تحاصرك الديون ويطاردك الديانة ، ولا تستطيع الهروب ، ولا تمكنك ظروف المعيشة الصعبة من التملص أو الفكاك ؟ وتنظر لكل شخص غني علي أنه نصاب أو لص كما يعتقد الآخرين . إذا كنت هذا الشخص فاعلم أن أوضاعك لن تتغير إلى الأفضل ولن تتقدم خطوة واحدة ، وستطارك الديون وتزداد علي عاتقك ، إذا لم تغير نظرتك للحياة أولاً ، ويرجع الخبراء سر هذه النظرة إلى طريقة التربية التي تعتمد على الاعتقادات الخاطئة التي لا تنم إلا عن السلبية وعدم القدرة على صنع النجاح.
هذه النظرة لا تنطبق على مجتمعاتنا العربية فقط ، ولكنها موجودة بالعالم كله ، كما يقول الكاتب الأمريكي جاك كانفيلد الذي نشأ على هذا المبدأ بفضل أبيه الذي كان يردد عليه كلماته المفضلة : "المال لا ينبت على الأشجار .. من تظنني ، روكفلر".
حقق تصوراتك
وأكد كانفيلد أن الأفكار التى نشأ عليها جعلته يعتقد أن الحياة صعبة وشاقة تحتاج دائماً إلى المجاهدة ، وسرد تجربته خلال الفيلم الأمريكي " "The Secret أو "السر" الذي كشف عن بعض أسرار النجاح ، وأثار ضجة كبيرة .
تغير مسار حياة "كانفيلد" فجأة عندما التقي بالمليونير الكبير والمؤلف "كليمنت ستون" الذي يحمل فلسفة خاصة للنجاح تعتمد على الفكر الإيجابي وقرأ في أحد كتبه هذه العبارة : "أي شئ يستطيع عقل الإنسان أن يتصوره فإنه يستطيع إنجازه".
يقول الكاتب "كانفيلد" : عندما كنت أعمل مع "كليمنت ستون" قال لي أريدك أن تضع هدفاً يكون كبيراً ، لدرجة أنك لو حققته سيأخذ عقلك ، والمهم أن تعلم أنه حدوثه مرتبط بما علمتك إياه .. عند ذلك كنت أكسب 8000 دولار سنوياً ، لذلك أردت أن أتوقع شيئاً يمكن قياسه فعلاً إذا حدث ، فقلت أريد أن أكسب مئة ألف دولار في العام ، ولم يكن لدي أدني فكرة كيف سأتمكن من فعل ذلك ، ولم تكن لدي خطة أو أي إمكانية ، لكنى قلت لنفسي أنني سأعلن ذلك وأعتقده ، وسأتصرف على أنه حقيقة وسأثبته ، وقمت فعلاً بذلك.
كانت أحد الأمور التي تعلمها "كانفيلد" من "ستون" أن كل يوم يغلق فيه المرء عينه ويتصور الهدف وكأنه تم إنجازه يتحقق ، لا شك أن "ستون" يؤمن بالحقائق المادية فقط ، ولا يعلم بالحديث القدسي القائل "أدعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة".
وبالفعل طبق كانفيلد كلامه ، وزاد 5 أصفار على ورقة دولار ، لتصبح 100,000 ووضعها فى السقف ، ليكون أول شئ يراه عندما يستيقظ لتذكره بنيته القوية ، ثم يغمض عينه ،ويتصور أسلوب حياته الجديد مع زيادة دخله إلى مئة ألف دولار سنوياً ، لكن لم يحدث أي شئ غريب فى حياته لمدة شهر ، فلم تأتيه أفكار مبتكرة ولم يعرض أحد عليه أن يغترف من تلال النقود .
وفجأة ، أتته فكرة المئة ألف دولار ، بينما كان يستحم ، بعد 4 أسابيع تقريباً من تصوره الجديد ، ووصف "كانفيلد" هذه اللحظة : تذكرت إني ألّفت كتابا ، فقلت إذا استطعت أن أبيع 400,000 نسخة من كتابي بربع دولار للنسخة ، سيصبح لدي 100,000 دولار.
وبالرغم من أن كتاب "كانفيلد" كان قد ألفه منذ فترة إلا أنه لم ينتبه إليه ، ولم تراوده هذه الفكرة من قبل ، الأمر الذي أعتبره أحد أسرار ومفاتيح النجاح خلال الفيلم ، وأراد أن يوضح خلال هذه النقطه أنه عندما تأتيك الفكرة الملهَمة يجب أن تثق بها وتعمل بموجبها.
عندما جاءت الفكرة للكاتب لم يكن يعرف كيفية تنفيذها ، إلى أن رأي مجلة "الناشنال إنكوايرر"في السوبر ماركت ، وبالرغم من رؤيته لها يومياً إلا أنها جاءت اللحظة للالتفات لها وكأنها قفزَت أمام عينيه لتبقي في ذاكرته ، والتي أعادت له التفكير في بيع كتابه ، وبعد حوالي 6 أسابيع، ألقي كلمة في كلية هنتر في نيويورك ، إلى 600 أستاذ ، وبعد المحاضرة جاءته سيدة أثنت على حديثه وقالت له أنها تعمل ككاتبة بشكل حر ، وتبيع معظم أعمالها لمجلة الناشنال إنكوايرر ، حينها علم "كانفيلد" بأن أمنياته بدأت تتحقق .
