناا (او لأن أكثر مشايخنا)وقفوا عندكتب الفقه يقرؤنها ويعيدونها ,لايستطيعون الكلام عما ليس فيها وما جد من الاوضاع والمعاملات بعد موت مؤلفيها,".
ثم يستمر الكاتب فيقول :"أم لأننا ندعو الشباب والشابات الى الدين بغير الأسلوب الذى يصلح لدعوتهم.."
ويطرح الكاتب العديد من الاسئلة ثم يقول:"ولكن العقل ايضا كاسمه قيد,والحكمه قيد(اسمها مشتق من الحَكَمه وهى القيد)والقوانين قيد,والحضاره قيد والذى يريد ان يتفلت من كل قيد يصير مجنونا ,فامجنون هو الحر الحريه المطلقه ,يعمل كل مايشاء ,يمشى عاريا او يعرى امرأته ونساء المسلمين,يركب على كتفى سائق السيارة ويدلى ساقيه ,يمنع لصوص الاموال ويسمح للصوص الاعراض ,يحارب من يأتى ليفسد صحة الناس ,او يزهدهم بالولاء لوطنهم ويدعوهم للولاء لإسرائيل ,ويسالم المبشرين الذين يريدون إخراج اولاد المسلمين من دينهم وإخالهم فى دين غيره....هذا الذى له الحريه المطلقه التى يفعل بها ما يشاء,وهذا ه المجنون."
ثم يقول الكاتب:"نعم منا من ينادى بالجوع الى الاسلام ويكرر لك ويعيده ولكن لا يبين كيف الرجوع اليه كخطباء الجمعه يأمرون الناس بالتقوى ولكن لا يوضحون للناس كيف يتقون الله"
"ومنا من يأخذ بعض الفروع فيجعلها هى الدين ويلقنها الشبان الناشئين ,يبدؤهم بها قبل تصحيح العقيده وقبل معرفه الكبائر لاجتنابها والفرائض للقيام بها.ثم نختلف على الفروع ونتجادل وتختصم ونضيع بأسنا بيننا ,ومعول الالحاد يعمل فى اساس بناء الاسلام"
"فاذا تصدعت العماره ومالت الى السقوط هل يهتم احد بكسر قفل الباب او زجاج النافذه؟....زاذا كان المريض مصاب بالقلب تحت ايدى الجراحين فى غرفه العلميات وهم يعدون الثوانى يخافون ان يعاجله الموت قبل اتمام العلميه , هل يهتم احد بشوكه دخلت تحت ظفره؟"
"لقد فقدنا ارثنا من الحماسه والنشاط وتسللت الى عروقنا جراثيم الخمول والكسل فآثرنا الراحة على العمل ولبستنا حقيقه يوجعنى الاعتراف بها ويشد على صدرى حتى احس بالاختناق,ولكنها تبقى حقيقه. حقيقه اعترف بها وذقنى تضرب صدرى وبصرى – من الحياء-الى الارض ,هى ان اهل الباطل لهم من ايمانهم بباطلهم وحماستهم له والدافاع عنه وبذلهم فى سبيله المال والنفس اكثر مما لنا (نحن اهل الحق)من الايمان بحقنا والجهاد فى سبيله وحمل الاذى والذود عنه"
"انهم يمشون مجاهل الارض ,يسكنون اكواخاً كأنها قبور ويصبرون على معاشرة اصحابها ليدعوهم الى ما يؤمنوا به ,ومنه من يقاتل فى سبيل معتقده الارضى اقوى دول الارض , التى الهبت بطيارتها بلده بالنار واشاعت فى اقطاره الدمار ,وهو ماض لا ينثنى ....كما كان فى فيتنام."
"ونحن المؤمنين بأن الجهاد اصل من اصول ديننا ,نحن الذين نؤمن بأن شهيدنا حى فى ضيافه ربنا ..........ننتهى هذه النهايه "
" ما اشد السقطه على رفيع المقام"
"التجربه اصدق برهان ونحن جربنا يوما ادخال الاسلام الى المعركه فاستنقذنا به القدس من ايدى جيوش اوروبا كلها بعدما ملكوها اكثر من تسعين سنه ,وجربنا ابعاد الاسلام عن المعركه فأضعنا القدس بعدما كانت فى ايدينا ومع ذلك نجد صعوبه بالغه فى افهام المسلمين هذه الحقيقه الظاهرة افليس هذا عجيباً"
"اللهم يا من قلوب العباد فى يديه آخى قلوب المسلمين ولينها وارزقها الانتفاع بالمواعظ آمين"
التعليقات (0)