فكرة آخر اليوم....وأيضا آخر العمر والتجربة

حب الوطن معني مجرد لا بد أن يكون ذا دعائم ثابتة يشعر بها المواطن حتى لا تكون شبه جملة لا محل لها من الإعراب....لا بد أن يشعر المواطن فيه بالأمان والرعاية الصحية إذا أصابه مرض لا قدر الله أو حصوله على الجراحة اللازمة وقبل ذلك سهولة الحصول على الرغيف وعلى مقعد لولده في التعليم ووظيفة في عمل مناسب لقدرته وعلمه وتقدير لآدميته ومسكن صحي ملائم بتكلفة مناسبة وشارع نظيف ومواصلات آدمية محترمة وماء صالح للشرب وطعام في متناول يده حسب قدرته الشرائية في حدود المعقول ...باختصار حياة كريمة....هنا ينشأ حب الوطن بمعناه الواسع لا يهم أن يكون قد ولد فيه ...الوطن الذي يوفر هذه المتطلبات هو الوطن وهو الذي ننتمي إليه وندافع عنه ونحبه....غير ذلك خداع وكلام لا معني له ...فإذا ظلمني المكان الذي أسكنه ولم يوفر لي أساسيات الحياة فليس وطني وما دمت قد قدمت عملا أو علما أو حرفة ولم أحصل على المقابل المناسب العادل فسوف أكون مخادعا إذا قلت أنني أحبه!!! ....وبما أن الوطن سابق ولاحق على وجودي فهو المسؤول قبلي عن صحة العلاقة فقد كنت في طفولتي أستحق الرعاية والتعليم والتربية والمسكن الصالح والرغيف النظيف والمستشفى الصحى حتى أكون في شبابي نافعا للوطن ساهرا على تأمينه وحمايته وفي رجولتي مضيفا إليه رافعا شأنه وفي شيخوختي ناصحا ومقدما أحفادا صالحين ....إذا كان الحاكم فاسدا وكنت مستفيدا من فساده فسوف أغني للوطن كما كان يفعل الفنانون للحاكم الفاسد ....وإذا كان الحاكم صالحا وكنت من جنوده ومعاونيه فسوف أغني للوطن ....وواضح الفرق بين من غني في حالة الفساد ومن غني في حالة الحكم الرشيد ....إذا أنا لا تخدعني الأغنية ولكن أنظر إلى حالة الوطن قبل سماعها وإلى شخص المغني وعمله ومصدر رزقه ...ذلك فقط يرشدني إلى أن الأغنية تصدر من كل القلوب أو تصدر من الجيب التي تكدست فيها النقود....أو صندوق القمامة التي يجلس فيه المطرب