بسم الله الرحمن الرحيم
نابوليون بونابرت شخصية من أشهر الشخصيات في التاريخ الإنساني !!
في تاريخ فرنسا وتاريخ أوربا و تاريخ المسلمين ، تولى حكمه بعد الثورة الفرنسية مباشرة ، بدأ يكوّن إمبراطوريته وكانت من أوائل أحلامه أن يسيطر على مصر و على الشام وأن يفعل أشياء كثيرة لم يفعلها أحد من قبله من الفرنسيين .
في سنة 1798 ميلادية نظم حملة كبيرة جدا لاحتلال مصر و نجح في احتلالها في نفس العام ودخل بجيوش كبيرة وكان بشخصيته النفعية الإجرامية ليس لديه أدنى مبادئ مع انه بروتستانتي واعتنق هذا المذهب بعد توليه الحكم في فرنسا إلا انه لم يكن لديه مانع في إعلان إظهار إسلامه ؛ بمعنى أنه بمجرد ما دخل مصر إعتنق الإسلام تظاهرا كي يقنع الشعب المصري بقبوله حاكما ، لكن مع مرور الوقت ظهرت أفكاره للتوسع و لتكوين إمبراطورية وأنه ليس له علاقة بالدين ؛ لا الدين النصراني و لا الدين الإسلامي .
خرج من مصر سنة 1799 ميلادي متجها إلى الشام لاحتلال فلسطين لكنه فشل في احتلالها ، حاصر عكا عدة شهور وفشل في احتلالها أيضا وفقد 2200 قتيل حول أسوار عكا لكنه دخل أرض فلسطين من أماكن مختلفة وبدأ يدعو اليهود من كل أطراف العالم ليأتوا إلى فلسطين ليقيموا حكما لهم على أرضها ، طبعا هذا شيء غريب لأنه كما نعلم علماني و اعتنق المذهب البروتستانتي وبعد ذلك تظاهر بالإسلام ثم عاد للبروتستانتية و ينادي بكل معتقداتها بما فيها قدوم اليهود من كل مكان في العالم إلى أرض فلسطين ؛ طبعا هو يريد أن يدغدغ مشاعر البروتستانت في العالم وكذلك مشاعر اليهود و يحزب الأحزاب ضد الدولة العثمانية ، كان من الممكن أن يتحقق ذلك لولا أن الدولة العثمانية استنجدت بإنجلترا و روسيا ، طبعا كانت هذه مشكلة كبيرة ؛ الدولة العثمانية كانت في مرحلة من الضعف و الخلل و الجبن وصلت إلى هذا المستوى المؤسف فبدأت تستعين بأعدائها.
إنجلترا طبعا لديها مشاكل مع فرنسا فاستغلت هذا الاستنجاد من الدولة العثمانية و دخلت بجيوشها و كذلك روسيا الأورثدوكسية التي لديها خلافات كثيرة مع معتقدات نابوليون والثورة الفرنسية ،
حينها نابليون انسحب من أرض فلسطين نتيجة وجود الجيوش العثمانية الروسية و الإنجليزية .
انسحب نابوليون و كان معه 3000 أسير عثماني قتلهم و هو مغادرا وسط البحر .
هذا حتى نعرف من هو نابوليون بونابرت في التاريخ الانساني بجرائهم النكراء في مصر و الشام وغيرهما ، بعد هذا الحدث هُزمت الثورة الفرنسية في مصر و خرجت منها سنة 1801 ميلادية ، طبعا الإنجليز لم يساعدوا الدولة العثمانية محبة فيها أو في المسلمين بل لأنه لديهم مصالح ..
بمجرد ما انتهت الحرب بدأت إنجلترا تفكر في أطماع لديها في مصر وبدات تُجمع الجيوش لتحارب الدولة المصرية التي كانت تابعة للخلافة العثمانية في ذلك الوقت ، الخلافة العثمانية رأت أنه إذا كانت مصر قد نجت من الإحتلال الفرنسي فبعد عدة أيام أو أشهر أو سنوات على الأكثر ستقع في الإحتلال الإنجليزي فأرسلت أحد قاداتها الكبار لنجدة مصر من الإحتلال الإنجليزي ؛بعثت محمد علي ولنقف قليلا لنتعرف على هذه الشخصية على حقيقتها ..
محمد علي ليس عثمانيا بل ألبانيا كان أحد كبار القواد و التجار في الدولة العثمانية وكان يتاجر في السجائر وكان رجلا علمانيا لا دين له ، حاول على قدر المستطاع أن يصل إلى بغيته؛ إلى مصر ليدافع عنها ضد الإنجليز ليستقل بها عن الخلافة العثمانية وهذا ما حصل بالفعل؛ دخل محمد علي مصر سنة 1805 للميلاد وللأسف الشديد كان الشعب مغيبا بل حتى العلماء كانوا مغيبين في هذه الفترة، استقبلوه وظنوا فيه خيرا وقدموه حاكما عليهم و طلبوا من الخليفة العثماني أنذاك أن يجعله واليا مستديما على مصر ،بالفعل أخذ الولاية على مصر لكن بمجرد توليه قتل العلماء و قتل الزعماء الذين كانوا في هذا الوقت في مصر ، و قتل المماليك وعمل أشياء منكرة، و سيطر على الأمور سيطرة تامة ، وبدأ يتعاون مع فرنسا و إنجلترا لضرب الخلافة العثمانية؛ هذه هي قصة محمد علي على الحقيقة التي لا نعرف عنها شيئا ، الشيء الذي ربما نعرفه عن شخصيته أنه أنشأ منطقة مصر الحديثة وكان أحد دعامات التقدم وأنشأ قناطر ومصانع بمساندة فرنسية وإنجليزية واضحة وضد الخلافة العثمانية ، كان معولا كبيرا لتفكيك الخلافة التي كانت تحارب فرنسا و إنجلترا فترة طويلة جدا من الزمن .