وبالفعل نشرت له أول مقالة ،وبدأت مبيعات كتابه بالازدياد ، ولكنه لم يكسب الـ 100,000 ذلك العام ، ولكن كان المبلغ 92,327 دولارا ، وعند ذلك قالت له زوجته " واو، إذا نجح هذا مع 100,000 فهل تظن أنه ينجح مع مليون؟ فأجابها أظن ذلك، تعالي نجرّبه" ، وبالفعل تمكن "كانفيلد" من توقيع شيكاً كبيراً بمليون دولار مع ناشري كتاب "حساء دجاج للروح".
صدق اعتقاداتك
واستفاد كانفيلد من خلال تجربته الشخصية في أن رغبة المرء في تحقيق أهدافه وجني المال أمراً يمكن للإنسان تحقيقه ، والسر فى طرق التفكير إذا تمنت فى الإجابة علي: كيف أستطيع جلب مزيد من المال إلى حياتي؟ كيف أستطيع الحصول على مزيد من الغنى والثراء ؟ كيف أستطيع بينما أحب عملي أن أتعامل مع ديون بطاقة الائتمان ، مع إدراك حدودا للنقود التي يمكن أن تأتي وكيف تستطيع الحصول على أكثر من ذلك ، لإنها لا تأتي إلا من خلال عملك كفيف ستستطيع الحصول على أكثر؟
يقول د. "جوي فيتال" أستاذ الميتافيزيقا وعلوم ما وراء الطبيعة أن كل ما عليك قصده هو الإعلان عما تود الحصول عليه من كتالوج أحلامك ، وإذا كانت النقود أحد أمانيك ، فقل كم ترغب في الحصول عليه ، على أن تقول مثلاً ، أود الحصول على 25 ألف دولار كدخل غير متوقع ضمن الـ 30 يوم القادمة، ومهما كان ذلك ، يجب أن يكون اعتقادك قابل للتصديق بداخلك .
ويؤكد الفيلسوف الأمريكي "بوب بركتور" أن أغلب الناس لديهم هدف الخروج من الديون ، وهذا الأمر يجعلهم مديونين إلى الأبد، لأن التفكير فى ذلك باستمرار يجذب الديون أكثر ، وإذا كنت واحد منهم ، كل مطلوب المنك هو إنشاء برنامجاً لإرجاع الديون تلقائيا وتركيز تفكيرك على الثراء.
وحلل الفيلسوف الأمريكي "جيمس آرثر" هذه المشكلة قائلاً : يقول لي الناس تكراراً ، أود مضاعفة دخلي في العام القادم ، لكن عندما أنظر إلى أفعالهم لا أجدهم يفعلوا الأمور التي تجعل ذلك يحصلون عليها "اِعقـِلها وتـَوَكـّل" ،ويلتفتون يميناً ويساراً ، ويقولون ليس لي المال الكافي ، إذاً ماذا فعلت !! "اِسأل تــُـعطـَى".
فبينما تتذمر حول عدم تملك المال الكافي تشعر بالتعاسة ، وأنت بذلك تستمر في تفعيل الفكرة التي تختلف عن الرغبة التي أطلقتها مسبقاً وهي "الثراء" ،الأمر يرجع أنك ببساطة لا يمكنك إرادة "المزيد" من المال والتركيز على "عدم الكفاية".
تعامل ببساطة
"ديفيد سكارمر" أحد الأشخاض الذين تعاملوا مع الأمر بعد أن وجدوا مفتاح السر بتجربة عملية ، بعد أن كانت كانت إليه عدد لا بأس به من الفواتير المزعجة كل يوم ، وفكر كيف يغير هذا ، ولم يجد إ لا أن يتبع قانون الجذب التى تحدث عنه الخبراء الذي يتلخص فى "أن ما تركز عليه، تحصل عليه" ، فعندما وصله الكشف البنكي قام بتبـيـيـض خانة المجموع ، ووضع رصيداً جديداً بالمبلغ الذي أراد رؤيته ، وتصور ببساطة مجموعة من الشيكات تصل في البريد بدلاً من الفواتير ، وخلال شهر واحد فقط ، بدأت الأمور تتغير ، بشكل مدهش ، وتعامل مع الشيكات التي تأتيه ببساطة في البريد وتخلص من إحساسه بالتعاسة والضغوط ، إلى أن أصبحت الفواتير أقل من الشيكات التى تصله من البنك ، لأنه ببساطة تغلب على الفكرة التى نشأ عليها وهي "يجب العمل بصعوبة للحصول على المال"، واستبدلها بفكرة أخرى وهي "يأتي المال بسهولة وتكراراً".
ويشير الخبراء إلى أن الغنى وضع فكري يرجع إلي طريقة تفكيرك ، قد تعتقد أن هذا الأمر خيالي ، وتقول غيري يستطيع وأنا لا أستطيع ، ولكن خبراء علم النفس يرون أن كل شخص لديه الاستطاعة على تغيير طريقة علاقته وحواره الداخلي حول المال.
يقول الفيلسوف جيمس آرثر : المال هو جزء فقط من الثراء ، فالكثير من الناس في الحضارة الغربية يسعون نحو النجاح ، يريدون الحصول على بيت كبير، والنجاح بالعمل ، يريدون كل شئ ، لكنّ ما وجدته في أبحاثي هوأن الحيازة على تلك الأشياء بالتأكيد لا يضمن ما نريده وهو السعادة وعند ذلك تأتي جميع تلك الأشياء الخارجية ، إنها لا تأتي إلا بطلبها ، عليك أن تطلب الإحساس الداخلي بالسرور ، بالرؤيا الداخلية أولاً ، التى عن طريقها تأتي الأشياء الخارجية ، والسر يعني "اِعملوا فإن كلا مُيـَسَّرٌ لما خلق له".
التعليقات (0)