هنا بدأت تزيد أطماع محمد علي ليضم إليه فلسطين والشام و هذا يعيدنا مرة أخرى لقضيتنا فلسطين ؛ بدأ ينشر قواته يمينا و شمالا وبدأ بالفعل يدخل أرض الشام و يحتل أرض فلسطين، ضم إليه فلسطين والشام ووصل بجيوشه إلى تركيا وكان يريد أن يغزو تركيا في عقر دارها كان يريد احتلالها و جعلها كلها مملكة علوية، وللوقوف عند تاريخ الخديوي ـ من محمد علي باشا إلى الملك فاروق ـ كل هؤلاء يا إخواني الكرام ليسوا تابعين للدولة العثمانية بل انشقوا عنها و كانوا عونا للإنجليز و الفرنسيين و ارتكبوا أعمالا إجرامية وموبقات وأخطاء كثيرة، و من العدل ألا نُحمّل الخلافة العثمانية أخطاءهم تلك .
وصل الأمر في النهاية إلى معاهدة بين الدولة العثمانية و بين محمد علي على أن يرجع بجيوشه إلى مصر لتبقى مصر ولاية له و لأولاده من بعده وبهذا خرجت مصر من الخلافة العثمانية و أصبحت ولاية علوية له؛ خرجت خارج معادلة فلسطين و طبعا هذا أراح اليهود بشكل كبير جدا وبدأوا يفكرون جديا في قضية فلسطين بعد غياب مصر من الساحة الإسلامية وليس هذا ما حصل عليه محمد علي فحسب بل أخذ حكم الشام مدى الحياة وبعد موته تعود مرة أخرى إلى الخلافة العثمانية .
في هذا الوقت كان هناك أمرا خطيرا جدا يحدث على الساحة و لم يلتفت إليه أعضاء الخلافة ألا وهو تنامي قوة يهود الدونمة بحيث بدأوا يتغلغلوا وسط كيان الخلافة وفي المناصب السياسية و المناصب الرئاسية وفي القضاء حتى في بعض المناصب الدينية و كوّنوا قوات في الجيش العثماني ولعل كلنا نسمع عن حزب الإتحاد و الترقي كان يقوم في المقام الأول على أكتاف اليهود الذين تظاهروا بالإسلام ومن هنا سيغيرون كثيرا من سياسات الخلافة العثمانية أملا في إقامة وطن قومي لهم على أرض فلسطين .
هذه المشاريع كانت تعمل بمنتهى القوة ومنتهى الحمية،و كان اليهود يعتبرون أن إقامة وطن لهم في فلسطين يحتاج إلى وقت قليل جدا، لكن حصل شيء غيّر مشاريع اليهود ومشاريع إنجلترا و فرنسا وروسيا، وهي ظهور شخصية إسلامية جديدة على الساحة ظُلمت كثيرا في التاريخ، والكثير منا يعتبرها شخصية دموية منحرفة ظالمة لكنها كانت على غير ذلك تماما؛
الشخصية هي شخصية السلطان عبد الحميد الثاني الذي حكم الخلافة العثمانية مدة 35 سنة من سنة 1874 ميلادي لسنة 1909، في هذه السنوات الطويلة التي حكمها كان من أهم القضايا التي شغلته:إيقاف المشروع الصهيوني في أرض فلسطين؛ محاربة الأهداف التوسعية لليهود داخل فلسطين ومحاربة الأفكار الإنجليزية و البروتستانتية لزرع اليهود داخل فلسطين، طبعا كل هذا سبّب له مشاكل كثيرة وقِوى العالم كلها تحاربه الآن والدولة العثمانية ضعيفة!!
السلطان عبد الحميد الثاني لو ظهر في زمن قوة الدولة لكان من أعظم الخلفاء في تاريخ الدنيا و لكن للأسف ظهر في زمن ضعف شديد رغم ذلك فقد عمل قدر المستطاع على تغيير القوانين، من القوانين التي أخرجها أنه منع الهجرة إلى أرض فلسطين ومنع تدخلات الإنجليز في قضايا اليهود و الحكومة العثمانية و تزامن في ذلك الوقت شيء غريب في روسيا؛ اضطهاد شديد جدا لليهود من قبل الحكومة الروسية الأورثدوكسية المتزمتة التي تكره اليهود كرها شديدا، هنا تدخلت أمريكا و ضغطت على الخلافة العثمانية في شخص السلطان عبد الحميد الثاني لتُدخل هؤلاء اليهود إلى أرضها، حاول السلطان أن يرفض مرات عدة ولكن الضغوط من كل مكان جعلته يقبل و يدخل اليهود الروس إلى الأرض العثمانية بشرط ألا يدخلوا أرض فلسطين، هنا السفير الامريكي ضغط من جديد على السلطان عبد الحميد الثاني أن يدفع اليهود إلى داخل أرض فلسطين في القرن 19، لكن السلطان رفض وقال لن أسمح طول حياتي ومادامت الخلافة العثمانية قائمة أن يدخل اليهود أرض فلسطين .
ما الذي سيفعله اليهود مع السلطان عبد الحميد..وكيف ستحاول إنجلترا الإيقاع بالسلطان ..كيف سيكون رد فعل اليهود في العالم ؟
كل هذا و غيره ترقبوه بإذن الله تعالى في لقائنا المقبل تابعونا ولكم كل الفضل
التعليقات (0)